ما هي فئة الأصول التي يرغب كل من المستثمرين من جيل الثمانينات والتسعينات وجيل الألفية في امتلاكها؟

إليك إجابة ربما لم تخمنها: الذهب.

من بين المستثمرين الأثرياء الذين تقل أعمارهم عن 43 عامًا، يمتلك 45% الذهب كأصل مادي، ويهتم 45% آخرون بحيازته، وفقًا لدراسة حديثة أجراها بنك أوف أمريكا برايفت بنك (Bank of America Private Bank).

وهذه النسب أعلى بكثير منها للفئات العمرية الأخرى.

تقول ليز يونغ توماس رئيسة استراتيجية الاستثمار في شركة الخدمات المالية الرقمية صوفي (SoFi): “مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة، يدفع النقد سعر فائدة مرتفعًا، ويرتفع الذهب معه. إننا نشهد عوائد لا نراها عادة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن. وبطبيعة الحال، عندما تحقق الأصول عوائد قوية، يبدأ الجمهور الأصغر سنًا في الانتعاش”.

وهذا يؤكد دراسة أخرى أجرتها شركة ستيت ستريت (State Street) لإدارة الأموال، والتي وجدت أن جيل الثمانينات والتسعينات لديهم أعلى مخصصات للذهب في محافظهم الاستثمارية، بنسبة 17%، وهو ما يفوق بكثير كل من جيل الطفرة السكانية (مواليد 1965 – 1980) والجيل العاشر (مواليد 1946 – 1964) بنسبة 10%.

إذًا ماذا يحدث؟ لماذا يهتم المستثمرون الشباب بالأصول المتعثرة إلى حد ما والتي كانت موجودة منذ آلاف السنين؟

جزء من الجاذبية المتجددة للذهب هو سعره الفوري الصحي، والذي حتى كتابة هذه السطور يتجاوز 2400 دولار للأونصة.

كما أنه موجود بشكل متزايد على الرفوف في بيئات البيع بالتجزئة الشهيرة، مما يعزز الرؤية. بدأت سلسلة كوستكو (Costco) الكبيرة في بيع سبائك الذهب بوزن 1 أونصة في الخريف الماضي، وكانت تقوم بمبيعات سريعة تصل إلى 200 مليون دولار شهريًا، وفقًا لتقديرات ويلز فارغو (Wells Fargo).

وبما أن اهتمام المستثمرين الشباب قد أثار الاهتمام، فما هي القواعد الذهبية التي ينبغي عليهم أن يضعوها في اعتبارهم؟

فيما يلي إليك بعض الأفكار من الخبراء:

• امتلاك الذهب المادي

جزء من جاذبية الذهب هو أنه ملموس. إذا حدث أن أصبح النظام المالي العالمي في حالة فوضى أو انهارت العملات، فسيكون لديك على الأقل شيء حقيقي يمكنك التمسك به.

يقول إريك أمزالاغ – وهو مخطط مالي في كانوغا بارك بولاية كاليفورنيا يميل عملاؤه إلى استخدام متجر المعادن الثمينة عبر الإنترنت أمبيكس (APMEX): “لقد وجدت مع عملائي من جيل الألفية أنهم كلما أصبحوا أكثر ثراءً، أصبحوا أكثر اهتمامًا بالاستثمار في الذهب المملوك بشكل مباشر والمخزن ذاتيًا”. ويضيف أمزالاغ أن ذلك يرجع إلى أن أهداف الاستثمار تتحول غالبًا من النمو إلى الحفاظ على رأس المال.

لامتلاك الذهب المادي، يكون لديك تحديات فريدة مثل: العثور على تاجر حسن السمعة لن يستغلك؛ وتسليمها وتخزينها بشكل آمن؛ وتأمين عملية الشراء الخاصة بك؛ ومن ثم معرفة كيفية بيعها في النهاية، نظرًا لأن كوستكو (Costco) ليست على وشك شراء تلك السبيكة الذهبية منك مرة أخرى.لحماية محفظتك الاستثمارية، راجع الدليل الاستشاري الصادر عن مجلس الذهب العالمي.

• صناديق الذهب المتداولة

إن صندوق الاستثمار المتداول – سواء المدعوم بالذهب المادي أو الذي يستثمر في عقود الذهب الآجلة – يجنبك مشاكل الشراء والتخزين والبيع. كما أنه يجعل التعرض للأصول أمرًا سهلًا نسبيًا.

تقول توماس: “هناك بعض الرسوم المرتبطة بذلك، لكن صناديق الاستثمار المتداولة تعد بديلًا جيدًا إذا كنت لا ترغب فعليًا في استلام السبائك والاحتفاظ بها في القبو الخاص بك”.

أكبر صناديق الاستثمار المتداولة هو سبايدر غولد شيرز (SPDR Gold Shares)، ويفرض نسبة نفقات تبلغ 0.4% ويفتخر بعوائد لسنة تزيد عن 23%. هناك نهج مماثل يتمثل في شراء صندوق متداول يتكون من أسهم شركات تعدين الذهب مثل فان إك غولد ماينرز (VanEck Gold Miners)، والذي يضم أكبر الشركات في القطاع مثل نيومونت (Newmont Corp) وباريك غولد (Barrick Gold).

• عدم المبالغة في التخصيص

من المؤكد أن الذهب يمكن أن يخدم غرضًا في المحفظة، كأصل غير مرتبط وتحوط محتمل ضد التضخم أو التقلبات. ولكن، كسلعة، يمكن أيضًا أن يكون متقلبًا جدًا.

على هذا النحو، يجب أن تظل الأسهم هي المدخل الرئيسي للمحفظة بالنسبة لمعظم المستثمرين، كما يقول الخبراء. الشركات التي تولد مبيعات، وتجني أرباحًا، وتدفع أرباحًا وتقدم ارتفاعًا محتملًا في أسعار الأسهم، تؤدي إلى فئة أصول أكثر ديناميكية مع عوائد متفوقة على المدى الطويل.

أما بالنسبة للذهب، فقد يحتفظ به المستثمرون الشباب كاستثمار جانبي تكميلي، كما يقول جوناثان كاميرون، وهو مخطط مالي في ميامي.

يقول كاميرون: “نحن نعمل مع العديد من المهنيين الشباب، وقمنا بإدراج صندوق استثمار متداول للذهب (حوالي 5%) في العديد من محافظ عملائنا كتحوط لعدة سنوات. والجميع يحب هذا القرار”

المصدر: رويترز