أثار اتفاق شركة يو إس ستيل (U.S. Steel) الشهر الماضي لبيع نفسها لشركة نيبون ستيل (Nippon Steel) حالة من الجنون السياسي المحلي وأثار احتمال حدوث موجة من النشاط المماثل من جانب الشركات اليابانية الغنية بالسيولة. وربما تشارك إحدى الشركات العملاقة – وهي شركة سوميتومو (Sumitomo Corporation) – في هذا الحدث.

وقال ماسايوكي هيودو الرئيس التنفيذي لشركة سوميتومو (Sumitomo) لمجلة بارونز على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في وقت متأخر من يوم الاثنين: “إن الولايات المتحدة سوق مهم للغاية للصناعات اليابانية، ونعم، نود البحث عن فرص في الولايات المتحدة أيضًا”.

إن سوميتومو (Sumitomo) هي واحدة من أكبر خمس شركات سوجو شوشا – وهو مصطلح يشير إلى شركات التجارة العامة في اليابان، وهي تكتلات تاريخية ومترامية الأطراف تلعب دورًا مؤثرًا في الاقتصاد الياباني. يعتبر وارن بافيت صاحب شركة بيركشاير هاثاواي (Berkshire Hathaway) مستثمرًا رفيع المستوى في شركة سوميتومو (Sumitomo) وأقرانها.

تسبح الشركات اليابانية في الأموال، فقد ارتفعت مدخرات الشركات منذ عام 2000 إلى جانب الأرباح، وتم الاحتفاظ بها نقدًا إلى حد كبير. إن صافي مدخرات الشركات كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي أعلى بكثير في اليابان منها في الولايات المتحدة والاقتصادات المتقدمة الأخرى، وفقًا لبحث أجراه صندوق النقد الدولي في مايو / أيار 2023.

كما أن نشاط الشركات اليابانية ينتعش أيضًا، حيث وصلت عمليات الاندماج والاستحواذ إلى أعلى مستوياتها خلال عقد من الزمن، حسبما كتب تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في شركة أبولو جلوبال مانجمنت، في مذكرة حديثة.

ويعني هذان العاملان أنه من غير المرجح أن تكون شركة نيبون ستيل (Nippon Steel) هي الشركة اليابانية الأخيرة التي تتنافس مع شركة أمريكية.

يقول هيودو: “لدينا خمسة قطاعات نعتبرها هدفًا”، موضحًا أن هذه القطاعات هي البنية التحتية والرعاية الصحية والتقنيات الجديدة وتجارة التجزئة والزراعة.

وتمتلك شركة سوميتومو (Sumitomo) حصة قديمة في شركة نيبون ستيل (Nippon Steel)، التي وافقت الشهر الماضي على شراء شركة يو إس ستيل (U.S. Steel) مقابل 55 دولارًا أمريكيًا للسهم نقدًا، بالإضافة إلى تحمل الديون، بقيمة مؤسسية تبلغ 14.9 مليار دولار.

ووصف هيودو حصة شركته في نيبون بأنها “حصة صغيرة تم الحصول عليها في الماضي”. حتى عام 2019، كانت شركة نيبون ستيل (Nippon Steel) تسمى شركة نيبون ستيل آند سوميتومو ميتال كوربوريشن (Nippon Steel & Sumitomo Metal Corporation).

أثار استحواذ أكبر شركة لصناعة الصلب في اليابان على شركة يو إس ستيل (U.S. Steel)، ضغينة بين بعض السياسيين الأمريكيين، وقد يكون بمثابة اختبار لقواعد مكافحة الاحتكار الأمريكية الجديدة ولوعد الرئيس جو بايدن باتخاذ إجراءات صارمة تجاه عمليات الاستحواذ الأجنبية. قال السيناتور الديمقراطي جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا إنه “من المشين للغاية أن توافق شركة يو إس ستيل (U.S. Steel) على بيع نفسها لشركة أجنبية”، مستشهدًا بمخاوف تتعلق بالأمن القومي.

والجانب الآخر هو أن اليابان تظل حليفًا ثابتًا وطويل الأمد للولايات المتحدة، ناهيك عن حقيقة أن المصانع لن يتم نقلها إلى اليابان وأن تكنولوجيا الصلب ليست مملوكة بشكل كبير.

يقول هيودو: “نحن نحترم [النهج] الذي تتبعه شركة نيبون ستيل (Nippon Steel)، ونتفهم أيضًا رد فعل الولايات المتحدة”. “نحن حلفاء جيدون ويمكننا تقديم قيمة جيدة للعالم أجمع، بما في ذلك السوق المحلية للولايات المتحدة واليابان أيضًا”.

اقرأ أيضًا نفيديا لم تعد أفضل أسهم الرقائق المتخصصة عند سيتي غروب

المصدر: بارونز