اختر صفحة

صندوق الثروة السعودي يعتمد على شركات الاستشارات العالمية في إدارة عملياته

الصفحة الرئيسية » قاموس » صندوق الثروة السعودي يعتمد على شركات الاستشارات العالمية في إدارة عملياته

ساعدت خطة المملكة العربية السعودية لتحقيق طموحات كبيرة باستخدام صندوق ثروتها السيادي الضخم في خلق عوائد بقيمة 1.8 مليار دولار لشركات الاستشارات العالمية.

من بين أحد اهم الأمثلة على النجاح الذي حققته تلك الشركات في كسب النفوذ في المملكة هو إيهاب خليل الشريك الأول في مجموعة بوسطن الاستشارية.

ففي حين أنه لا يظهر في أي مخطط تنظيمي في صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، الذي يبلغ حجمه 620 مليار دولار، فإن الأشخاص الذين يعملون مع أو في الصندوق المملوك للدولة يصفونه بأنه وسيط قوي يعمل من وراء الكواليس وله دور فعال في ظهور الصندوق باعتباره واحدًا من أكبر المستثمرين في العالم وفي وضع خطط للمساعدة في إصلاح اقتصاد المملكة.

يستمع ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة باهتمام لإيهاب خليل، وقد قاد خليل الاجتماعات الداخلية الأخيرة بشأن الإستراتيجية، حسب ما قال أشخاص مطلعين على عمليات الصندوق، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن العمليات الداخلية خاصة.

في حين أن صندوق الاستثمارات العامة لديه اثنان من المديرين التنفيذيين في المناصب الإستراتيجية العليا، فإن نصف دزينة من الأشخاص داخل الصندوق أو على مقربة منه يقولون أن خليل يتصرف بطريقة أكثر نفوذًا بسبب علاقاته مع اللاعبين الرئيسيين. وفي دليل على أهمية موقعه، اتخذت المملكة – التي لا تعترف بالجنسية المزدوجة – خطوة نادرة العام الماضي بمنحه الجنسية السعودية بجانب جنسيته اللبنانية.

بصفته أداة رئيسية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تنويع الاقتصاد القائم على النفط، فقد استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على حصص في الشركات الكبرى الأمريكية مثل أوبر تكنولوجيز (Uber Technologies Inc)، ودعم إدراج شركة لوسيد موتورز (Lucid Motors) خلال العام الماضي. يعمل الصندوق الآن على تطوير مدينة جديدة بقيمة 500 مليار دولار.

في الوقت الذي يسعى فيه صندوق الاستثمارات العامة إلى مضاعفة الأصول المدارة ثلاث مرات لتصل إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2030، يسلط دور خليل الضوء على الأعمال الداخلية لأحد أهم صناديق الثروة السيادية في العالم ويؤكد التأثير الذي يلعبه المستشارون الخارجيون في تحول المملكة العربية السعودية.

حتى بعد أن خضعت أعمال الاستشارات في البلاد للتدقيق من قبل المسؤولين الأمريكيين في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، تضاعفت الرسوم. فاق معدل النمو البالغ 19% في سوق الاستشارات في المملكة العربية السعودية جميع دول الخليج الأخرى، وفقًا لسورس غلوبال ريسيرتش (Source Global Research).

إنفاق ضخم

قد يصبح عمل الشركات الاستشارية مثيرًا للجدل مرة أخرى في ظل التوترات الجديدة التي أعقبت تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة تقييم العلاقات مع المملكة العربية السعودية، بعد قرار منظمة أوبك بلس بخفض الإنتاج.

قالت شركة بوسطن كونسولتينغ غروب (BCG) في ردها على أسئلة بلومبيرغ أن خليل ليس في مهمة في صندوق الاستثمارات العامة وبالتالي “لا يتصرف بأي شكل من الأشكال” نيابة عن الصندوق، مضيفة أن الإستراتيجية تدار من قبل “كبار مديري صندوق الاستثمارات العامة بدوام كامل”.

وقال صندوق الثروة السيادي السعودي أن خليل هو “مدير إداري أول في بوسطن كونسولتينغ غروب (BCG) الذي يقدم المشورة لصندوق الاستثمارات العامة”.

قال برنارد هيكل، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة برينستون والذي التقى ولي العهد محمد بن سلمان أنه “في عجلة من أمره لتغيير الأمور وتحريك البلاد في اتجاه تنويع الاقتصاد والتحرر الاجتماعي”.

رفضت بوسطن كونسولتينغ غروب (BCG) إتاحة خليل للتعليق ولم تنجح جهود الاتصال به، إيهاب خليل في أوائل الأربعينيات من عمره ويقسم وقته بين الرياض ودبي.

أعمال بوسطن كونسولتينغ غروب (BCG)

إن نطاق التحول الذي شهدته المملكة العربية السعودية بما في ذلك مشروع ذا لاين (The Line) قد وفر فرصة كبيرة للخبراء الخارجيين. ويذكر أن مشروع ذا لاين (The Line) تابع لصندوق الاستثمارات العامة، وهو ممر حضري بطول 170 كيلومترًا (106 ميلاً) بدون سيارات أو طرق، وهو يشكل جزءًا من مشروع نيوم.

في عام 2016، لعب المستشارون دورًا بارزًا في المساعدة في صياغة الإصلاح الاقتصادي للمملكة لدرجة أن وزارة الاقتصاد والتخطيط لُقبت بوزارة ماكينزي نظرًا لعلاقات الشركة الوثيقة بالحكومة.

