في المقال التالي تقوم روث سالدانها الصحفية في مورنينغ ستار (Morningstar) بحديث مع ريان جاكسون المحلل في مورنينغ ستار ريسيرتش سيرفيس (Morningstar Research Services) عن الصندوقين المتداولين الجديدين المرتبطين باختيارات جيم كرامر مضيف برنامج ماد موني (Mad Money) الذي تعرضه سي إن بي سي (CNBC).

وفيما يلي جزء من الحوار بين سالدانها وجاكسون:

روث سالدانها: أكثر من 192,000 شخص يتابعون كرامر تراكر (Cramer Tracker) على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، وتتمثل مهمة الحساب في تتبع توصيات الأسهم الخاصة بمحلل سي إن بي سي (CNBC) جيم كرامر، حتى يتمكن متابعوهم من فعل العكس تمامًا. إذا كنت ترغب في الاستثمار في هذا النوع من الأشياء، فقد تم إطلاق صندوقين متداولين مؤخرًا، وكلاهما مرتبط مباشرة باختيارات جيم كرامر. يُطلق على الصندوق الأول اسم إنفيرس كرامر (Inverse Cramer ETF)، والذي سيستثمر في الأسهم التي يقول كرامر أنه يجب على الناس تجنبها. كما أنه يبتعد عن الأسهم التي يقول كرامر أنه يستثمر فيها، ويراهن أساسًا على هذه الشركات. والآخر هو صندوق لونغ كرامر (Long Cramer ETF)، والذي يفعل العكس تمامًا. إذن كيف تعمل صناديق الاستثمار المتداولة هذه، وهل هذا هو ما يجب أن يفكر فيه المستثمرون على المدى الطويل؟

رايان، شكراً جزيلاً لوجودك هنا اليوم.

رايان جاكسون: بالطبع، شكرًا لاستضافتي يا روث.

سلدانها: إذن كيف تعمل هذه الصناديق المتداولة الجديدة التوجهيّة؟

جاكسون: للتفكير وفهم إطلاق إنفيرس كرامر (Inverse Cramer ETF SJIM) ولونغ كرامر (Long Cramer ETF LJIM) – أو أي استراتيجيات أخرى تعتمد على التوجهية “الموضة أو التريند” – أعتقد أنه من المفيد التفكير في الأمر من منظور مزود الصندوق المتداول. تأتي معظم إيرادات الصناديق المتداولة تأتي في شكل رسوم، ويتم التعبير عنها كنسبة مئوية من إجمالي الأصول التي يحتفظ بها كل صندوق من صناديقهم. لذلك مع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن حافزهم هو في نهاية اليوم للتوصل إلى استراتيجيات من شأنها جذب معظم رؤوس أموال المستثمرين. في السنوات الأخيرة، أعتقد أن إحدى الطرق التي رأينا بها أن بعض مزودي الصناديق المتداولة يأتون حقًا بأفكار جديدة وهي البحث باستمرار في لوحات الرسائل عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والاستماع إلى ما يتحدث عنه الناس في الأخبار للحصول على فكرة عما يتحدث عنه البعض لمعرفة أساليب الاستثمار التي يشتهيها المستثمرون. وإذا شعروا أن هناك توافقًا جيدًا وأن لديهم الموارد اللازمة لإحياء هذه الاستراتيجيات والرغبة في فعل ذلك بالفعل، ستراهم يتخذون هذه الخطوة النهائية ويصنعون منتجًا يحاكي بعض من تلك الاستراتيجية الاستثمارية.

أعتقد أن أحد الأمثلة الجيدة هنا، والتي تناظر صناديق كرامر المتداولة جيدًا، هو أنه إذا نظرت إلى الوراء إلى عام 2021، نجد أننا رأينا على مدار العام عددًا كبيرًا من الصناديق المتداولة في أسهم الميم تدخل إلى السوق. وكان ذلك ردًا على جنون أسهم الميم الذي بدأ عام 2021 بملاحظة مجنونة. كان الكثير من المستثمرين يحاولون الاستفادة من أسهم ايه إم سي (AMC) وغيم ستوب (GameStop)، وأعتقد أن الفكرة مماثلة هنا. إذا نظرنا إلى صناديق كرامر المتداولة نجد أنها نشأت نوعًا ما من حساب تويتر جمع عددًا كبيرًا من المتابعين. وبالنظر إلى إنفيرس كرامر (Inverse Cramer ETF) ولونغ كرامر (Long Cramer ETF)، نجد بالتأكيد أن الشهية موجودة حيث جمع إنفيرس كرامر (Inverse Cramer ETF) حوالي 6 ملايين دولار على مدار الأسبوع الأول. ولكن لونغ كرامر (Long Cramer ETF) متخلف جدًا، حيث جمع حوالي 250 ألف دولار فقط. أنا متأكد من أن جيم كرامر لن يكون سعيدًا جدًا بهذه النسبة، ولكن لا يزال الوقت مبكرًا بالنسبة لهم.

