قد يدفع إيلون ماسك إلى تعطيل سوق المعدات الزراعية الأساسية في دير (Deere) دون حتى أن يقصد.

إن الحديث لا يتعلق بخطة سرية من تسلا (Tesla Inc) لبيع الجرارات التي تعمل بالكهرباء. كما أن الأمر لا يتعلق بطموحات شركة السيارات الكهربائية في بناء روبوتات يمكنها القيام بمجموعة متنوعة من الوظائف مثل زراعة المحاصيل وحصادها.

تزرع الولايات المتحدة ما يقرب من ثلث محصول الذرة في العالم، في حدود حوالي 15 مليار بوشل (380 مليون طن متري كل عام). يتم استخدام أكثر من 40% من محصول الذرة الأمريكي السنوي في صناعة الإيثانول، وهو وقود يتم خلطه بالبنزين لتحقيق معدلات الأوكتان المطلوبة للغاز الذي نستخدمه لملء الخزانات في السيارات والمركبات الأخرى.

ولكن الآن أصبح الطلب على الذرة معرض للخطر، في ظل الاعتماد المتزايد على السيارات الكهربائية، كما كتب مايكل شليسكي المحلل في دي ايه ديفيدسون في تقرير يوم الجمعة. لقد أصبح هناك حاجة إلى كمية أقل من الإيثانول، مع بيع المزيد من السيارات الكهربائية.

كانت تسلا (Tesla) رائدة في مجال كهربة السيارات في الولايات المتحدة، ولا تزال الشركة الرائدة عالميًا في مبيعات السيارات الكهربائية. ومع ذلك، لن تتحمل شركة إيلون ماسك وحدها مسؤولية انخفاض الطلب على الإيثانول، حيث يدفع صانعو السيارات الكبار الآخرون – مثل فورد موتور (Ford Motor) وجنرال موتورز (General Motors GM) – نشاطهم نحو السيارات الكهربائية، كما أن عددًا كبيرًا من الشركات الناشئة تفعل ذلك أيضًا.

سيكون ضعف الطلب على الذرة من سوق الإيثانول المتغير مشكلة للصناعة الزراعية بشكل عام، حيث أن حوالي 90 مليون فدان مخصصة للذرة من حوالي 250 مليون فدان تزرع في الولايات المتحدة كل عام.

من الشركات التي ستتأثر سلبًا بهذا التطور شركة دير (Deere)، المنتج مهيمن للآلات التي تجهز الحقول والمحاصيل وتحصد جزء كبير من الـ 250 مليون فدان. حقق قطاع المعدات الزراعية الكبير في دير (Deere) حوالي 22 مليار دولار في مبيعات السنة المالية 2022. تمثل الزراعة على واسعة النطاق ما يقرب من نصف أعمال دير (Deere). بينما حققت نظيرتها أغكو (AGCO) مبيعات بقيمة 13 مليار دولار تقريبًا خلال نفس الفترة.

يوم الأربعاء، اقترح الرئيس جو بايدن ووكالة حماية البيئة قواعد جديدة لانبعاثات المركبات التي تمتد حتى عام 2032. إنهم يضغطون من أجل جعل ما يقرب من ثلثي مبيعات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة كهربائية بحلول عام 2032. إذا تم تحقيق هذا الهدف، فهذا يعني أنه سيتم بيع ما بين 10 إلى 11 مليون سيارة كهربائية سنويًا تقريبًا.

قال شليسكي: “تفرض قواعد وكالة حماية البيئة الجديدة بشأن غازات الاحتباس الحراري للسيارات هذا الأسبوع تقريبًا منحنى اعتماد السيارات الكهربائية أسرع بكثير مما كان يعتقده الكثيرون. إن التغييرات التنظيمية والسياسية لا تميل إلى الإيثانول”.

لم ترد دير (Deere) على الفور على طلب للتعليق.

إن هذه المشكلة ستظهر على المدى الطويل، حيث أن هناك حوالي 280 مليون سيارة وشاحنة وحافلة ودراجة نارية مسجلة في الولايات المتحدة، ولكن أقل من 1% منها يعمل بالكهرباء.

إذا تم بيع 10 ملايين مركبة كهربائية سنويًا، سيستغرق الأمر حتى عام 2040 لخفض الطلب على الإيثانول بنحو الثلث وفقًا لحسابات بارونز (Barron’s). لذا فإن أهداف وكالة حماية البيئة تهدد حوالي 15 مليون فدان من زراعة الذرة بعد حوالي 20 عامًا من الآن. وعلى الرغم من أن هذا لا يزال بعيد المنال، يقول شليسكي أن المشكلة تستحق النظر فيها.

ومع ذلك، لا تؤثر مخاطر الإيثانول من المركبات الكهربائية على تصنيف سهم دير (Deere).

كتب شليسكي: “لن تتعرض دير (Deere) للفشل بأي حال من الأحوال”، مشيرًا إلى أن دير (Deere) لديها الكثير من الوقت للتكيف. مضيفًا: “لا تستمر الشركة في العمل لأكثر من 180 عامًا إذا لم تكن قادرة على التكيف مع العصر.”

يصنف شليسكي السهم كسهم شراء ويستهدف سعر 520 دولارًا للسهم. ارتفعت أسهم دير (Deere) بنسبة 0.6% في تعاملات الجمعة عند 386.98 دولار. بينما انخفض مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) وداو جونز (Dow Jones Industrial Average) بنسبة 0.4% و0.6% على التوالي.

لا يبدو أن مشكلة الإيثانول في أذهان المحللين الآخرين حتى الآن. بشكل عام، يصنف 70% من المحللين – الذين يدرسون الشركة – السهم كسهم شراء. يبلغ متوسط ​​نسبة تقييم الشراء للأسهم في ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) حوالي 58%، بينما يبلغ متوسط ​​السعر المستهدف للمحلل لسهم دير (Deere) حوالي 479 دولارًا للسهم.

اقرأ أيضًا بعد تطبيق قاعدة المصلحة الفضلى.. ما أثرها على شركات الاستشارات المالية الأمريكية؟

المصدر: بارونز