تقول ليزا تورتيلوت – صاحبة منزل في نيو أورلينز – في حين كانت المنازل تباع بسرعة قبل شهر، الآن هي تستعد لبيع منزلها ولكنها متوترة بشأن ما إذا كانت ستستطيع بيعه.
وتقول تورتيلوت أن معدلات الرهن العقاري والضرائب العقارية وتأمينات أصحاب المنازل آخذة في الارتفاع: “أخبرني سمسار العقارات أنه بدايةً من الأسبوع الماضي، انسحب حوالي 50% من المشترين المهتمين”. أشارت تورتيلوت إلى أن المنازل في منطقتها أصبحت تقضي وقتًا أطول في السوق ويخفض البائعون أسعارهم المعروضة على مواقع الانترنت العقارية مثل زيلو (Zillow).
يبلغ الوكلاء في جميع أنحاء البلاد عن عملهم مع أشخاص مثل تورتيلوت ممن يشعرون بالقلق المتزايد من الاحتمالات المتضائلة لبيع المنازل. لقد ارتفعت معدلات الرهن العقاري بوتيرة تاريخية هذا العام، مما جعل شراء منزل أكثر تكلفة، كما أن المشترون يشعرون بالتوتر بالفعل بسبب ارتفاع الأسعار.
أدت الزيادة في تكاليف الاقتراض إلى انخفاض القوة الشرائية للمشترين في غضون أشهر، وارتفع معدل الرهن العقاري لمدة 30 عامًا في وقت سابق من هذا الشهر إلى ما يقرب من 6% مقارنة بحوالي 3% في نهاية العام الماضي. هذه النسبة تمكن المشتري بميزانية شهرية تبلغ 2500 دولار أن يتحمل ما يقرب من 400.000 دولار مقارنة بـ 517.500 دولار في نهاية عام 2021 بحسب ريدفن (Redfin).
لقد تسبب كل ذلك في قيام بعض المشترين بإلغاء بحثهم عن منازل. ففي الأسابيع الأخيرة، انخفض حجم طلبات الحصول على قرض لشراء منزل، كما تم قياسه مقارنة بمتوسط 4 أسابيع، إلى أدنى مستوياته منذ الأيام الأولى للوباء، بحسب بيانات جمعية بنوك الرهن العقاري. انخفضت أيضًا مبيعات المنازل القائمة في مايو / أيار الماضي إلى أدنى مستوى لها منذ يونيو / حزيران 2020، وفقًا للجمعية الوطنية للوسطاء العقاريين.
يتوفر للمشترين المزيد من الخيارات الآن أيضًا، حيث زاد عدد الإدراجات النشطة والجديدة على أساس سنوي مؤخرًا، وفقًا لمقياس ريالتور (Realtor.com).
لا تتوافق هذه التحولات مع البائعين الذين يسعون للحصول على أعلى سعر لمنازلهم، وقد أدت التهدئة إلى قيام بعض البائعين بخفض أسعار الإدراج. لا تزال أسعار الإدراج على المستوى الوطني أعلى بكثير من مستويات العام الماضي، بحسب موقع ريالتور (Realtor.com)، حيث شهدت حصة قياسية من إدراجات المنازل انخفاضًا في الأسعار الأسبوع الماضي، وفقًا لريدفن (Redfin).
تقول ديفريي فاليجو، الوكيل المقيم في دنفر في شركة إل أي في (LIV Sotheby’s Realty): “هناك الكثير من البائعين الذين يشعرون بالذعر، ويشعرون وكأنهم فوتوا ذروة السوق”.
وأضافت فاليجو أن العقود في دنفر لا تزال قيد التنفيذ بسرعة، لكن حروب العطاءات أقل تنافسية. تقول: “في كثير من الأحيان، تحصل على عرض جيد واحد، وتأخذ به”.
أيضًا يشعر مالكو المنازل في دالاس بخيبة أمل بسبب السوق الباردة، كما يقول تود لونج، الوكيل في شركة (Re/Max DFW Associates) ومقرها في فريسكو، تكساس. يقول لونغ: “في السابق، كان من المحتمل أن يكون لديك منزل بسيط المظهر وترفع سعره قليلاً، وسيظل يباع بسرعة كبيرة، لكن ليس هذا هو الحال الآن”.
