قد تعد عودة هوارد شولتز الرئيس التنفيذي السابق مؤخرًا إلى إدارة شركة ستارباكس (Starbucks) سببًا للمستثمرين يدفعهم لشراء الأسهم المتداعية.
منذ بداية 2022، انخفضت أسهم ستارباكس (Starbucks) عملاق القهوة بنسبة 36% في وتيرة هي الأسوأ لها منذ عام 2008. تأثرت الشركة هذا العام بإمكانية تباطؤ النمو لبرنامج المكافآت وجهود النقابات في متاجرها بالإضافة إلى آثار التباطؤ الاقتصادي في الصين والتضخم المتصاعد في الولايات المتحدة على الشركة، الأمر الذي أدى إلى زيادة التكاليف. وأخيرًا احتمال حدوث ركود أضاف إلى مخاوف المستثمرين بشأن آفاق الشركة.
عاد هاورد شولتز إلى ستاربكس (Starbucks) بعد أربع سنوات فقط من مغادرته. اشترى شولتز الشركة عام 1987 وأنشأ ما نعرفه الآن باسم ستاربكس الحديث، حيث كان العقل المدبر وراء صعوده من مقهى ركني إلى سلسلة عالمية تشمل مقهى في كل زاوية تقريبًا. واستمر شولتز في الشركة من عام 1992 – العام الأول للشركة كشركة عامة – حتى عام 2000 مع نهاية فترة عمله الأولى في القيادة، ارتفع السهم بنسبة 37.7% سنويًا مقارنة بارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P500) بنسبة 19.7% فقط.
عاد شولتز إلى منصب الرئيس التنفيذي في يناير 2008، ومع مغادرته في يونيو / حزيران 2018 ارتفع السهم بنسبة 18.2% سنويًا، متجاوزًا عائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P500) والذي كان بنسبة 8.9% حينها. عاد شولتز الآن مرة أخرى بعدما أعلن عن ذلك في أبريل / نيسان الماضي وهو مستعد لمواجهة مشاكل ستاربكس (Starbucks) وجهاً لوجه.
في المرة الأخيرة التي عاد فيها شولتز، خفض التكاليف لإخراج الشركة من ركود 2007-2009. يمكن لستاربكس (Starbucks) استخدام مهاراته في وضع الميزانية مرة أخرى. بالنسبة للسنة المالية 2022 والتي تنتهي في سبتمبر / أيلول القادم، من المتوقع أن تشهد الشركة ارتفاع في تكاليف مبيعاتها من أجور وسلع مثل حبوب البن بنسبة 30%. في مايو / أيار، قالت الشركة أنها ستحقق 200 مليون دولار من النفقات الإضافية من الاستثمارات في الأجور وتدريب الموظفين والتكنولوجيا خلال الأشهر المقبلة، والتي يقول المحللون إنها ستصل إلى أكثر من 500 مليون دولار في التكاليف السنوية المضافة في عام 2023.
رغم أن التكاليف لن تنخفض كما في عام 2008، ولكن يمكننا القول أن الشركة قد تجاوزت أكبر التكاليف. شولتز يعلم أنه بحاجة إلى أن يكون على استعداد للاستثمار لتحقيق النمو حتى لو كان ذلك يعني تحمل بعض المصاعب في المدى القريب.
يجب أن يحصل شولتز على بعض المساعدة خلال مشواره. تبدأ الأخبار السارة من الصين والتي كانت نقطة قلق لستاربكس (Starbucks). حيث رفعت الصين بعض القيود المتعلقة بوباء كوفيد 19 في مايو / أيار الماضي. وكانت مبيعات ستاربكس (Starbucks) قد شهدت انخفاضًا في الصين بنسبة 23% على أساس سنوي خلال الربع الثاني. الآن من المفترض أن تبدأ مبيعات ستاربكس (Starbucks) في البلاد في التحسن وقد تعود إلى مستويات ما قبل كوفيد بحلول النصف الأول من عام 2023. يذكر أن مبيعات ستاربكس (Starbucks) في الصين قد بلغت 4 مليارات دولار، أو 12% من إجمالي مبيعاتها على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية.
تقول ستيفاني لينك كبيرة استراتيجيي الاستثمار في هايتاور أدڤيزورز (Hightower Advisors) والتي تمتلك سهم ستاربكس (Starbucks): “كانت الصين في حالة من الفوضى، وفجأة أصبح لديك قصة إعادة الفتح في الصين”.
