هناك الكثير مما يثير الإعجاب في سهم التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية ميركادو ليبر (MercadoLibre). إذا كان جميع مستخدمي ميركادو ليبر (MercadoLibre) البالغ عددهم 218 مليونًا يعيشون في بلد واحد، فسيكون هذا البلد هو الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أمريكا اللاتينية. لقد تضاعفت أرباح الشركة للسهم الواحد بأكثر من الضعف العام الماضي، ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 80% في عام 2024.

لكن هذا لم يمنع أرباح ميركادو ليبر (MercadoLibre) من الانخفاض بنسبة 10% بعد الإعلان عنها في 23 فبراير / شباط، وهو أكبر انخفاض لها منذ عامين. أعلنت الشركة التي يقع مقرها في مونتيفيديو بأوروغواي عن ربح قدره 3.25 دولار للسهم من إيرادات قدرها 4.3 مليار دولار. وارتفع إجمالي حجم البضائع وإجمالي حجم المدفوعات – وهما مقياسان رئيسيان للتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية – بنسبة 40% و57% على أساس سنوي على التوالي. ومع ذلك، كان المستثمرون قلقين بشأن انخفاض الهوامش الإجمالية، وكانت الرسوم الضريبية تعني أن الدخل كان أقل بكثير من توقعات المحللين.

يبدو ذلك بمثابة رد فعل مبالغ فيه، وفرصة للشراء. كانت النفقات الضريبية – التي لولاها لتجاوزت شركة ميركادو ليبر (MercadoLibre) التوقعات بسهولة – بمثابة ضربة لمرة واحدة، في حين كانت الشركة تخطط دائمًا للتضحية ببعض الهوامش للحصول على حصة في السوق. يعتقد مارفين فونغ محلل بي تي آي جي (BTIG) أن السهم يجب أن يتداول إلى 1885 دولارًا، بزيادة 23% عن إغلاق يوم الثلاثاء عند 1527.29 دولارًا. يقول فونغ: “يسعدنا أن نتقبل قوة [الحجم] على القليل من الفوضى على خط الهامش… ونحن مشترون على هذا الضعف”.

تبدأ قضية ميركادو ليبر (MercadoLibre) بقدرتها على النجاح حيث لم ينجح الآخرون. إن أمازون (Amazon) هو الغوريلا التي يبلغ وزنها 800 رطل في التجارة الإلكترونية، لكن البرازيل والأرجنتين والمكسيك – الأسواق الرئيسية لشركة ميركادو ليبر (MercadoLibre) – لا تمثل سوى حصة صغيرة لهذه الشركة العملاقة. وهذا يجعلها أقل تهديدًا تنافسيًا لميركادو ليبر (MercadoLibre). بينما حققت الشركات الصغيرة الجديدة في سوق التجارة الإلكترونية في أمريكا اللاتينية نجاحًا متباينًا؛ وهذا – إلى جانب الخلفية الاقتصادية الأكثر اضطرابًا – قد يجعل المنطقة أقل جاذبية للأسواق الآسيوية منخفضة التكلفة مثل تيمو (Temu) التي حققت نجاحات في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، لم تتمكن شركة ميركادو ليبر (MercadoLibre) من البقاء فحسب، بل تمكنت من الازدهار، وساعدتها في ذلك حقيقة أن معدل انتشار التجارة الإلكترونية لا يتجاوز 10% في أمريكا اللاتينية، وهو أقل بكثير من الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة، بالإضافة إلى الصين. وهذا يعني أن هناك مجالًا واسعًا للنمو في أمريكا اللاتينية مع زيادة انتشار التجارة، بغض النظر عن الخلفية الاقتصادية. كما استثمرت شركة ميركادو ليبر (MercadoLibre) بكثافة في قدراتها التجارية في السنوات الأخيرة – جاءت النفقات الرأسمالية للشركة البالغة 500 مليون دولار تقريبًا في العام الماضي بالكامل من تدفقاتها النقدية – وهي تجني الآن الثمار مع انسحاب العديد من المنافسين من المنطقة.

