اختر صفحة

ميزة مطلقة (Absolute Advantage)

ما هي الميزة المطلقة؟
الميزة المطلقة هي قدرة الفرد أو الشركة أو المنطقة أو الدولة على إنتاج كمية أكبر من سلعة أو خدمة باستخدام نفس الكمية من المدخلات لكل وحدة زمنية، أو هي القدرة على إنتاج نفس الكمية من سلعة أو خدمة لكل وحدة من الوقت باستخدام كمية أقل من المدخلات بالمقارنة بكيان آخر ينتج نفس السلعة أو الخدمة. يتمتع الكيان بميزة مطلقة إذا كان ينتج منتجًا أو خدمة بتكلفة مطلقة أقل لكل وحدة باستخدام عدد أقل من المدخلات أو من خلال توظيف عمليات أكثر كفاءة من كيان آخر ينتج نفس السلعة أو الخدمة.

ملخص لأهم النقاط:

  • تعرف الميزة المطلقة على أنها قدرة المنتج على إنتاج سلعة أو خدمة بكميات أكبر بنفس التكلفة، أو نفس الكمية بتكلفة أقل من المنتجين الآخرين.
  • يمكن أن تكون الميزة المطلقة أساسًا لتحقيق مكاسب تجارية كبيرة بين منتجي سلع مختلفة بمزايا مطلقة مختلفة.
  • من خلال التخصص، وتقسيم العمل، والتجارة، يمكن للمنتجين الذين يتمتعون بمزايا مطلقة مختلفة أن يحققوا مكاسب أكثر من الإنتاج في عزلة.
  • ترتبط الميزة المطلقة بالميزة النسبية والتي تتيح مجالا أوسع لتقسيم العمل و تحقيق مكاسب التجارية.

مفهوم الميزة المطلقة
لقد تم تطوير مفهوم الميزة المطلقة على يد آدم سميث في كتابه ثروة الأمم (Wealth of Nations) ليبين كيف يمكن للبلدان أن تستفيد من التجارة من خلال التخصص في إنتاج وتصدير السلع التي تستطيع إنتاجها بكفاءة أكبر من البلدان الأخرى. فبإمكان البلدان ذات الميزة المطلقة أن تقرر التخصص في إنتاج وبيع سلعة أو خدمة محددة واستخدام المكاسب النقدية التي تولدها السلع والخدمات لشراء سلع وخدمات من بلدان أخرى.
وفقاً لحجة سميث، فإن التخصص في المنتجات التي تتمتع كل منها بميزة مطلقة في المنتجات ثم المتاجرة فيها، يمكن أن يجعل جميع البلدان أفضل حالاً، طالما أن لكل منها منتج واحد على الأقل يتمتع بميزة مطلقة مقارنة بالدول الأخرى.

مثال عام على الميزة المطلقة
دعونا نتأمل هذين البلدين الافتراضيين، أطلانتيكا وكراسنوفيا، اللذان لديهما نفس التعداد السكاني والموارد الطبيعية، وينتج كل منهما منتجين، بنادق ولحم مقدد. ففي كل عام تستطيع أطلانتيكا إنتاج اما 12 بندقية أو 6 قطع من اللحم المقدد، في حين تستطيع كراسنوفيا إنتاج اما 6 بنادق أو 12 قطعة من اللحم المقدد. وكل بلد يحتاج إلى 4 بنادق و4 قطع من اللحم المقدد للبقاء على قيد الحياة. في حالة من الاكتفاء الذاتي بحيث تنتج كل دولة احتياجاتها الخاصة على حدى، فستقضي أطلانتيكا أن ثلث السنة في صناعة الأسلحة وتقضي ثلثي السنة لإنتاج اللحم المقدد وذلك لإنتاج حاجتها الأساسية من 4 بنادق و4 قطع من اللحم المقدد. بينما يمكن لكراسنوفيا أن تقضي ثلث السنة لإنتاج اللحم المقدد وثلثي السنة لتصنيع الأسلحة لإنتاج أيضا 4 بنادق و 4 قطع من اللحم المقدد. وفي هذه الحالة تتوفر أسلحة ولحم مقدد لا يكاد أن يكفي احتياجات الدولتين ويتركها على حافة البقاء.
لاحظ هنا أن أطلانتيكا تتمتع بميزة مطلقة في إنتاج الأسلحة النارية، بينما تتمتع كراسنوفيا بميزة مطلقة في إنتاج اللحم المقدد.
وتوضح الميزة المطلقة أيضًا السبب وراء أهمية التجارة بين الأفراد والشركات والبلدان. ونظرًا لأن لكل منهما مزايا في إنتاج سلع وخدمات معينة، يمكن للكيانين الاستفادة من التجارة.
وإذا تخصصت كل دولة في انتاج ميزتها المطلقة، فيمكن لأتلانتيكا أن تصنع 12 بندقية بدون انتاج اي لحم مقدد، في حين تركز كراسنوفيا إنتاجها على اللحم المقلد وتنتج 12 لوحًا من اللحم المقدد والاستغناء صناعة الأسلحة. فمن خلال تخصيص الإنتاج، يقتسم البلدان مهام الإنتاج بينهما. وإذا قاموا بعد ذلك بتبادل 6 بنادق مقابل 6 ألواح من اللحم المقدد، فسيكون لكل بلد 6 بنادق و٦ ألواح من اللحم المقدد وهذا سيجعل كلا البلدين في وضع أفضل من ذي قبل، لأن كل منهما سيكون لديه 6 بنادق و6 ألواح من اللحم المقدد، مقابل 4 من كل سلعة إذا أنتجت كل دولة احتياجاتها بمفردهما.
وهذا المكسب المتبادل من التجارة يشكل الأساس الذي تقوم عليه حجة آدم سميث بأن التخصص، وتقسيم العمل، وما يترتب على ذلك من تجارة، يؤدي إلى زيادة إجمالية في الثروة التي يمكن أن يستفيد منها الجميع. ويعتقد سميث أن هذا هو السبب الجذري لما اسماه “ثروة الأمم”.1

الميزة المطلقة والميزة النسبية
وتتناقض الميزة المطلقة مع الميزة النسبية، وتعرف على أنها الميزة التي يحصل عليها المنتج عندما يكون لديه تكلفة الفرصة البديلة أقل لإنتاج سلعة أو خدمة من منتج آخر. الميزة المطلقة لا تؤدي إلى مكاسب بينة من التخصص والتجارة إلا في الحالات التي يكون فيها لكل منتج ميزة مطلقة في إنتاج بعض السلع. وإذا كان المنتج يفتقر إلى أي ميزة مطلقة فإن حجة آدم سميث لن تنطبق بالضرورة. ومع ذلك فإن المنتج وشركائه التجاريين قد يكونون قادرين على تحقيق مكاسب تجارية إذا ما تمكنوا من التخصص استناداً إلى المزايا النسبية لكل منهم.

هوامش

  1. Adam Smith.”An Inquiry into the Wealth of Nations,” Page 155. Thomas Nelson, 1843.
اشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك في نشرتنا الإخبارية

انضم إلى قائمتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات من فريقنا.

لقد تم اشتراكك بنجاح!

Share This