سالدانها: لنتحدث قليلاً عن أنواع الصناديق المتداولة هذه. لقد ذكرت أسهم الميم، وصناديق كرامر. ما مدى اختلافها عن الصناديق المتخصصة العادية، على سبيل المثال، خاصة تلك الصناديق التي تبحث في قطاعات جديدة مثل التشفير أو الذكاء الاصطناعي؟ ما هو الفرق هنا؟

جاكسون: أعتقد أن هناك فرقًا كبيرًا عندما تفكرين في مخاطر شيء مثل صناديق كرامر التي تحدثنا عنها كثيرًا في الأسبوع الماضي أو نحو ذلك، وهو أنك تحتاجين إلى مقارنة ذلك ببعض الصناديق المجربة والصحيحة والدقيقة. إنهم يهتمون باستمرار بتعرضهم لقطاعهم وتعرضاتهم للصناعة، ويفكرون في كيفية ارتباط بعض الأسهم ببعضها، مع ترجيح الأسهم بناءً على مستويات مختلفة من الاقتناع. هناك مجموعة كاملة من العوامل التي تدرسها هذه الصناديق المشروعة حقًا. بينما من ناحية أخرى، لديك صناديق كرامر المتداولة، حيث يوجد عدد قليل من المديرين في تاتل كابيتال مانجمنت (Tuttle Capital Management) تبيع الأسهم حسب رؤية برنامج ماد موني (Mad Money)، حيث يشاهدونه في الأخبار صباحصًا، مع الانتباه إلى موجز تويتر الخاص به، واستخدامه كنجم الشمال الوحيد لبناء المحفظة بالفعل. لذا رغم أن هذا مسليًا، فهو ليس مدعومًا بنفس الدقة ونفس المنطق الاقتصادي الذي رأيناه يدعم بعض الاستراتيجيات التي وثقنا بها على المدى الطويل.

قارني ذلك باستراتيجيات الصناديق المتخصصة؛ وهي توجهيّة ولكن بطريقتها. كما تعلمي، غالبًا ما ينجرف المستثمرون في جنون، بالنسبة لبعض الصناعات وبعض القطاعات. قد تفكرين في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي أو الروبوتات. هذه قطاعات شائعة، وفي كثير من الأحيان يندفع المستثمرون إلى تلك الصناديق دون التوقف بالضرورة للتفكير في نوع التقييم الذي سيأتي به، ونوع الصندوق الذي يحصلون عليه على وجه التحديد. هناك بعض أوجه التشابه، ولكن فيما يتعلق بمدى ملاءمتها للمحفظة، هناك فرق كبير أيضًا. وكما تعلمين، الصناديق المتداولة المتخصصة، وعلى الرغم من كونها توجهية بعض الشيء وتنطوي على مخاطرة بعض الشيء، إلا أنه يكون لديك بشكل عام إحساس عام بنوع الأسهم التي ستمتلكينها في تلك المحفظة. إذا استثمرتي في قطاع مثل الروبوتات أو الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، حينها تعلمين أنه من المحتمل أن يكون مدفوعًا بالتكنولوجيا. يمكنك ربما اقتطاع بعض الأسهم من محفظة النمو الخاصة بك، وتحديد موقعها مع استثماراتك المختلفة. أما عند الاستثمار في صناديق مثل لونغ كرامر (Long Cramer ETF)، فأنت لا تعرفين حقًا ما هي الأسهم التي ستكون موجودة هناك بين يوم وآخر وأسبوع وآخر؛ أنت تخضعي فقط لأهواء أفكار كرامر اليومية. لذلك أعتقد أن عدم القدرة على التنبؤ يعد فرقًا كبيرًا.

سالدانها: ما هو نوع الإيجابيات التي يتحدث عنها الناس هنا، وعلى الجانب الآخر، ما هو نوع الجانب السلبي الذي نبحث عنه في هذه الصناديق التوجهيّة؟

