رفعت الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة دعوى قضائية ضد باينانس (Binance) والرئيس التنفيذي لها تشانغ بينغ تشاو يوم الاثنين بزعم تشغيل “شبكة خداع”، مما زاد الضغط على أكبر بورصة عملة مشفرة في العالم وإرسال عملات البيتكوين إلى أدنى مستوياتها في ما يقرب من ثلاثة أشهر.

أدرجت شكوى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) – المرفوعة في محكمة اتحادية في واشنطن – 13 تهمة ضد باينانس (Binance) وتشاو ومشغل البورصة الأمريكية المستقلة المزعومة.

زعمت هيئة الأوراق المالية والبورصات أن منصة باينانس (Binance) ضخمت بشكل مصطنع أحجام تداولها وحولت أموال العملاء وفشلت في تقييد عملاء الولايات المتحدة من منصتها وضللت المستثمرين بشأن ضوابط مراقبة السوق.

كما زعمت هيئة الأوراق المالية والبورصات أن باينانس (Binance) وتشاو يتحكمان سراً في أصول العملاء، مما يسمح لهم بالخلط بينها وتحويل أموال المستثمرين “كما يحلو لهم”.

أنشأت باينانس (Binance) كيانات أمريكية منفصلة “كجزء من مخطط تفصيلي للتهرب من قوانين الأوراق المالية الفيدرالية الأمريكية”، كما زعمت هيئة الأوراق المالية والبورصات، مستشهدة بعدد من الممارسات التي أبلغت عنها رويترز لأول مرة في سلسلة من التحقيقات في البورصة التي نُشرت هذا العام وفي عام 2022.

منذ ما يقرب من ثلاث سنوات حتى يونيو / حزيران 2022، انخرطت شركة تجارية يملكها ويسيطر عليها تشاو – تدعى سيغما تشاين (Sigma Chain) – في ما يسمى بتداول الغسل الذي أدى إلى تضخيم حجم تداول الأوراق المالية للأصول المشفرة على منصة باينانس يو إس (Binance.US)، كما زعمت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. وقالت الهيئة أن سيجما تشين (Sigma Chain) أنفقت 11 مليون دولار من حساب على يخت.

وقال جاري غينسلر رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات في بيان: “نحن نزعم أن كيانات تشاو وباينانس (Binance) انخرطت في شبكة واسعة من الخداع وتضارب المصالح ونقص الشفافية والتهرب المحسوب من القانون”.

بينما قالت باينانس (Binance) في منشور: “نحن نعتزم الدفاع عن منصتنا بقوة”، مضيفةً أنه “نظرًا لأن باينانس (Binance) ليست بورصة أمريكية، فإن إجراءات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية محدودة النطاق”.

وجاء في منشور أن “جميع أصول المستخدمين على منصات باينانس (Binance) والشركات التابعة لباينانس (Binance) – مثل باينانس يو إس (Binance.US) – آمنة ومأمنة”.

وقالت باينانس (Binance) في بيان أنها “تعاونت بنشاط” مع هيئة الأوراق المالية والبورصات “منذ البداية” و لكنها “تعارض بكل احترام” مزاعم لجنة الأوراق المالية والبورصات. كانت باينانس (Binance) تحاول إيجاد “حل معقول” مع هيئة الأوراق المالية والبورصات لكن الهيئة أصدرت طلبات جديدة وذهبت إلى المحكمة. وقالت باينانس (Binance) أن تصرفات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية كانت محاولة على ما يبدو “للمطالبة بأرضية قضائية من جهات تنظيمية أخرى”.

بينما قالت باينانس يو إس (Binance.US) في تغريدة على تويتر أن الدعوى القضائية “غير مبررة بالوقائع أو القانون أو بسابقة للهيئة”.

تراجعت بيتكوين (Bitcoin) – وهي أكبر عملة مشفرة في العالم – بما يصل إلى 6%، وهو أدنى مستوى لها في ما يقرب من ثلاثة أشهر. بينما انخفضت العملة المشفرة بي إن بي (BNB) الخاصة بباينانس (Binance) – وهي رابع أكبر عملة في العالم من حيث حجم السوق – بأكثر من 5%.

