قال مسؤولون في الصناعة أن مسابك الذهب الهندية أوقفت وارداتها تقريبًا من السبائك الذهبية – وهي سبائك شبه نقية – حيث يقدم مشغلو السوق الرمادية خصومات كبيرة على أسعار السوق ويقلصون هوامشهم الضئيلة، مما يجعل المسابك تخسر.
وقالوا أن معظم المسابك في الهند ثاني أكبر مستهلك للمعادن النفيسة في العالم أوقفت عملياتها وتكافح من أجل الوفاء بعقود التوريد طويلة الأجل مع عمال المناجم.
وقال هارشاد أجميرا سكرتير جمعية مسابك الذهب والمصكوكات لرويترز: “على مدى الشهرين الماضيين كانت الأسعار الهندية متداولة بخصم كبير. لا يمكن أن تقدم المسابك خصومات كبيرة، لأنها تدير عمليات بهوامش ضئيلة للغاية”.
إن ضريبة الهند على السبائك الذهبية أقل بنسبة 0.65% منها على الذهب المكرر، وذلك لتسهيل أعمال التكرير المحلي. لكن الخصومات على الأسعار الرسمية في الأسابيع القليلة الماضية اتسعت إلى ما يقرب من 2% أي حوالي 30 دولارًا للأونصة.
وقال أجميرا أن تجار المجوهرات والسبائك لا يشترون من المسابك، لأنهم لا يستطيعون تقديم نفس نوع الخصم المتاح من الموردين المنافسين. متسائلًا: “إن الهامش لدينا أقل من 0.5%. كيف يمكننا أن نطابق خصم 2%؟”.
حقق مشغلو السوق الرمادية – أو الشركات التي تهرب الذهب من الخارج وتبيعه نقدًا لتجنب الرسوم – أرباحًا في يوليو / تموز 2022 عندما رفعت الهند ضريبة الاستيراد على الذهب.
وقال متعاملون أن هؤلاء المشغلين يمكنهم بيع الذهب بخصم على أسعار السوق، لأنهم يتهربون من ضريبة بنسبة 18.45% على الذهب.
قال جيمس خوسيه العضو المنتدب للمصفاة سي جي آر ميتاليوز (CGR Metalloys) أن العديد من المصافي الهندية تحول الذهب إلى مصافي في دبي، لأنها لا تستطيع بيع سبائك مكررة في الهند بسبب الخصومات.
تعتمد الهند على الواردات لتلبية معظم طلبها.
قال جوزيه أن هوامش مشغلي السوق الرمادية تتزايد مع ارتفاع الأسعار، مما يجعل التهرب أكثر ربحًا، وهو سيناريو لا يمكن تبديده إلا بخفض رسوم الاستيراد على الذهب إلى 5%.
طلبت جمعية مصافي الذهب والمصكوكات والهيئات التجارية الأخرى من نيودلهي خفض ضرائب الاستيراد.
وقال أجميرا: “يجب على الحكومة أيضًا زيادة فرق رسوم الاستيراد بين الذهب المكرر والهامش إلى 1.65%، لجعل التكرير ممكنًا”.
تستورد الهند السبائك الذهبية بشكل رئيسي من غانا وبيرو، بينما يأتي الذهب المكرر من سويسرا والإمارات العربية المتحدة.
عادة ما يرتفع الطلب على الذهب خلال موسم الزفاف، لأن السبائك جزء أساسي من مهر العروس في الهند وأيضًا هدية شهيرة من العائلة والضيوف في حفلات الزفاف.
يقول أشوك جين مالك شركة تشيناجي نارسينغجي (Chenaji Narsinghji) لتجارة الذهب بالجملة في مومباي أن الطلب ضعيف هذا العام، حيث قفزت الأسعار بالقرب من ذروة قياسية، مما أدى إلى مزيد من التآكل في مبيعات المصافي.
0 تعليق