تحتل أزمة سوق العقارات الصينية عناوين الأخبار العالمية. لكن العقارات في بعض الأسواق الناشئة الأخرى تشهد نموًا، مما أدى إلى ارتفاع أسهم شركات التطوير العقارية.

تتميز الهند بالتنظيم الأكثر فعالية وبطبقة متوسطة صاعدة. وربما تستقبل البرازيل والمكسيك رياحًا مواتية نتيجة لانخفاض أسعار الفائدة. لقد أصبحت دبي ملجأً للمهاجرين الذين يملكون المال، بدءًا من المتهربين من الخدمة العسكرية الروسية وحتى إخوانهم الآسيويين في مجال العملات المشفرة. يقول فارون لايجوالا مدير محفظة الأسواق الناشئة في شركة ناينتي وان (Ninety-One): “لدينا تعرض للعقارات أكثر من أي وقت مضى في الأعوام العشرة الماضية”.

إن سوق العقارات في الهند عبارة عن صورة طبق الأصل لسوق جارتها الصين. فقد ظلت في حالة ركود لمدة عشر سنوات بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2007، بينما كانت الصين تتأرجح. في عام 2016، قامت حكومة ناريندرا مودي بتمرير قانون الإصلاح العقاري والتخلص من شركات التطوير المشبوهة وتعزيز ثقة المستهلك من خلال تدابير مثل حسابات الضمان للشقق المدفوعة مقدمًا.

الآن ترتفع الأسعار بنسبة 10% سنويًا، كما يقول روب برويس رئيس الأسواق الناشئة في شركة أوبري كابيتال (Aubrey Capital). وانخفض المخزون إلى النصف مقارنة بالذروة التي بلغها في عام 2017 حتى مع تضاعف مبيعات الشقق تقريبًا.

تُعد شركة ماكروتك ديفلوبرز (Macrotech Developers) – وهي أكبر شركة بناء في منطقة مومباي – الاختيار الأفضل لكل من برويس ولايجوالا. يقول برويس: “لديهم ممتلكات كبيرة جدًا من الأراضي في ضواحي مدينة مومباي الكبرى، مما سيسمح لهم بالبناء بأسعار معقولة”.

كما أنه يحب شركة دي إل إف (DLF)، وهي نظيرة ماكروتك (Macrotech) بشكل أو بآخر في نيودلهي.

إن أميركا اللاتينية تشكل نقطة الصفر لانخفاض أسعار الفائدة مع تراجع التضخم العالمي. البرازيل، أكبر سوق في المنطقة، خفضت بالفعل 250 نقطة أساس إلى 11.25% ويمكن أن تنخفض إلى 8%، كما يقول مالكولم دورسون رئيس استراتيجية الأسواق الناشئة في الصناديق المتداولة في غلوبال إكس (Global X). ومن المفترض أن تخفف المكسيك، التي تحتل المرتبة الثانية، هذا العام من أعلى مستوى تاريخي عند 11.25%.

تتلقى العقارات البرازيلية دفعة إضافية من إحياء الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لبرنامج الإسكان المدعوم لذوي الدخل المنخفض المسمى مينها كاسا مينها فيدا (Minha Casa Minha Vida). كذلك تركب المكسيك موجة من الاستثمارات “المقربة” من الشركات الأمريكية. إن أفضل اختيار للايجوالا في البرازيل هو شركة بناء المنازل سايريلا برازیل ريالتي (Cyrela Brasil Realty). أما في المكسيك، فهو يفضل فيبرا أونو أدمنستريسيون (Fibra Uno Administracion)، وهو صندوق استثمار عقاري كبير الحجم في المناطق الصناعية.

العقارات في دبي ساخنة، هذه الفترة. يقول أبهيجيت كوكريا رئيس مبيعات أسهم الأسواق الناشئة في أورباخ غرايسون (Auerbach Grayson) إن أسعار الشقق قفزت بنسبة 12% في العام الماضي. ويتوقع أن تزداد الأمور سخونة، مع تجاوز الطلب على الإسكان العرض بنسبة 40%.

أما شركة التطوير العقاري المهيمنة في دبي في الشرق الأوسط هي شركة إعمار الإماراتية، بحصة سوقية تبلغ 30%. وارتفعت أسهمها بنسبة 40% خلال العام الماضي. ويرى كوكريا ارتفاعًا بنسبة 50% أخرى. ويقول: “لا أعتقد أن هذا القطاع مكلف على الإطلاق. لقد تجاوزت جميع شركات التطوير التقديرات”.

الاختيار الثاني بالنسبة له في دبي هو تيكوم غروب (Tecom Group)، المزود الرائد للمساحات المكتبية الراقية.

إن العقارات السكنية الصينية هي منطقة محظورة افتراضيًا للمستثمرين الخارجيين. ومع ذلك، يقول يواكيم كير رئيس منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة سنتر سكوير إنفستمنت مانجمنت (CenterSquare Investment Management) المتخصصة في العقارات، إن بعض النفوس الجريئة تصطاد الصفقات في العقارات التجارية.

ويقول: “نعتقد أن هناك قيمة للعقارات التجارية في الصين. لقد أطلق عدد من الشركات صناديق متعثرة، وهذا أمر منطقي”.

وعلى النقيض من ذلك، فإن كير حذر بشأن الهند. ويقول: “هناك حاجة إلى مزيد من التقدم في الأطر المؤسسية للتأكد من أن المكاسب التي تحققت حتى الآن في الهند لن تضيع”.

اقرأ أيضًا الأسهم الهندية تسجل مستويات مرتفعة جديدة في جلسة استثنائية

المصدر: بارونز