البيانات الرئيسية

يقول رامز شيلات مدير المحفظة لدى فونتبول كواليتي غروث بوتيك (Vontobel Quality Growth Boutique) – التي تمتلك أسهمًا في ميركادو ليبر (MercadoLibre): “لقد ظلت ميركادو ليبر (MercadoLibre) في صدارة المنافسة باستمرار على مدى السنوات الخمس إلى السبع الماضية، وقد تراجعت معظم الشركات إلى حد كبير على جانب الطريق. لقد تحول السوق من سوق مكونة من خمسة لاعبين إلى سوق مكون من لاعبين فعليًا، فيه ميركادو ليبر (MercadoLibre) في المركز الأول وأمازون (Amazon) في مكان ما خلفهم”.

ولا تتنافس شركة ميركادو ليبر (MercadoLibre) مع المتاجر الفعلية كما تفعل أمازون (Amazon) في الولايات المتحدة. ففي كثير من الحالات، تبيع منتجات لا يستطيع المستهلكون شراؤها في أي مكان آخر، مما يفتح الباب أمام فئات جديدة من الإنفاق. يقول شيلات: “إذا كنت المنصة التي تقدم أوسع تشكيلة ومجموعة واسعة من التجار بأسعار جذابة، كما تفعل ميركادو ليبر (MercadoLibre)… فستصبح بمثابة حلقة من ردود الفعل الإيجابية”.

إن ميركادو ليبر (MercadoLibre) ليست فقط منصة التجارة الإلكترونية الرائدة في أمريكا اللاتينية، ولكنها أيضًا تضم ​​أعمالًا قوية في مجال التكنولوجيا المالية، والتي تمثل الآن ما يقرب من نصف الإيرادات. إنها تخدم شريحة كبيرة من السكان الذين لا يتعاملون مع البنوك، والذين يتخطون بطاقات الائتمان التقليدية ويتجهون مباشرة إلى المدفوعات الرقمية، مثلما قفز العديد من المستهلكين في الأسواق الناشئة عبر الخطوط الأرضية للانتقال مباشرة إلى الهواتف المحمولة. ونتيجة لذلك، يستخدم العملاء منصات الدفع الخاصة بها حتى عندما لا يتسوقون على موقع ميركادو ليبر (MercadoLibre) الإلكتروني.

ارتفع سهم ميركادو ليبر (MercadoLibre) بنسبة 25% خلال العام الماضي، لكن المعجبين يقولون إن الشراء لا يزال مقنعًا. يقول باول فروبليوسكي المدير المشارك لصندوق كلير بريدج إنترناشيونال غروث فاند (ClearBridge International Growth Fund) – وهو صندوق يمتلك السهم – إن ميركادو ليبر (MercadoLibre) “أنشأت نظامًا بيئيًا قويًا من الخدمات التكميلية التي سيكون من الصعب على المنافسين تكرارها، وهو ما يضع الشركة في طريق النمو القوي للأمام. إن حجم نموها المستقبلي غير مقيّم بقيمته”.

يتم تداول الشركة بأرباح آجلة تبلغ 44 مرة لمدة 12 شهرًا. في حين أن هذا يزيد عن ضعف تقييم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500)، فهو قريب من أدنى مستوى لـ ميركادو ليبر (MercadoLibre) منذ عام 2017. كما تبدو الميزانية العامة للشركة قوية أيضًا، حيث تتمتع بمركز نقدي صافي يبلغ حوالي 4 مليارات دولار، وحققت أرباحًا بقيمة 2.4 مليار دولار من العمليات على عملة محايدة. أساس العام الماضي، بزيادة 134%.

يقول مارك باريبو مدير محفظة الأسهم العالمية في شركة جينيسون أسوشيتس (Jennison Associates) التي تمتلك أسهمًا في ميركادو ليبر (MercadoLibre): “مثل الكثير من الشركات الكبرى، حققت شركة ميركادو ليبر (MercadoLibre) انتعاشًا جيدًا ولكنها ليست باهظة الثمن. التوقعات لعام 2024 صحية للغاية، لذا لا نعتقد أن أحدًا قد فاته السهم”.

لذا لا يزال هناك وقت لشراء أسهم ميركادو ليبر (MercadoLibre).

اقرأ أيضًا مورنينغ ستار: ثلاث صناديق نمو تستحق الاحتفاظ بها

المصدر: بارونز