تسبب أحد أدفأ فصول الشتاء المسجلة في الولايات المتحدة في وفرة من الغاز الطبيعي، مما دفع أسعار الغاز القياسية إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة عقود ودفع المنتجين، الذين كانوا يضخون بمعدلات قياسية، إلى تقليص أنشطة الحفر.

استقر السعر القياسي الأمريكي للشهر الأول في هنري هب (Henry Hub) يوم الجمعة عند أدنى مستوى له منذ عام 1995 – باستثناء بضعة أيام خلال ذروة الوباء في عام 2020.

كما أدى الإنتاج المحلي القياسي من الغاز الطبيعي إلى زيادة التخمة، لكن بعض المنتجين الرئيسيين يضغطون الآن على أنشطة الحفر والإكمال ويخفضون أعداد الحفارات استجابة لانخفاض أسعار الغاز الطبيعي بشكل غير مستدام.

وعلى الرغم من التقاعد المستمر لقدرات الطاقة التي تعمل بالفحم، فإن الطلب على الغاز الطبيعي للكهرباء وتدفئة الأماكن كان أقل هذا الشتاء بسبب درجات الحرارة الأكثر دفئا من المعتاد، باستثناء موجة البرد في منتصف يناير.

وقال جون كيمب كاتب عمود في رويترز إن ظاهرة النينيو كانت أقوى من المعتاد في وسط وشرق المحيط الهادئ هذا الشتاء مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة في أنحاء الولايات المتحدة.

ونتيجة للطقس الدافئ، كانت عمليات السحب من تخزين الغاز تحت الأرض أقل من المعتاد، مما ترك المخزونات عند مستوى أعلى من المتوسط ​​في هذا الوقت من العام.

في آخر تقرير أسبوعي، والذي انتهى في 9 فبراير / شباط، بلغ صافي عمليات السحب من التخزين 49 مليار قدم مكعب، وهو أقل بكثير من متوسط ​​صافي السحب على مدى خمس سنوات (2019-2023) البالغ 149 مليار قدم مكعب وصافي عمليات السحب في العام الماضي البالغ 117 مليار قدم مكعب خلال نفس الأسبوع، وفقًا لبيانات وكالة معلومات الطاقة.

بلغ إجمالي مخزونات الغاز الطبيعي العاملة 2,535 مليار قدم مكعب، وهو ما يزيد بنسبة 16% عن متوسط ​​الخمس سنوات و11% أكثر مما كان عليه في هذا الوقت من العام الماضي. كما أن إجمالي الغاز العامل المخزن أعلى من النطاق التاريخي للخمس سنوات.

وكان اتجاه انخفاض عمليات السحب حاضرا طوال فصل الشتاء، وليس فقط في أوائل فبراير / شباط.

وكان متوسط ​​معدل السحب من التخزين أقل بنسبة 12% من متوسط ​​الخمس سنوات حتى الآن في موسم الانسحاب من نوفمبر / تشرين الثاني إلى مارس / آذار، وفقًا لتقديرات وكالة معلومات الطاقة.

إذا كان معدل المسحوبات من التخزين يتطابق مع متوسط ​​الخمس سنوات البالغ 10.9 مليار قدم مكعب يوميًا للفترة المتبقية من موسم الانسحاب، فإن إجمالي المخزون في 31 مارس سيكون أعلى بمقدار 348 مليار قدم مكعب من متوسط ​​الخمس سنوات لذلك الوقت من العام، وفقًا لوكالة معلومات الطاقة.

تشير مستويات التخزين المرتفعة إلى أن الطقس قد يكون عاملًا أقل أهمية في رفع أسعار الغاز الطبيعي الأمريكي حتى نهاية فصل الشتاء وموسم الانسحاب في 31 مارس.

يقول المحللون والمتداولون لصحيفة فاينانشيال تايمز إن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يتم التخلص من التخمة خارج السوق.

وقال تشارلي ماكنمارا رئيس قسم السلع في يو إس بنك (US Bank) لصحيفة فايننشال تايمز: “لقد بدأت ترى أن السوق بدأ بالفعل في صياغة رأي مفاده أننا بحاجة إلى البقاء هنا لفترة من الوقت للمساعدة في حل هذا الفائض في العرض”.

ويشير منتجو الغاز الطبيعي بالفعل إلى أنهم اتخذوا خطوات لخفض معدلات النشاط والإنتاج استجابة للتخمة وانخفاض الأسعار.

على سبيل المثال، أطلقت شركة أنترو ريسورسيز (Antero Resources) منصة حفر واحدة في ديسمبر / كانون الأول 2023 وطاقم إكمال واحد في فبراير / شباط 2024 نتيجة لانخفاض أسعار الغاز.

تعمل الشركة الآن على تنفيذ برنامج مكون من ثلاث منصات وطاقم إكمال واحد.

من جانبها، تخطط شركة كومستوك ريسورسز (Comstock Resources) لخفض عدد منصات الحفر العاملة التي تقوم بتشغيلها من سبعة إلى خمسة.

خفضت شركة إي كيو تي (EQT) – أكبر منتج للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة – في وقت سابق من هذا العام توجيهات نطاق إنتاجها “كاستجابة لبيئة الأسعار التي نتواجد فيها ونرغب في التأكد من وجود مرونة”، حسبما قال المدير المالي جيريمي نوب في مكالمة أرباح الربع الرابع الأسبوع الماضي.

وقال نوب: “لذلك يمكن لإي كيو تي (EQT) الاستجابة والتأكد من أنه إذا أعطى السعر إشارة لانخفاض النشاط وانخفاض الإنتاج، فإننا على استعداد للرد. إن السوق لا يطالب بتقليص الإنتاج فحسب، بل بخفض النشاط أيضًا”.

اقرأ أيضًا جيه دي دوت كوم الصينية تنافس إليوت الأمريكية على شراء كاريز الإنجليزية

المصدر: أويل برايس