في بويز، أحد أكثر أسواق الإسكان سخونة في العام الماضي، يشعر البائعون بالقلق من أنهم لن يحصلوا على نفس القدر من المال لمنزلهم كما خططوا في الأصل، بحسب ما صرحت به وكيلة ريدفن (Redfin)، شونا بندلتون. ففي الأسبوع الماضي، نمت أسعار إدراج المنازل في بويز بأبطأ وتيرة على أساس سنوي منذ عام 2020، وفقًا لموقع ريالتور (Realtor.com). وتقول بندلتون: “تقريبًا أي وكيل تتحدث إليه في منطقة مترو بويز لا يرى حدوث انهيار لكنني أعتقد أننا سنشهد انخفاضًا في الأسعار”.
تقول إيمي ڤاستاردس، الوكيل في شركة كولدويل بانكر ريالتي (Coldwell Banker Realty)، أن طرح المنازل في أورلاندو للبيع لم يكن كما كان وأنها تخبر عملاءها ألا يتوقعوا “الأرقام المجنونة التي كنا نراها من قبل” على حد تعبيرها.
في أماكن أخرى، تدور أزمة الإسكان في أذهان الناس. يرى مارك كوسيل – 34 عامًا – السوق من منظورين مختلفين فهو مالك ميدتاون للرهن العقاري (Midtown Home Mortgage) في ديترويت، كما أنه بائع منزل لأنه يبيع شقته المكونة من غرفتي نوم في المدينة.
يقول كوسيل أنه يسمع من العملاء القلقين بشأن انفجار الفقاعة. يقول كوسيل: “لديهم هذا القلق من أنه سيتم سحب البساط جزئيًا من تحت سوق الإسكان”، مضيفًا أنه لا يشعر بالارتباك بسبب الوضع الحالي: “إذا كان هناك أي فقاعة ستنفجر، فأنا لا أرى أنها موجودة في سوق الإسكان”.
تقول تورتيلوت أنها تتذكر انهيار الإسكان عام 2008، على الرغم من أنها لم تكن تملك منزلًا في ذلك الوقت. تقول: “لا أريد أن أكون ذلك الشخص العالق في منزل يكلف أكثر بكثير مما يستحق بالفعل”.
اختارت تورتيلوت إدراج منزلها بسعر أقل أملاً في البيع السريع، واختارت 235.000 دولار بدلاً من 250.000 دولار. وتقول تورتيلوت: “إذا كان بإمكاني بيعه بسرعة وإذا تمكنا من تحقيق التعادل، فسأعتبره فوزًا”.
يقول جون ماكفرتي مدير التخطيط المالي في شركة إيدلمان (Edelman Financial Engines) في واشنطن: “تقدم واعرض منزلك”، مشيرًا إلى أن قرار شراء أو بيع منزل يجب أن يعتمد على الظروف الشخصية، وليس عوامل الاقتصاد الكلي. يقول ماكفرتي: “سيكون هناك دائمًا مشترين، إنها مجرد مسألة تسعير وتسويق عقارك بشكل مناسب لجذب النوع المناسب من المشترين”.
هذا هو النهج الذي تتبعه ڤيكي ويلش، صاحبة منزل في منطقة ديترويت. تقوم المتقاعدة البالغة من العمر 60 عامًا بإدراج منزلها المكون من أربع غرف نوم والمطل على بحيرة سانت كلير مقابل 810 آلاف دولار بينما تستعد لتقليص الحجم والانتقال إلى فلوريدا.
تقول ويلش إنها “ليست سعيدة جدًا” بشأن ارتفاع معدلات الرهن العقاري، ولكن هذا هو الوقت المناسب لها للتحرك. تقول ويلش: “أنا واثق من أنني أمتلك منزلًا جميلًا، وسيتطلب الأمر من المشتري المناسب فقط إدراك ذلك وتقديره”.
اقرأ أيضاً كيف هزم صندوق حرب بقيمة 574 مليار دولار جورج سوروس
0 تعليق