يجب أن تستمر ستاربكس (Starbucks) أيضًا في رؤية انتعاش في أسهمها. لا يزال سعر السهم أقل بنسبة 10% تقريبًا عن مستويات ما قبل الجائحة، وفقًا لتقديرات إيڤركور (Evercore ISI). ومن المفترض أن يساعد التحسن المستمر في أسهم ستاربكس (Starbucks) المبيعات في الولايات المتحدة، مما يرفع إجمالي الإيرادات إلى ما يقدر بـ 32.3 مليار دولار في عام 2022. سلطت ستاربكس (Starbucks) أيضًا الضوء على “قوة التسعير المتسقة” في مكالمتها الجماعية للربع الثاني في مايو / أيار، والتي سمحت لها بزيادة الأرباح في أمريكا الشمالية. ويتوقع المحللون أن تنمو مبيعات ستاربكس (Starbucks) بنسبة 10% أخرى لتصل إلى 35.6 مليار دولار في عام 2023.
زيادة المبيعات لن تساعد كثيرًا في وضعية ستاربكس (Starbucks) إذا لم تتمكن الشركة من تحويل المزيد من إيراداتها إلى أرباح. يتوقع المحللون أن يرتفع هامش التشغيل إلى 15.8% في عام 2023 مقارنة بــ 14.8% في عام 2022. وهذا من شأنه أن يضع الشركة في طريق العودة إلى مستويات 2021، عندما كانت الهوامش حوالي 18%. يجب أن تبدأ التكاليف في التباطؤ، حتى مع استمرار الشركة في الانفاق على النمو. يقول المحلل في إيڤركور (Evercore) ديڤيد بالمر: “سيكون الاستثمار المصروف متواضعًا نسبيًا عند مقارنته بتأثير التضخم هذا العام على هوامش الربح في الولايات المتحدة”.
من المتوقع أن تنخفض أرباح السهم إلى 2.89 دولارًا أمريكيًا، بانخفاض 11% من 3.24 دولار أمريكي في عام 2021، لكن هذه النسبة يجب أن تزيد بنسبة 20% في عام 2023، ليصل ربح السهم إلى 3.47 دولار أمريكي. وإذا ظلت التكاليف الثابتة في الغالب تحت السيطرة، فقد تنمو ربحية السهم بنسبة 15% سنويًا لتصل إلى 4.38 دولارًا أمريكيًا بحلول عام 2025.
إذا تمكنت ستاربكس (Starbucks) من الوصول إلى هذه الأرقام، فقد يكون السهم مقنعًا تمامًا على الأقل في التقييمات الحالية. يتم تداول السهم بما يزيد قليلاً عن 22 ضعف الأرباح الآجلة لمدة 12 شهرًا مقتربًا من أدنى مستوى له منذ عام 2020 وأقل من متوسط خمس سنوات والبالغ 27.3 ضعفا. إذا تم إغلاق هذه الفجوة إلى 25 ضعف الأرباح بحلول 2024 من شأن هذا أن يسعر السهم بـ 98 دولارًا، بزيادة 30% عن إغلاق يوم الخميس البالغ 75.20 دولارًا. تقول المحللة في كريدي سويس لورين سيلبرمان: “إنها أسهم الشركة رخيصة جدًا مقارنة بالمكان الذي تم تداوله فيه تاريخيًا”، ووصفت سبلبرمان الرقم 25 بأنه تقييم “عادل”. سيلبرمان تعطي السهم تصنيف متفوق على السوق وسعر مستهدف عند 103 دولارات للسهم.
إذا كان تحقيق هذه المكاسب سيعتمد على شولتز، فسيكون على شولتز القيام باستثمارات فورية مثل قيامه بالإنفاق على تدريب صناع القهوة، ولكن بالتزامن مع تنميته لبرنامج مكافآت ستاربكس (Starbucks) الذي ينفق أعضاءه ضعف أو ثلاث أمثال غير الأعضاء سنويًا. تقول سيلبرمان أن العضويات ستصل إلى 70 مليون خلال السنوات القليلة القادمة مقارنة بـ 30 مليون الآن. بإمكان شولتز استعراض هذه الأرقام في يوم مستثمري ستاربكس (Starbucks) الذي سينعقد في 13 سبتمبر / أيلول عندما تقدم الشركة دليلها المحدث للمدى الطويل. وكل ذلك قد يعرض السهم لصدمة.
اقر أ أيضاً مسودة قانون صيني بقواعد جديدة لتحسين إدارة مكافحة الاحتكار
0 تعليق