ما هي مرونة سوق العمل (Labor Market Flexibility)؟
مرونة سوق العمل هي أحد محددات حركة سوق العمل. إن معرفة مدى مرونة سوق العمل تسمح للشركات باتخاذ قرارات معينة بشأن تغيير القوى العاملة لديها كرد فعل لتقلبات السوق وللمساعدة في تعزيز الإنتاج.
من الإجراءات التي تتحدد وفقًا لمدى مرونة سوق العمل تعيين موظفين أو فصلهم أو تعديل حجم التعويضات والمزايا وتحديد ساعات العمل وشروطه. ومع ذلك، لا تستطيع الشركات إبقاء سوق العمل مرنًا بشكل مطلق بسبب القوانين والسياسات التي تحمي الموظفين وتجمعات العمال والموظفين مثل النقابات.
ملخص لأهم النقاط
- تسمح مرونة سوق العمل للشركات باتخاذ قرارات بشأن القوى العاملة لديها استجابة لتغيرات السوق وللمساعدة في تعزيز الإنتاج.
- تسمح أسواق العمل المرنة للشركات بإجراء تغييرات تتعلق بتعيين الموظفين وفصلهم وتحديد التعويضات والمزايا الوظيفية وساعات العمل وشروطه.
- تمنع القوانين واللوائح أصحاب العمل من إجراء تغييرات حسب رغبتهم المطلقة.
- من العوامل الأخرى التي تؤثر على مرونة سوق العمل النقابات العمالية والمهارات والتدريب وقيود الحد الأدنى للأجور ومؤهلات الوظيفة.
آلية عمل مرونة سوق العمل
تشير مرونة سوق العمل إلى مدى سرعة استجابة الشركة للظروف المتغيرة في السوق من خلال إجراء تعديلات على قوتها العاملة. يسمح سوق العمل المرن لأصحاب العمل بإجراء تغييرات بسبب فروق العرض والطلب والدورة الاقتصادية وظروف السوق الأخرى.
لكن سوق العمل المرن حقًا لا يوجد إلا عندما يكون هناك عدد قليل من أنظمة القوى العاملة المعمول بها. عندما يكون هذا هو الحال، يمكن لأصحاب العمل تحديد الأجور وفصل الموظفين وتغيير ساعات عملهم حسب الرغبة. ويمكن أن تذهب التغييرات في أي من الاتجاهين. على سبيل المثال، خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، يمكن لصاحب العمل الذي يتمتع بمرونة عالية أن يخفض الأجور ويزيد من عدد ساعات العمل التي يتوقع أن يعمل بها الموظفون لتعزيز الإنتاجية. على العكس من ذلك، عندما يكون الاقتصاد قويًا، قد يقرر صاحب العمل نفسه منح الموظفين زيادة طفيفة وخفض ساعات عملهم.
ملاحظة: يمكن للنقابات العمالية أن تحد من مرونة سوق العمل من خلال التفاوض على أجور أعلى ومزايا وظروف عمل أفضل مع أصحاب العمل.
تخضع أسواق العمل منخفضة المرونة لمزيد من القواعد واللوائح منها قوانين الحد الأدنى للأجور والقيود على الفصل والقوانين الأخرى المتعلقة بعقود العمل. وغالبًا ما تتمتع النقابات العمالية بسلطة كبيرة في هذه الأسواق.
هناك بعض العوامل الأخرى التي تؤثر على مرونة سوق العمل بخلاف النقابات العمالية. من هذه العوامل: مهارات الموظفين وتدريبهم والتنقل المهني والحد الأدنى للأجور والعمل بدوام جزئي والعمل المؤقت والمعلومات المتعلقة بالوظيفة التي يتيحها صاحب العمل للموظفين.
سلبيات وايجابيات مرونة سوق العمل
يزعم مؤيدو المرونة المرتفعة في سوق العمل بأنها تؤدي إلى انخفاض معدلات البطالة وارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بسبب العواقب غير المقصودة للقيود الصارمة على سوق العمل. على سبيل المثال، قد تفكر الشركة في تعيين موظف بدوام كامل، ولكنها تخشى أن يكون من الصعب للغاية فصل الموظف وقد تطالب بتعويضات مكلفة للعمال أو التقاضي بناءً على المعاملة غير العادلة المزعومة. قد تختار الشركة تعيين عمال بعقود قصيرة الأجل بدلًا من ذلك.
يفيد مثل هذا النظام العدد الصغير نسبيًا من الموظفين بدوام كامل الذين لديهم وظائف آمنة بشكل خاص، ولكنه يؤذي أولئك الموجودين في الخارج الذين يتعين عليهم التنقل بين الوظائف ذات العقود قصيرة الأجل.
