اختر صفحة

الصين: خريجو الكليات المهنية يعانون بسبب الأجور المنخفضة والمنافسة الشرسة في سوق العمل

الصفحة الرئيسية » الاقتصاد » الصين: خريجو الكليات المهنية يعانون بسبب الأجور المنخفضة والمنافسة الشرسة في سوق العمل

شياو لين هي شابة متزوجة من قوانغتشو تبلغ من العمر 27 عامًا، تخرجت شياو من كلية مهنية وتعمل الآن بائعة في قطاع الخدمات منذ سنوات. تتراوح أرباح شياو بين 4900 (689 دولارًا أمريكيًا) و6500 يوان شهريًا حسب العمولات.

أما زوجها فيكسب دخلًا متواضعًا من ورشة عمل صغيرة للخدمات اللوجستية أنشأها في عام 2020، لكن قيود كوفيد الصارمة في الصين، جعلت عمله صعبًا خلال العامين الماضيين.

إجمالاً، فإن الزوجين لديهما أكثر من 300 ألف يوان من الديون، تم اقتراض معظمها لإبقاء شركة الخدمات اللوجستية على قيد الحياة. بغض النظر عن عدد أيام عمل شياو لين أو زوجها التي قد تتجاوز 10 ساعات عمل لليوم الواحد، فلا يبدو أنهما يمضيان قدمًا.

إن قصتهم ليست استثنائية بالنسبة لخريجي الكليات المهنية في الصين، والتي تركز على تعليم المهارات التقنية لوظائف محددة.

إن حوالي 63.4% من خريجي الكليات المهنية – الذين يدرسون عادةً لمدة ثلاث سنوات – يكسبون أقل من 5000 يوان شهريًا، وفقًا لمسح أجرته شركة 51 جوب دوت كوم (51job.com) في سبتمبر / أيلول، وهي شركة صينية رائدة في مجال الموارد البشرية والتوظيف.

وجد الاستطلاع نفسه أن أكثر من 80% من الخريجين يقومون بأعمال مرنة، مما يعني أنهم يشغلون وظائف مؤقتة أو متقطعة.

على خلفية ارتفاع معدلات البطالة المخيفة بين الشباب، استحوذ الاستطلاع على اهتمام الرأي العام، حيث حصد أكثر من 340 مليون مشاهدة وأثار عشرات الآلاف من التعليقات عبر الإنترنت في الأسبوعين الماضيين.

من المقرر أن يتخرج 10.76 مليون طالب من مؤسسات التعليم العالي في الصين هذا العام منهم 6.54 مليون من الكليات المهنية، مما سيزيد بدوره الضغط على سوق العمل في ظل تباطؤ الاقتصاد.

زاد الالتحاق بالكليات المهنية بمقدار 4.13 مليون في السنوات الثلاث الماضية، كما استقبلت المؤسسات مزيد من المجندين والعاطلين عن العمل والعمال المهاجرين، وفقًا لما ذكرته وزارة التعليم.

بلغ عدد المسجلين الجدد في الكليات المهنية 5.57 مليون في العام الماضي، بزيادة 180% عن عقد مضى.

يجد الخريجون الجدد الوظائف ذات رواتب منخفضة، وأن المنافسة الشرسة هي القاعدة في سوق العمل. والكثير منهم لا يستطيع العثور على عمل على الإطلاق.

تقول شياو: “في قوانغتشو، التي تعد بالفعل مدينة من الدرجة الأولى في الصين، يحصل الكثير من الأصدقاء الذين أعرفهم من خريجي الجامعات على دخل يبلغ 4000 أو 5000 يوان شهريًا بعد خصم الضرائب. هذا النوع من الدخل يجعل من الصعب حقًا على الشباب تغطية نفقات الزواج والإنجاب في المدن”.

الرسوم الدراسية للتعليم المهني ليست رخيصة بالنسبة للعائلات العاملة والريفية، وعادة ما تكلف حوالي 10.000 إلى 20.000 يوان سنويًا غير شاملة الإقامة.

في المدن الصغيرة، يجد خريجو الكليات المهنية أيضًا أن شهاداتهم لا تكون بالضرورة ميزة عند التقدم للوظائف.

في الاستطلاع، قال خريجو الكليات المهنية في مدن الدرجة الثانية والثالثة أن فرص العمل قليلة، وأن أصحاب العمل المحليون لم يرحبوا بهم.

تقول لي كي المصورة المستقلة في مدينة شانتو في غوانغدونغ: “المدينة التي أعيش فيها صغيرة جدًا وتهيمن عليها المصانع الخفيفة، لم يزدد دخل الشباب في العامين الماضيين والوظائف غير مستقرة”.

وأضافت: “يمكن لموظفي الخدمة المدنية الحصول على راتب قدره 6000 يوان أو أكثر، لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة لخريجي الكليات المهنية، حيث أن الراتب الشهري للموظف أو العامل في شركة خاصة يبلغ عادة حوالي 3500 يوان”.

المنافسة الشرسة على الوظائف لا تؤثر على طلاب الكليات المهنية فقط.

يقول توم شين الذي يعمل موظفًا مدنيًا ويقيم في قوانغتشو: ” أصبح من الشائع جدًا أن يكون لديك خريجون حاصلون على درجة الماجستير أو درجة البكالوريوس بتخصصين مزدوجين للبحث عن وظائف على مستوى القواعد الشعبية في المقاطعات الفرعية وهو أمر يتطلب فقط درجة جامعية مبتدئة. لأكون صريحًا، إن هذا إهدار للموارد”.

قال علماء الديموغرافيا أن نتائج الاستطلاع ستغذي توقعات الشباب القاتمة بشأن الاقتصاد وآفاق العمل، مما سيثبط الإنفاق والاستعداد للزواج أو الإنجاب.

وقال عالم الديموغرافيا هوانغ ون تشنغ: “الشباب هم المستهلكون الرئيسيون في أي مجتمع، وتوقعات الدخل الخاصة بهم أمر بالغ الأهمية بالتأكيد، بغض النظر عن الاستراتيجيات الأساسية للصين بشأن الاستهلاك والسكان والازدهار المشترك”.

اقرأ أيضًا “سيمولاي” الإيطالية تسعى لتعزيز مواردها المالية

المصدر: ساوث تشاينا مورنينغ بوست

ربما يعجبك أيضا…

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك في نشرتنا الإخبارية

 

انضم إلى قائمتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات من فريقنا.

لقد تم اشتراكك بنجاح!

Share This