إن سوق الأسهم في وضع الارتداد هذا العام، ويقود قطاع التكنولوجيا هذا التعافي، حيث قفز مؤشر ناسداك 100 (Nasdaq 100) بنسبة 38% حتى الآن. ومع ذلك، لا تزال العديد من أسهم شركات التكنولوجيا الفردية منخفضة بشكل كبير من أعلى مستوياتها الأخيرة نسبيًا. ويرجع ذلك إلى أن التضخم المرتفع وأسعار الفائدة المرتفعة أثرا على العديد من الشركات سريعة النمو.

هذا الافتقار إلى الانتعاش على نطاق واسع يوفر فرصًا للمستثمرين، ولكن لا يمكن معاملة جميع الأسهم المتراجعة على قدم المساواة. إن بعض هذه الأسهم تمثل قيمة كبيرة محتملة، ولكن البعض الآخر قد لا يتعافى أبدًا. لذلك من الضروري أن يكون المستثمر انتقائيًا. فبعد كل شيء، لا يقتصر تكوين الثروة على المدى الطويل على اختيار الأسهم الواعدة فحسب، بل يتعلق أيضًا بتجنب الأسهم الخاسرة أحيانًا.

وفيما يلى مثال على سهم قد يكون واعد يمكن الاستثمار فيه وآخر قد يكون خاسر ولا يتعافى من التراجع، لذا من الأفضل بيعه:

سهم واعد: كونفلوينت

ارتفعت أسعار كونفلوينت (Confluent) بنسبة 59% في عام 2023، متجاوزة عوائد سوق الأسهم الكلي. أعجب المستثمرون بالأداء التشغيلي للشركة، لأنها تجاوزت توقعاتها المالية في الربعين الأول والثاني من هذا العام.

إن كونفلوينت (Confluent) منصة بث بيانات رائدة. تعتمد الشركات بشكل متزايد الحوسبة السحابية وتحول عملياتها عبر الإنترنت، مما يعني أنها ترسل كميات قياسية من المعلومات الرقمية إلى مراكز البيانات. في الماضي، كانت تلك الشركات تعود إلى تلك البيانات في وقت لاحق لتحليلها. باستخدام كونفلوينت (Confluent)، يمكنهم الآن معالجة البيانات في الوقت الآني.

هذا يقدم مجموعة من الفوائد لعملاء كونفلوينت (Confluent)، حيث أنه يمكنهم من اتخاذ قرارات فورية بناءً على عادات الشراء الحية لعملائها لزيادة الإيرادات إلى أقصى حد، ويمكنه أيضًا تبسيط المهام مثل إدارة المخزون لضمان امتلاء الرفوف دائمًا. أدى تدفق البيانات أيضًا إلى تجارب جديدة للمستهلكين. أحد الأمثلة على ذلك هو المراهنات الرياضية الحية داخل اللعبة. يمكن للمراهنات استخدام تقنية كونفلوينت (Confluent) لحساب الاحتمالات وإعطائها للعميل وقبول الرهانات في غضون ثوانٍ.

في نهاية الربع الثاني من عام 2023، كان لدى كونفلوينت (Confluent) عدد 4830 عميلًا تجاريًا. تشهد الشركة أكبر نمو من المجموعات ذات الإنفاق الأعلى. كان لديها 1144 عميلًا ينفقون ما لا يقل عن 100,000 دولار سنويًا على نظامها الأساسي، بزيادة 33% على أساس سنوي، وكان لديها 147 عميلًا ينفقون ما لا يقل عن مليون دولار سنويًا، بزيادة 48% على أساس سنوي.

علاوة على ذلك، يشير معدل الاحتفاظ بصافي الإيرادات البالغ 130% إلى أن العملاء الحاليين ينفقون حوالي 30% من الأموال مع كونفلوينت (Confluent) في كل عام يمر. بشكل عام، أدت مجموعة العوامل إلى 189.3 مليون دولار في إيرادات الربع الثاني، والتي كانت أعلى بكثير من توقعاتها البالغة 183 مليون دولار. ودفع ذلك الشركة إلى زيادة توجيه إيرادات العام بأكمله إلى 772 مليون دولار (قفزة قدرها 7 ملايين دولار).