جاكسون: سألتزم بالحديث عن صناديق كرامر كعدسة. أعتقد أن هناك عدة حالات أفضل وأخرى أسوأ. من الناحية الإيجابية، فيما يتعلق بصندوق إنفيرس كرامر (Inverse Cramer ETF) ربما جيم كرامر هو عملاق نائم لم نكن نعرف أنه موجود وأنه في الحقيقة مريع في انتقاء الأسهم. ربما يكون ذلك غير محتمل، ولكنه بالتأكيد احتمال على نطاق واسع من النتائج. هناك طريقة أخرى يمكن أن ينجح بها هذا الأمر جيدًا للمستثمرين وهي إذا رأينا هذا السوق الهابط الذي شهده عام 2022 يستمر في الامتداد إلى هذا العام. إن صناديق كرامر المتداولة هي صناديق ذات استراتيجيات طويلة وقصيرة، مما يعني أنها لا تتمتع بالتعرض الكامل للسوق من خلال شيء مثل صندوق ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) التقليدي الذي تستثمرين فيه. لذا يمكن أن يكون الاستثمار في صندوق كرامر هذا بمثابة عامل تنويع هذا العام. وعندما تنخفض الأسواق، ستظهر هذه الصناديق بشكل أفضل قليلاً. إذن هذه هي المكاسب. ولكن عندما تفكرين في الجوانب السلبية، فقد وضعوا نهجًا سريعًا يتغير “بين ليلة وضحاها” لتكوين المحفظة التي يستخدمونها. يمكننا أن نرى بعض هذه المخاطر تنبثق بالفعل عاجلاً وليس آجلاً. وفيما يتعلق بالعيوب الفورية، فإن صناديق كرامر المتداولة باهظة الثمن، وهذا صحيح بالنسبة للكثير من الصناديق المتخصصة في جميع المجالات. يتقاضى كل من لونغ كرامر (Long Cramer ETF) وإنفيرس كرامر (Inverse Cramer ETF) 1.2% سنويًا. ولذلك سيحتاجون إلى التفوق في الأداء على صندوق مؤشر فانغارد توتال ستوك ماركت إنديكس (Vanguard Total Stock Market Index ETF) المتداول بمقدار 1.17 نقطة مئوية سنويًا لمجرد التعادل عندما تفكر في الرسوم. هذه بعض العيوب الملموسة التي يجب عليك حقًا مراعاتها عندما تفكر في الاستثمار في شيء مثل صناديق كرامر المتداولة أو حتى بعض الصناديق المتخصصة الأكثر جرأة والأكثر تكلفة.

سالدانها: آخر سؤال أريد أن أطرحه عليك هو، لقد ذكرت أنه لم يتم توضيح المقتنيات الأساسية الفعلية بوضوح في البداية لكلا صندوقي كرامر المتداولين. لذلك بالنسبة للمستثمرين الذين ليسوا مهتمين بالتداول أو يبحثون بنشاط في الصناديق المتداولة الخاصة بهم، ماذا يجب أن يفعلوا عندما يصادفون صناديق مثل هذه الصناديق؟

جاكسون: لقد تطرقت إليه قبل ذلك بقليل. أعتقد أنك بحاجة إلى أن تدركي أن هناك هذه الطبيعة التي لا يمكن التنبؤ بها. لكنني لن أتفاجأ إذا كان الكثير من الأشخاص الذين أقبلوا على صناديق كرامر المتداولة هذه هم أولئك الذين يريدون فقط بعض المظهر في اللعبة. كما تعلمين، بالتفكير في الشركات التي يتحدث عنها كرامر باستمرار. إنه لا يفعل ذلك بنية بناء محفظة ليتبعها الناس. في كثير من الأحيان، يتحدث فقط عما يظهر في الأخبار، وما هو مناسب، وما الذي يحتل العناوين الرئيسية. وأعتقد أنه بالنسبة لكثير من المستثمرين، يريدون أن يكونوا مرتبطين بطريقة أو بأخرى على المدى القصير أو الطويل بالشركات التي يسمعون عنها باستمرار. إنه نوع من جعل الأخبار أكثر إثارة. أنا متأكد من أن هناك الكثير من الأشخاص الذين سيقولون لك أن مشاهدة سباق الخيل هو أكثر متعة عندما تقوم في الواقع بدعم الحصان ببعض النقود. الفكرة مماثلة هنا، وأعتقد أن الناس يريدون فقط أن يتم الاستثمار في الأخبار وفي السوق بطريقة مختلفة.

في الوقت نفسه، أود أن أحذر من أن هذا بالتأكيد ليس شيئًا قد يرغب أي أحد في تجربته في حال امتلاك محفظة وساطة أكثر شرعية أو بشكل خاص محفظة تقاعد. لكنني أعتقد أنه شيء يمكن تجربته عند تخصيص القليل من المال الفائض. كما تعلمين، يوجد هذا المفهوم الذي كان مؤسس فانغارد (Vanguard) الراحل الرائع جاك بوغل مؤيدًا كبيرًا له: عندما تأخذ شريحة صغيرة من استثمارك الإجمالي للمضاربة والمراهنة بشكل كثير أو قليل، وتستخدم ذلك كمخرج، قم بعمل تنبؤات أكثر جرأة لأنها في كثير من الأحيان لن تعمل بالطريقة التي تتوقعها.

اقرأ أيضًا أهم ما يجب أن تعرفه قبل اختيار وسيط الأوراق المالية الخاص بك

المصدر: مورنينغ ستار