من غير المرجح أن تتسبب أسعار الفائدة المرتفعة في مخاطر نظامية كبيرة، ولكن يجب على المستثمرين القلقين أن يكونوا حذرين من الوفرة المستمرة التي يغذيها الذكاء الاصطناعي في سوق الأسهم الأمريكية.

وفي مذكرة نشرت أمس، قال بول ديلز كبير الاقتصاديين البريطانيين في كابيتال إيكونوميكس (Capital Economics) إنه “من السابق لأوانه” التأكد من أن أسعار الفائدة المرتفعة لن تسبب المزيد من الكسور في النظام المالي.

ومع ذلك، قال إن “فرص وقوع حدث مالي شامل تتضاءل”.

ظلت أسعار الفائدة قريبة من الصفر لأكثر من عقد من الزمن في أعقاب الأزمة المالية، حيث حاول صناع السياسات العالميون ضخ بعض الحياة في الاقتصاد. وزعم العديد من الاقتصاديين أن أسعار الفائدة المنخفضة للغاية سهّلت الإفراط في المخاطرة في الأسواق المالية، والتي قد تتعرض للخطر عندما ترتفع أسعار الفائدة.

وعلى الرغم من وجود جيوب من عدم الاستقرار – مثل انهيار بنك وادي السليكون – إلا أنه لم تكن هناك أي مشاكل نظامية.

وقال ديلز: “يبدو أن صناع السياسة قد تمكنوا من إدارة هذا التحول إلى عصر أسعار الفائدة المرتفعة بشكل جيد”.

وبشكل عام، يعتقد الاقتصاديون أن أسعار الفائدة لن تعود إلى أدنى مستوياتها بعد الأزمة المالية. وجادل ديلز بأن هذا سيكون أمرًا إيجابيًا للاستقرار المالي نظرًا لأنه لن يتم تحفيز المستثمرين للقيام “بالبحث عن العائد”.

تغري أسعار الفائدة المنخفضة المستثمرين فعليًا بالقيام بالمقامرة لمحاولة تحقيق عوائد أكبر. وفي المقابل، ينبغي لأسعار الفائدة المرتفعة أن تمنع تراكم الاختلالات الكبيرة في المجالات التي تعتمد على الائتمان، مثل الإسكان.

ومع ذلك، أشار ديلز إلى أن تأثير أسعار الفائدة المرتفعة سيكون أقل فعالية في تخفيف “سلوك المضاربة” في أماكن أخرى.

وقال: “المشتبه به الرئيسي يمكن أن يكون موجة الحماس الحالية للذكاء الاصطناعي”.

وأشار ديلز إلى أن “فقاعة” قد تتشكل في سوق الأسهم الأمريكية، مدفوعة بـ “موجة الحماس” للذكاء الاصطناعي.

وقفز مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا نحو 45% العام الماضي، بقيادة أسهم شركات التكنولوجيا “العظماء السبعة”. كما حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) مكاسب بنسبة 25% مقارنة بعام 2023.

وقال: “الحدث المالي الكبير التالي قد يكون أشبه بانهيار أسهم الدوت كوم في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أكثر من الأزمة المالية العالمية التي حدثت في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين”.

ويعكس تحذير ديلز المخاوف التي أثارها جوناثان هول العضو الخارجي في لجنة السياسة المالية في بنك إنجلترا.

وقال هول إن “الوفرة” كانت واحدة من أكبر المخاطر التي تواجه النظام المالي. وقال: “إذا بدت الظروف هادئة، وإذا كانت التقلبات منخفضة، فمن الممكن أن تتعرض لخطر الوفرة – فالناس يخوضون المزيد من المخاطر لأنهم يعتقدون أن السوق أكثر اعتدالًا”.

اقرأ أيضًا الاعتماد السريع للسيارات الكهربائية يهدد بربط الولايات المتحدة بالمصالح الصينية

المصدر: أويل برايس