سجلت شركة بيركشاير هاثاواي (Berkshire Hathaway Inc) التابعة لوارن بافيت يوم السبت خسارة قدرها 2.69 مليار دولار في الربع الثالث، ويرجع ذلك إلى ارتفاع التضخم وانخفاض استثمارات الأسهم والخسائر الناجمة الإعصار إيان.

ومع ذلك، ارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 20%، متجاوزة توقعات المحللين.

استفادت بيركشاير (Berkshire) من زيادة الطلب والأسعار في مبيعات المنازل الجديدة والمنتجات الصناعية والطاقة، بينما ساعدت حملة مكافحة التضخم التي يشنها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بيركشاير (Berkshire) على تحقيق المزيد من الدخل من استثمارات التأمين.

قال جيم شاناهان المحلل في إدوارد جونز آند كو (Edward Jones & Co): “بشكل عام، كانت النتائج قوية وقد أظهرت مرونة، نظرًا لتأثير التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وتحديات سلسلة التوريد”. وقد رفع شاناهان تصنيفه لسهم بيركشاير (Berkshire) إلى توصية “شراء”.

استفادت بيركشاير (Berkshire) من تراجع أسواق الأسهم لإضافة المزيد من الأسهم إلى محفظتها المقدرة بقمية 306 مليار دولار، حيث اشترت ما قيمته 3.7 مليار دولار صافيًا وحصلت على حصة بنسبة 20.9% الآن في شركة أوكسيدنتال بتروليوم (Occidental Petroleum Corp).

قامت بيركشاير (Berkshire) أيضًا بإعادة شراء المزيد من أسهمها الخاصة ولكنها كانت حذرة، حيث أعادت شراء 1.05 مليار دولار، على غرار الربع الثاني. كما أعادت شراء بعض الأسهم في أكتوبر / تشرين الأول.

قد تعكس النزعة المحافظة “الاضطرابات الكبيرة” التي قالت بيركشاير (Berkshire) أن عشرات الشركات لا تزال تعاني منها متمثلة في سلاسل التوريد والأحداث الخارجة عن سيطرتها مثل جائحة كوفيد 19 والصراع بين روسيا وأوكرانيا.

وقالت بيركشاير (Berkshire) أيضًا أن ارتفاع تكاليف الوقود والحوادث أضر بالنتائج في اثنين من أشهر شركاتها وهما شركة بي إن إس إف (BNSF) للسكك الحديدية وشركة غيكو (Geico) للتأمين على السيارات.

قالت كاثي سيفرت المحللة في سي إف آر ايه ريسيرتش (CFRA Research) أن الشركة قد تكون “عند نقطة انعطاف، لا تختلف عن وضع الاقتصاد”، حيث ستحتاج إلى احتواء التكاليف للاستعداد لتباطؤ الطلب والركود المحتمل. أعطت سيفرت سهم بيركشاير (Berkshire) تصنيف “احتفاظ”.

وقالت سيفرت: “خلاصة القول، كان هذا ربعًا صحيًا، لكن على المرء أن يشعر بالقلق بشأن مساره خلال الأشهر الـ 12 المقبلة”.

بلغت الخسارة الصافية ربع السنوية 1832 دولارًا أمريكيًا لكل سهم من الفئة “ايه”، ومقارنة بأرباح قدرها 10.34 مليار دولار أمريكي (أي ما يعادل 6882 دولار أمريكي للسهم) قبل عام.

تضمنت النتائج 10.45 مليار دولار من الخسائر من الاستثمارات والمشتقات، حيث انخفضت أسعار أسهم العديد من استثمارات بيركشاير (Berkshire) الكبيرة باستثناء أسهم شركة أبل (Apple).

تتطلب قواعد المحاسبة من بيركشاير (Berkshire) الإبلاغ عن مثل هذه التغييرات حتى لو اشترت ولم تبع شيئًا. يتسبب هذا في حدوث تقلبات ربع سنوية كبيرة في النتائج، والتي يقول بافيت أنها عادة ما تكون بلا معنى.

في الوقت نفسه، ارتفعت الأرباح التشغيلية إلى 7.76 مليار دولار (أي حوالي 5294 دولارًا لكل سهم من الفئة “ايه” مقارنةً بـ 6.47 مليار دولار (أو ما يعادل 4331 دولارًا للسهم) في العام السابق.

