ما هو المرض الهولندي؟
المرض الهولندي هو مصطلح اقتصادي يستخدم لوصف العواقب السلبية التي يمكن أن تنشأ من الارتفاع الحاد في قيمة عملة الدولة. يرتبط المصطلح بشكل أساسي بالاكتشاف أو الاستغلال الجديد لمورد طبيعي ثمين والتداعيات غير المتوقعة التي يمكن أن يحدثها مثل هذا الاكتشاف على الاقتصاد الكلي للبلاد.
ملخص لأهم النقاط
- المرض الهولندي هو طريقة مختصرة لوصف التناقض الذي يحدث عندما تضر الأخبار الجيدة (مثل اكتشاف احتياطيات نفطية كبيرة) باقتصاد الدولة ككل.
- قد تبدأ حالة المرض الهولندي بتدفق كبير من النقد الأجنبي لاستغلال مورد جديد.
- تشمل أعراض المرض الهولندي ارتفاع قيمة العملة، مما يؤدي إلى انخفاض الصادرات وفقدان الوظائف لتتوجه إلى دول أخرى.
ظاهرة المرض الهولندي
يُظهر المرض الهولندي التأثيرين الاقتصاديين الرئيسيين التاليين:1
- يقلل من القدرة التنافسية السعرية لصادرات السلع المصنعة في البلد المتضرر.
- زيادة الواردات.
كلتا الظاهرتين ناتجتين عن ارتفاع العملة المحلية.
على المدى الطويل، يمكن أن تسهم هذه العوامل في البطالة، حيث تنتقل وظائف المصانع إلى البلدان منخفضة التكلفة. وفي الوقت نفسه، تعاني الصناعات غير القائمة على الموارد بسبب زيادة الثروة الناتجة عن الصناعات القائمة على الموارد.
أصل مصطلح المرض الهولندي
تمت صياغة مصطلح المرض الهولندي لأول مرة في عام 1977 من قبل مجلة ذا إيكونوميست، عندما حلل تحقيق في المجلة أزمة حدثت في هولندا بعد اكتشاف رواسب ضخمة من الغاز الطبيعي في بحر الشمال في عام 1959. تسببت الثروة المكتشفة حديثًا حينها والصادرات الهائلة للنفط في زيادة قيمة الخولدة الهولندي (العملة الهولندية) بشكل حاد، مما جعل الصادرات الهولندية من جميع المنتجات غير النفطية أقل قدرة على المنافسة في السوق العالمية. ارتفعت البطالة من 1.1% إلى 5.1%، وانخفض الاستثمار الرأسمالي في البلاد.2
أصبح مصطلح المرض الهولندي مستخدماً على نطاق واسع في الدوائر الاقتصادية كطريقة مختصرة لوصف الموقف المتناقض الذي تؤثر فيه الأخبار التي تبدو جيدة – مثل اكتشاف احتياطيات نفطية كبيرة – سلبًا على الاقتصاد الشامل للبلد.
أمثلة على حالات لبلدان أصيبت بالمرض الهولندي
في السبعينيات، ضرب المرض الهولندي بريطانيا العظمى، حيث تضاعف سعر النفط أربع مرات، مما جعل البلاد تستفيد اقتصاديًا من التنقيب عن النفط في بحر الشمال قبالة سواحل اسكتلندا. وبحلول أواخر السبعينيات، أصبحت بريطانيا مُصدرًا صافيًا للنفط، على الرغم من أنها كانت في السابق مستورداً صافياً. وعلى الرغم من ارتفاع قيمة الجنيه الإسترليني حينها، إلا أن البلاد دخلت في ركود، حيث طالب العمال البريطانيون بأجور أعلى وأصبحت الصادرات البريطانية الأخرى غير قادرة على المنافسة.3
في عام 2014، أفاد الاقتصاديون في كندا أن تدفق رأس المال الأجنبي المرتبط باستغلال النفط الصخري للبلاد ربما أدى إلى المبالغة في تقييم العملة وانخفاض القدرة التنافسية في قطاع التصنيع. في الوقت نفسه، تم تقدير الروبل الروسي بشكل كبير لأسباب مماثلة.4
في عام 2016، انخفض سعر النفط بشكل كبير، وعاد كل من الدولار الكندي والروبل إلى مستويات منخفضة، مما خفف من مخاوف المرض الهولندي في كلا البلدين.5
تمت الترجمة عن موقع انفستوبيديا.
هوامش
- https://www.imf.org/external/pubs/ft/fandd/basics/dutch.htm
- https://www.uio.no/studier/emner/sv/oekonomi/ECON4925/h08/undervisningsmateriale/DutchDisease.pdf
- https://files.stlouisfed.org/files/htdocs/publications/review/84/05/Dutch_May1984.pdf
- https://www.kfw.de/PDF/Download-Center/Konzernthemen/Research/PDF-Dokumente-Volkswirtschaft-Kompakt/One-Pager-2014-EN/VK-Nr.-43-April-2014_EN.pdf
- https://econ.ucalgary.ca/manageprofile/sites/econ.ucalgary.ca.manageprofile/files/unitis/publications/1-7420610/GoingDutch.pdf