من ناحية أخرى، يزعم أنصار لوائح سوق العمل الصارمة أن المرونة تضع كل القوة في أيدي صاحب العمل، مما يؤدي إلى ظروف غير آمنة بالنسبة للعمال. بدأت الحركة العمالية في القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة وأوروبا كرد فعل لظروف العمل الخطرة والقذرة، والتحولات الطويلة للغاية، والممارسات الاستغلالية من قبل الإدارة والمالكين – حجز الأجور والتهديدات وغيرها من الإساءات – والفصل التعسفي.1
لم يكن لدى أصحاب العمل حوافز كافية لضمان ندرة الإصابات والوفيات في مكان العمل، حيث لم يواجهوا أي عواقب لخلق ظروف خطرة، وكان من السهل استبدال الموظفين الذين لم يعودوا قادرين على العمل.
العوامل المؤثرة في مرونة سوق العمل
كما ذكرنا سابقًا، يمكن للنقابات ومهارات الموظفين وتدريبهم ولوائح الحد الأدنى للأجور والمعلومات المتعلقة بالوظيفة أن يكون لها جميعًا تأثير على المرونة في سوق العمل.
- النقابات العمالية
تُعرف أيضًا باسم اتحادات العمال، وتمثل هذه المنظمات المصالح الجماعية لمجموعة من العمال. يمكن للموظفين التجمع معًا من خلال نقابتهم لبدء مفاوضات لتحسين الأجور وظروف العمل والمزايا وساعات العمل، وهذا يجعل السوق أقل مرونة.
- مهارات الموظفين وتدريبهم
عندما يكون الموظفون ماهرين ويتمكنون من تحسين مهاراتهم أو زيادتها بسهولة من خلال التدريب، فإنهم يكونون أكثر قدرة على الاستجابة للتغيرات في السوق. على سبيل المثال، يمكن لممثل خدمة العملاء الذي يحصل على تدريب في قطاع تكنولوجيا المعلومات للاستجابة للطلب المتزايد على فنيي تكنولوجيا المعلومات عند ظهور وظائف شاغرة.
- الحد الأدنى للأجور
تحدد لوائح الولايات الأمريكية واللوائح الفيدرالية أدنى حد للأجور أو أدنى معدل ساعة يستطيع أصحاب الأجور دفعه. تستند هذه الحدود الدنيا على التغيرات في تكلفة المعيشة والتضخم.2 يشعر بعض أصحاب العمل أن ارتفاع الحد الأدنى للأجور يقلل من إنتاجيتهم وأرباحهم النهائية.
- المعلومات المتعلقة بالوظيفة
يعتمد الناس على المعلومات التي يقدمها أصحاب العمل حول الوظائف المتاحة في السوق. كلما كان الباحثون عن عمل أكثر استنارة بشأن الوظائف المفتوحة، كان من الأسهل على الموظفين الاستجابة للظروف المتقلبة داخل القوى العاملة في الشركة وفي السوق، مما يجعل السوق أكثر مرونة.
أسئلة شائعة
كيف تصبح سوق العمل أكثر مرونة؟
من الطرق التي تجعل أسواق العمل أكثر مرونة: تخفيض الحد الأدنى للأجور أو إلغائه وتقليل قوة النقابات العمالية وتوفير التعليم والتدريب على المهارات للعمال لتحسين التنقل وتسهيل تسريح العمال وإلغاء قوانين حماية العمل والحد من البطالة.
ما هي فئات العمل المختلفة؟
يتم تصنيف العمالة بشكل عام إلى عمالة غير ماهرة وعمالة شبه ماهر وعمالة ماهرة. العمالة غير الماهرة هي التي لا تتطلب أي مهارة أو تعليم ويمكن أن يؤديها أي شخص تقريبًا. تميل العمالة غير الماهرة إلى التركيز على العمل البدني بدلاً من العمل العقلي. أما العمالة شبه الماهرة فتتطلب بعض المهارات والتعليم ولكن ليس بقدر العمالة الماهرة. بينما تتطلب العمالة الماهرة تعليمًا مكثفًا مثل الحصول على درجة جامعية، وتشغل العمالة الماهرة وظائف تحتاج إلى الحكم واتخاذ القرار والتفكير المعقد.
ما هو الفرق بين سوق العمل والسوق المالي؟
سوق العمل هو المكان الذي يتفاعل فيه الموظفون والوظائف، بينما يتضمن السوق المالي الادخار والاقتراض والاستثمار.
هوامش
- Duke University, Trinity College of Arts & Sciences. “Social Movements: Labor Movements.“
- U.S. Department of Labor. “Minimum Wage.“