ما هو التسارع (Rally)؟
التسارع هو فترة من الزيادات المستمرة في أسعار الأسهم أو السندات أو المؤشرات ذات الصلة. يتضمن الارتفاع عادةً تحركات صعودية سريعة أو كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. يمكن أن يحدث هذا النوع من حركة السعر خلال سوق صاعد أو هابط، حيث يُعرف باسم تسارع السوق الصاعد أو تسارع السوق الهابط. ومع ذلك، فإن فترة التسارع عادة ما يتبعها فترة من ثبات أو تراجع الأسعار.
قد يتناقض التسارع مع التصحيح أو انهيار السوق، وهو تحرك هبوطي سريع أو كبير في الأسعار قصيرة الأجل.
ملخص لأهم النقاط
- التسارع هو حركة صعودية قصيرة المدى وغالبًا ما تكون حادة في الأسعار.
- قد يحدث الارتفاع لعدة أسباب ويمكن ملاحظته في الأسواق الصاعدة أو الهابطة على المدى الطويل.
- بشكل عام، يحدث التسارع بسبب المفاجآت الإيجابية أو السياسات الاقتصادية التي تجعل أسعار الأصول أكثر جاذبية على المدى القريب.
مفهوم التسارع
يتم استخدام مصطلح ” التسارع” بشكل فضفاض عند الإشارة إلى التقلبات الصعودية في الأسواق. مدة التسارع هي ما يختلف من طرف إلى آخر، وهي نسبية اعتمادًا على الإطار الزمني المستخدم عند تحليل الأسواق. قد يكون التسارع للمتداول اليومي هو أول 30 دقيقة من يوم التداول حيث تستمر تقلبات الأسعار في الوصول إلى مستويات عالية جديدة، في حين أن مدير المحفظة لصندوق تقاعد كبير يبحث في صورة أكبر بكثير قد ينظر إلى الربع التقويمي الأخير على أنه تسارع، حتى لو كانت السوق في العام السابق سوقًا هابطًا.
يحدث التسارع بسبب الزيادة الكبيرة في الطلب الناتج عن تدفق كبير لرأس المال الاستثماري إلى السوق. وهذا يؤدي إلى رفع الأسعار. يعتمد طول أو حجم التسارع على عمق عمليات الشراء بالإضافة إلى مقدار ضغط البيع الذي يواجهونه.
على سبيل المثال، إذا كان هناك مجموعة كبيرة من المشترين ولكن عدد قليل من المستثمرين الراغبين في البيع، فمن المحتمل أن يكون هناك تسارع كبير. ومع ذلك، إذا تمت مطابقة نفس المجموعة الكبيرة من المشترين مع عدد مماثل من البائعين، فمن المرجح أن يكون التسارع قصيرًا وأن تكون حركة السعر في حدها الأدنى.
يمكن تأكيد التسارع من خلال المؤشرات الفنية المختلفة. تبدأ مؤشرات التذبذب على الفور في افتراض ظروف ذروة الشراء. ثم تبدأ مؤشرات الاتجاه في التحول إلى مؤشرات الاتجاه الصعودي. وتبدأ حركة السعر في عرض قمم أعلى مع حجم قوي وأدنى مستويات أعلى مع حجم ضعيف. حينها يتم الاقتراب من مستويات مقاومة الأسعار واختراقها.
الأسباب الكامنة وراء التسارع
تختلف أسباب التسارع، يمكن أن تنجم التسارعات قصيرة المدى عن القصص الإخبارية أو الأحداث التي تخلق اختلالًا قصير المدى في العرض والطلب. يمكن كذلك أن يكون لنشاط الشراء الكبير في سهم أو قطاع معين من قبل صندوق كبير أو تقديم منتج جديد من قبل علامة تجارية مشهورة تأثير مماثل يؤدي إلى ارتفاع قصير المدى. على سبيل المثال، في كل مرة تطلق فيها شركة أبل (Apple) تقريبًا هاتف آيفون (iPhone) جديدًا، تحظى أسهمها بتسارع خلال الأشهر التالية.
عادةً ما تكون التسارعات طويلة المدى نتيجة لأحداث ذات تأثير طويل المدى مثل التغيرات في الضرائب الحكومية أو السياسة المالية أو لوائح الشركات أو أسعار الفائدة. إن إعلانات البيانات الاقتصادية التي تشير إلى تغييرات إيجابية في الدورات التجارية والاقتصادية لها أيضًا تأثير طويل الأمد قد يتسبب في تحولات في رأس المال الاستثماري من قطاع إلى آخر. على سبيل المثال، قد يؤدي الانخفاض الكبير في أسعار الفائدة إلى تحول المستثمرين من أدوات الدخل الثابت إلى الأسهم. وهذا يمكن أن يخلق الظروف الملائمة لحدوث تسارع في أسواق الأسهم.
التسارع في السوق الهابطة
يمكن أن ترتفع أسعار السوق حتى خلال الاتجاه الهبوطي طويل المدى، وتكون تسارعات متواضعة. يحدث التسارع المتواضع بزيادة في الأسعار تعكس مسارها بسرعة إلى الجانب السلبي. غالبًا ما تحدث التسارعات المتواضعة خلال السوق الهابط، حيث تكون التسارعات قصيرة الأجل. تحدث التسارعات المتواضعة في جميع الأسواق، ويمكن أيضًا أن تكون تسارعات غير مدعومة (على أساس الأخبار والدعايات، وليس الجوهر والأحداث المالية والاقتصادية) ويتم عكسها بسرعة.
من السهل التعرف على التسارعات المتواضعة بعد انتهائها، لكن من الصعب رؤيتها أثناء حدوثها. ومع انخفاض الأسعار، يفترض المزيد والمزيد من المستثمرين أن الارتفاع التالي سيعني نهاية الاتجاه الهبوطي. في نهاية المطاف، سينتهي الاتجاه الهبوطي (في معظم الحالات)، ولكن تحديد التسارع الذي سيتحول إلى اتجاه صعودي، ولن يكون مجرد تسارع ضعيف، ليس بالأمر السهل دائمًا.