على الرغم من المكاسب القوية في سعر سهم كونفلوينت (Confluent) في عام 2023، إلا أنه لا يزال منخفضًا بنسبة 63% عن أعلى مستوى له على الإطلاق. هذه فرصة للمستثمرين لأن الشركة تقول إنها تطارد سوقًا قابلًا للعنونة تبلغ قيمته 60 مليار دولار، واستنادًا إلى توجيهات الإيرادات لعام 2023، فإنها بالكاد تخدش السطح حتى الآن.

سهم خاسر: روبن هود

تواجه روبن هود ماركتس (Robinhood Markets) موقفًا مخالفًا عمليًا لوضع كونفلوينت (Confluent). تتراجع أعمالها التجارية بسبب بعض المقاييس المختلفة، ولم تظهر أدلة كثيرة على قدرتها على التعافي. روبن هود (Robinhood) هي عبارة عن منصة استثمار عبر الإنترنت تقدم خدمات السمسرة لأسهم وعقود الخيارات والعملات المشفرة لقاعدة عملاء تنحرف نحو المستثمرين الأصغر سنًا.

بدا أن المستثمرين لأول مرة – ومن جيل مواليد الألفية بشكل أساسي – يقبلون على روبن هود (Robinhood) خلال طفرة الأسهم الميمية التي حدثت في عامي 2020 و2021. استحوذت المنصة على 22.5 مليون حساب عملاء ممول بحلول منتصف عام 2021، وكان 21.3 مليون من هؤلاء العملاء يستخدمونها كل شهر واحد. منذ ذلك الحين، توقف اكتساب المستخدمين الجدد. أضافت روبن هود (Robinhood) عدد 700,000 حساب ممول جديد فقط في العامين الماضيين منذ منتصف عام 2021، وفي الربع الثاني من عام 2023 (المنتهي في 30 يونيو / حزيران) لم يكن لديها سوى 10.8 مليون مستخدم نشط شهريًا.

يمثل هذا انخفاضًا بنسبة 49% في المستخدمين النشطين، والجزء المثير للقلق هو أنه يبدو أنه مشكلة هيكلية – هؤلاء العملاء لم يتخلوا عن روبن هود (Robinhood) بين عشية وضحاها، لقد كانوا يبتعدون بشكل مطرد كل ربع سنة منذ منتصف عام 2021 وهم ملاذون ر عاد.

تمكنت الشركة من زيادة إيراداتها بنسبة مذهلة بلغت 53% على أساس سنوي في الربع الثاني الأخير، ولكن هذا المقياس يمكن أن يكون خادعًا. انخفضت إيرادات المعاملات – المستمدة من العملاء الذين يشترون الأصول المالية ويبيعونها – بنسبة 4% على أساس سنوي في الربع الثاني. جاءت المكاسب الكبيرة في الإيرادات نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة، لأن روبن هود (Robinhood) لديها أكثر من 6.3 مليار دولار نقدًا في ميزانيتها العامة بالإضافة إلى 3 مليارات دولار أخرى تحتفظ بها للعملاء، لذا فهي تكسب حمولة شاحنة من دخل الفوائد.

ولكن من غير المرجح أن يستمر ذلك لأن العديد من الخبراء يعتقدون أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في أوائل عام 2024. يجب أن يركز المستثمرون بشكل أساسي على عائدات معاملات روبن هود (Robinhood)، لأنه عندما يتم قول وفعل كل شيء، فإن ذلك يعكس صحة أعماله الأساسية. لسوء الحظ، سيكون من الصعب للغاية إحداث انتعاش مستدام في هذا المقياس إذا استمرت قاعدة مستخدمي النظام الأساسي في الانكماش.

نتيجة لذلك، لا يجب التسرع في شراء أسهم روبن هود (Robinhood) على الرغم من انخفاضها بنسبة 87% عن أعلى مستوى لها على الإطلاق.

اقرأ أيضًا سهمان رخيصان يمكن الاستثمار فيهما على المدى الطويل

المصدر: ذا موتلي فول