منذ ذلك الحين، برزت بوسطن كونسولتينغ غروب (BCG) – التي تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر أسواقها – كرائد بارز، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى علاقاتها مع صندوق الاستثمارات العامة. في حين امتنعت الشركة عن الكشف عن التفاصيل المالية الإقليمية.

قالت المصادر أنه تم تعيين ما لا يقل عن 100 مستشار للعمل مع صندوق الثروة السعودي والكيانات التابعة له، بما في ذلك مجموعة كبيرة من بوسطن كونسولتينغ غروب (BCG). يوظف الصندوق حوالي 1700 شخص، وفقًا لنشرة إصدار سندات حديثة.

قال صندوق الاستثمارات العامة أن الصندوق والشركات في محفظته قد استخدموا العديد من شركات الاستشارات الدولية بما يتماشى مع المؤسسات المالية المماثلة لأنه يخلق “أنظمة بيئية ومدنًا وقطاعات وشركات ووظائف عالية الجودة وجديدة”.

وقال صندوق الاستثمارات العامة في رد على أسئلة بلومبيرغ: “لا يوجد شيء غير عادي في هذا الاستخدام للشركات”.

على مدى السنوات الخمس الماضية، قاد صندوق الاستثمارات العامة دفعة نحو صناعة السيارات الكهربائية وقام بصفقات في الرياضة، حيث اشترى فريق كرة القدم الإنجليزي نيوكاسل يونايتد واستثمر ما لا يقل عن ملياري دولار في مشروع غولف عالمي.

على موقعه الإلكتروني، لا يحدد صندوق الاستثمارات العامة كيفية عمل الإستراتيجية. ترك دينيس جونسون منصب كبير مسؤولي الإستراتيجية في عام 2020 بعد حوالي عامين. ويبدو أن لديه خلفان: تشاد ريتشارد رئيس تطوير الاستراتيجية والتكامل، وعبد الله السالم رئيس الاستراتيجية والتخطيط.

كان ريتشارد شريكًا في بوسطن كونسولتينغ غروب (BCG) قبل انضمامه إلى صندوق الاستثمارات العامة لتولي منصبه الحالي في فبراير / شباط 2020. أما السالم – الذي يعمل في الصندوق منذ عام 2016 – هو أيضًا رئيس إدارة المشروع وأصبح كذلك رئيسًا للإستراتيجية في يناير / كانون الثاني 2020، وفقًا لملفه الشخصي على منصة لينكد إن.

في العمليات الأخيرة، قاد خليل الاجتماعات وقدم نفسه على أنه المسؤول الاستراتيجي الأعلى، حتى مع نظرائه في صندوق الاستثمارات العامة، وفقًا لأشخاص شاركوا في المناقشات.

قال الأشخاص أن خليل لديه عنوان بريد إلكتروني تابع لصندوق الاستثمارات العامة، وإن كان ببادئة “con” التي تُستخدم عمومًا للإشارة إلى الشخص الاستشاري، على حد قول الأشخاص.

وكيل أجنبي

توطدت صلات خليل بالسعودية العام الماضي، عندما تم منحه وثلاثة أشخاص آخرين الجنسية بسبب “القدرات المتميزة” و “التخصصات النادرة”، وفقًا لوسائل الإعلام المحلية. لم يستجب مركز الاتصالات الدولية الحكومي لطلبات التعليق على سبب حصول خليل على الجنسية.

ولد إيهاب خليل عام 1978، وحصل على درجة الماجستير من كلية إدارة الأعمال الدولية إنسياد. عمل خليل في شركة الاستشارات بوز آند كو (Booz & Co) قبل انضمامه إلى بوسطن كونسلتينغ غروب (BCG) في عام 2014، كان ذلك قبل أن يتحول صندوق الاستثمارات العامة إلى قوة استثمارية من قبل محمد بن سلمان. في عام 2020، تم تسجيل خليل لدى الولايات المتحدة كوكيل أجنبي للمجلس السعودي للشؤون الاقتصادية والتنمية، وفقًا لبيان أمريكي.

يعد نجاح بوسطن كونسولتينغ غروب (BCG) وغيرها من الشركات الاستشارية العالمية تناقض ملحوظ مع الجهود التي تبذلها بنوك وول ستريت لكسب موطئ قدم أكبر في السعودية، حيث تظل الرسوم في منطقة تعد مركزًا للاكتتابات العامة الأولية أقل من المستويات الدولية حيث تتقاسم الصفقات مع البنوك المحلية.

واجهت الشركات الاستشارية الكبرى تدقيقاً في الماضي بشأن تعاملاتها التجارية مع المملكة العربية السعودية. في عام 2018، ضغطت السناتور الأمريكي إليزابيث وارن على بوسطن كونسولتينغ غروب (BCG) وبوز ألين هاميلتون (Booz Allen Hamilton) للكشف عن عملهما المتعلق بالبلاد، ولكن لم يتم الإعلان عن نتائج هذه المبادرة.

يعد تعيين مستشارين خارجيين أيضًا موضوعًا حساسًا في المملكة العربية السعودية. بدءًا من عام 2024، قالت الحكومة السعودية والمؤسسات المدعومة من الدولة أنها ستتوقف عن توقيع العقود مع الشركات الأجنبية التي تقيم مقارها في الشرق الأوسط في أي دولة أخرى في المنطقة.

اقرأ أيضًا رئيس كوريا الجنوبية يدعو إلى الاستئناف السريع لخدمات كاكاو ونافر

المصدر: بلومبيرغ

ربما يعجبك أيضا…

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك في نشرتنا الإخبارية

انضم إلى قائمتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات من فريقنا.

لقد تم اشتراكك بنجاح!

Share This