واحدة من أسوأ التحركات الاستثمارية لوارن بافيت في مسيرة مهنية رائعة كانت بيع بيركشاير هاثاواي في عام 2020 لحصة كبيرة في ويلز فارجو ومصرفين كبيرين آخرين، هما جي بي مورغان تشيس ومجموعة غولدمان ساكس.

وبالنظر إلى الارتفاع الذي شهدتهتلك الأسهم منذ ذلك الحين، ولا سيما ويلز فارغو [Wells Fargo (شريط الأسهم: WFC)]، يقدر بارونز أن بيركشاير هاثاواي [Berkshire Hathaway (BRK.A و BRK.B)] قد تركت حوالي 15 مليار دولار على الطاولة.

هذا ليس رقمًا كبيرًا بالنسبة إلى القيمة السوقية لشركة بيركشاير البالغة 715 مليار دولار أو حتى محفظتها من الأسهم البالغة 325 مليار دولار، لكنها تسلط الضوء على فشل بافيت في الاستفادة من فرص سوق الأوراق المالية بعد تفشي الوباء في مارس 2020. لم يأبه بنصائحه الطويلة الأمد أن “تخاف عندما يكون الآخرون جشعين وجشعين بينما يخاف الآخرون.”

كان بافيت، البالغ من العمر 91 عامًا، الذي يكره المخاطر، بائعًا للأسهم فقط في كل من عام 2020 والأشهر التسعة الأولى من عام 2021. وبلغ إجمالي صافي مبيعات بيركشاير خلال تلك الفترة حوالي 15 مليار دولار.

كانت بيركشاير مساهمًا طويلاً في ويلز فارغو، والذي يعود تاريخه إلى ثلاثة عقود، وكان يمتلك 345 مليون سهم في البنك في نهاية عام 2019. على مر السنين، أشاد بافيت بانتظام بإدارة البنك.

لذلك كان مفاجأة للعديد من مراقبي بيركشاير عندما قرر بافيت إفراغ حصة ويلز فارغو في عام 2020 حيث سعى لتقليل تعرض بيركشاير الكبير للقطاع المالي. تواصل بيركشاير امتلاك حصص كبيرة في بنك أو أمريكا [Bank of America (BAC)] وأمريكان إكسبرس [American Express (AXP)].

انخفض سهم ويلز فارغو إلى منتصف 20 دولارًا من 50 دولارًا في عمليات البيع المالية الواسعة خلال الربع الثاني من عام 2020 وذلك عندما بدأ بافيت في تفريغ الحصة.

نحن نقدر أن بيركشاير حصلت على متوسط ​​سعر حوالي 26 دولارًا للسهم لحصتها. مع ارتفاع سهم ويلز فارغو بمقدار 2 دولار، إلى 58 دولارًا للسهم يوم الجمعة في أعقاب تقرير أرباح قوي للربع الرابع، فقد خسرت بيركشاير نحو 10 مليارات دولار من المكاسب، حسب تقديراتنا. حققت بيركشاير القليل نسبيًا خلال فترة الاحتفاظ الطويلة في ويلز فارغو نظرًا لأن متوسط ​​تكلفتها كان حوالي 20 دولارًا للسهم.

كتبت إيريكا نجاريان المحللة في بنك الاتحاد السويرسي صباح الجمعة أن نتائج ويلز فارغو سلطت الضوء على تعافي البنك حيث تجاوزت توقعات البنك لصافي دخل الفائدة لعام 2021 التقديرات وتطابقت مع توقعاته للنفقات. كتبت أن النتائج، بما في ذلك 1.25 دولار للحصة من الأرباح الأساسية في الربع الرابع، كانت متوافقة مع “رواية الفوز والترفع”.

باعت بيركشاير أيضًا حصة تبلغ حوالي 60 مليون سهم في بنك جي بي مورغان [JPMorgan (JPM)] و12 مليون سهم في غولدمان زاكس [Goldman Sachs (GS)] خلال عام 2020 بأسعار أقل بكثير من الأسعار الحالية.

كان بيع جي بي مورغان مفاجأة أيضًا لأن بافيت كان من أشد المعجبين بالرئيس التنفيذي جيمي ديمون. أخبر بافيت قناة سي ان بي سي في أوائل عام 2019 أنه بالنظر إلى العوائد المرتفعة لجي بي مورغان، يجب تداولها بثلاثة أضعاف القيمة الدفترية الملموسة، والتي بلغت حوالي 170 دولارًا للسهم في الوقت الذي كان فيه السهم حوالي 100 دولار. وبلغت أسهم البنك مؤخرًا 170 دولارًا.

نحن نقدر أن بيركشاير قد تلقت حوالي 95 دولارًا للسهم في حصة جي بي مورغان، مقابل السعر الحالي البالغ 160 دولارًا وحوالي 200 دولار للسهم لبنك غولدمان زاكس، مقابل 383 دولارًا الآن. ربما تركت بيركشاير حوالي 5 مليارات دولار على تلك الطاولة مع هذه البيعات.

تعتبر هذه المبيعات أخطاء غير مقصودة من قبل بافيت لأن بيركشاير لم تكن بحاجة للسيولة نظرًا لاحتوائها على أكثر من 130 مليار دولار نقدًا في نهاية مارس 2020.

كانت عملية شراء الأسهم الرئيسية الوحيدة لبوفيت منذ الوباء هي شراء شركة فيرجن كومينيكاشينز [Verizon Communications (VZ)] بقيمة 8 مليارات دولار، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 10٪ تقريبًا عن تكلفة شركة بيركشاير وتتخلف عن السوق بشكل سيئ.

ومع ذلك، فإن أسهم بيركشاير كانت في الطريق الصحيح حتى الآن هذا العام حيث يتناوب المستثمرون على الأسهم القيمة. بيركشاير هي واحدة من أكبر الأسماء القيمة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500. كما عززت قوة أسهم آبل [Apple (AAPL)]، وهي أكبر حصة في بيركشاير بحوالي 150 مليار دولار، من أسهم بيركشاير. من خلال العديد من الأعمال الصناعية والمتعلقة بالإسكان، تستفيد بيركشاير من قوة الاقتصاد.

ارتفعت أسهم بيركشاير من الفئة أ، التي تراجعت بنسبة 0.4٪ يوم الجمعة، لتصل إلى 482,118 دولارًا، بنسبة 7٪ هذا العام وارتفعت بنسبة 37٪ خلال الـ 52 أسبوعًا الماضية، متقدماً بنحو 15 نقطة مئوية على مؤشر ستاندرد آند بورز. تراجعت أسهم الفئة B بنسبة 0.3 ٪ يوم الجمعة، إلى 320.37 دولارًا.

اقرأ أيضاً نتفليكس ترفع أسعار الاشتراكات في الولايات المتحدة، والسهم يرتفع.

المصدر: بارونز.