تحسنت النتائج على الرغم من تقدير الخسائر بعد الضرائب بقيمة 2.7 مليار دولار جراء إعصار إيان الذي ضرب فلوريدا في 28 سبتمبر / أيلول الماضي. ارتفعت الإيرادات بنسبة 9%، بينما ارتفعت النفقات بنسبة 7%.

قال توم روسو الشريك في غاردنر روسو آند كوين (Gardner, Russo & Quinn) الذي يستثمر أكثر من مليار دولار في بيركشاير (Berkshire): “ما يقلق هو أي من النفقات المتزايدة ستصبح أكثر ديمومة”.

وقال روسو أن النتائج تعكس أن “المؤسسة تحشد الموارد وتحافظ عليها بينما تنتظر الأفيال الكبيرة”. مصطلح الأفيال الكبيرة هو مصطلح يستخدمه بافيت لوصف عمليات الاستحواذ الكبيرة.

أنهت بيركشاير (Berkshire) سبتمبر / أيلول بتحقيق 109 مليارات دولار نقدًا مقارنةً بـ 105.4 مليار دولار فقط في يونيو / حزيران، رغم أنها أنفقت 11.6 مليار دولار الشهر الماضي لشراء أعمال التأمين في شركة ألغاني كورب (Alleghany Corp).

أدى ارتفاع الدولار الأمريكي إلى ارتفاع مكاسب الربع الثالث بقيمة 858 مليون دولار من ديون بيركشاير (Berkshire) غير المقومة بالدولار.

وفي الوقت نفسه، أدى رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى زيادة دخل الاستثمار التأميني بنسبة 21%، حيث تضاعف الدخل من سندات الخزانة الأمريكية والديون الأخرى ثلاث مرات تقريبًا ليصل إلى 397 مليون دولار.

بي إن إس إف (BNSF) وغيكو (Geico)

انخفضت أرباح بي إن إس إف (BNSF) للسكك الحديدية بنسبة 6%، حيث ارتفعت النفقات بنسبة الثلث والتي شملت زيادات بنسبة 27% للتعويضات و80% للوقود، بينما تم نقل بعضها إلى العملاء من خلال الرسوم الإضافية.

تكبدت شركة غيكو (Geico) خامس خسارة اكتتاب ربع سنوية على التوالي، حيث خسرت 759 مليون دولار قبل الضرائب، تمثلت هذه الخسائر في مطالبات الحوادث متكررة والمكلفة وفي ارتفاع أسعار السيارات المستعملة ونقص قطع غيار السيارات. أما أقساط التأمين المكتوبة فلم تتغير كثيرًا.

قالت سيفرت أن شركة غيكو (Geico) – التي يديرها تود كومبس مدير محفظة بيركشاير (Berkshire) – كانت الأسوأ أداءً من عديد من شركات التأمين على السيارات الأخرى، وقد تعاني من مزيد من التآكل في الاكتتاب إذا استمر “نمو الإيرادات بشكل محدود واستمر تضخم تكلفة المطالبات” على حد قولها.

عوضت بيركشاير (Berkshire) بعض هذه الانخفاضات بنسبة 6% من شركة بيركشاير هاثاواي إنرجي (Berkshire Hathaway Energy) وبنسبة 20% من شركات التصنيع والخدمات والتجزئة مثل كلايتون هومز (Clayton Homes)، على الرغم من أن ارتفاع معدلات الرهن العقاري من المرجح أن يقلل من مبيعات المنازل في المستقبل.

قالت بيركشاير (Berkshire) أيضًا أن ارتفاع أسعار الفائدة قد يخفض بشكل كبير أي انخفاض في حقوق المساهمين ناتج عن أي تغيير محاسبي قادم في بعض عقود التأمين.

وارن بافيت ذو الـ 92 عامًا يدير شركة بيركشاير (Berkshire) منذ عام 1965. ويراقب المستثمرون بيركشاير (Berkshire) عن كثب بسبب سمعته، ولأن النتائج غالبًا ما تعكس اتجاهات اقتصادية أشمل.

تمتلك الشركة أيضًا علامات تجارية مألوفة للمستهلكين مثل دايري كوين (Dairy Queen) ودوراسل (Duracell) وفروت أوف ذا لوم (Fruit of the Loom) وسيز كانديز (See’s Candies).

اقرأ أيضًا ستيلانتيس تغير استراتيجيتها في السوق الصينية

المصدر: رويترز