قال لاعبو السوق أن مزاعم هيئة الأوراق المالية والبورصات قد تعرقل منصة باينانس (Binance)، ومن المرجح أن تتردد أصداء الدعوى القضائية في قطاع العملات المشفرة. تهيمن منصة باينانس (Binance) على تداول العملات المشفرة، حيث قامت في العام الماضي بمعالجة صفقات بقيمة حوالي 65 مليار دولار يوميًا.

أظهر تقرير صادر عن سي سي داتا (CCData) في شهر مارس / آذار أن حصة باينانس (Binance) في السوق الفورية عبر بورصات الدرجة الأولى تراجعت في مارس / آذار للمرة الأولى في خمسة أشهر إلى 57.7% من 62.0% في فبراير / شباط. ومع ذلك، ارتفع حجم تداول المشتقات.

قال إد مويا كبير محللي السوق في أوندا (Oanda): “أعتقد أن هناك خطرًا كبيرًا هنا من أن هذا يمكن أن يشل باينانس (Binance)”.

الأزمات القانونية

إن شكوى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) هي الأحدث في سلسلة من المشكلات القانونية التي تواجه باينانس (Binance)، والتي تم رفع دعوى قضائية عليها من قبل لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية (CFTC) أيضًا في مارس / آذار لتشغيل ما زعمت الهيئة التنظيمية أنه تبادل “غير قانوني” وبرنامج امتثال “زائف” . ووصف تشاو ذلك بأنه “تلاوة غير مكتملة للحقائق”.

كما تخضع باينانس (Binance) للتحقيق من قبل وزارة العدل للاشتباه في غسل الأموال وانتهاكات العقوبات، وفقًا لأشخاص مطلعين على التحقيق.

يقع مقر شركة باينانس (Binance) القابضة في جزر كايمان. تم تأسيسها في شنغهاي في عام 2017 من قبل الرئيس التنفيذي تشاو، وهو مواطن كندي ولد ونشأ في الصين حتى سن 12 عامًا. وتقول البورصة أنها لا تملك مقر، ورفضت تحديد موقع بورصة باينانس (Binance.com) الرئيسي.

زعمت هيئة الأوراق المالية والبورصات أن تشاو صمم ونفذ خطة “للتهرب خلسة من قوانين الولايات المتحدة”. وقالت الهيئة أن كبير مسؤولي الامتثال في باينانس (Binance) اعترف بما يلي: “لا نريد إخضاع باينانس (Binance.com) للتنظيم على الإطلاق”. وقالت أن تشاو يدير منصة باينانس يو إس (Binance.US)، على الرغم من أن الهيئة قالت منذ فترة طويلة أنها تعمل بشكل مستقل.

قالت هيئة الأوراق المالية والبورصات أن مليارات الدولارات من أموال عملاء باينانس (Binance) كانت مختلطة مع أموال الشركة – في انتهاك لقوانين الولايات المتحدة – في حساب مصرفي لكيان يسيطر عليه تشاو، ثم تم تحويلها إلى شركة تجارية تدعي ميريت بيك (Merit Peak) يسيطر عليها تشاو أيضًا.

في الشهر الماضي، أفادت رويترز أن باينانس (Binance) خلطت أموال عملائها بإيرادات الشركات في حساب مصرفي أمريكي تابع لشركة ميريت بيك (Merit Peak). نفت باينانس (Binance) خلط ودائع العملاء وأموال الشركة، قائلة أن المستخدمين الذين أرسلوا أموالًا إلى الحساب لم يجروا ودائعًا، بل قاموا بشراء رمز تشفير مرتبط بالدولار من باينانس (Binance).

ذكرت رويترز يوم الاثنين قبل رفع الدعوى القضائية الخاصة بهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية أن أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في باينانس (Binance) كان المشغل الرئيسي لخمسة حسابات مصرفية مملوكة لشركة بام تريدينغ (BAM Trading) – المشغلة لمنصة باينانس يو إس (Binance.US) – بما في ذلك حساب يحتوي على أموال العملاء الأمريكيين.

كتبت هيئة الأوراق المالية والبورصات أن المسؤول التنفيذي كان لديه “سلطة التوقيع على حسابات الدولار الأمريكي في بام تريدينغ (BAM Trading)” على الأقل حتى ديسمبر / كانون الأول 2020 .

اقرأ أيضًا نتائج ربعية ضعيفة لشركة كوستكو للبيع بالتجزئة

المصدر: رويترز