قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ يوم الخميس أن بكين ستقف بحزم ضد الانفصال وتفكيك التجارة، بينما وعد ببذل جهود جديدة لإعادة ربط اقتصاد البلاد المتعافي بالعالم.
تسلط تعليقات لي في منتدى بواو الآسيوي – الذي يطلق عليه اسم دافوس آسيا – الضوء على أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يريد تحسين بيئة الأعمال المحلية ومواصلة الانفتاح ولعب دور استقرار في التجارة العالمية الغارقة في التوترات الجيوسياسية والاضطرابات المالية.
وقال لي أمام مئات الحاضرين منهم قادة سنغافورة وماليزيا الزائرون والمسؤولون السابقون وقادة الأعمال: “سنتعاون لبناء مركز نمو أكثر ديناميكية ونضخ مزيدًا من اليقين في التعافي الاقتصادي العالمي. نحن نعارض الحمائية التجارية وفصل سلسلة التوريد، ونريد ضمان سلاسل صناعية وسلاسل إمداد عالمية سلسة”.
وفي أول خطاب علني له منذ تعيينه رئيسًا للوزراء في وقت سابق من هذا الشهر، انتقد ما أسماه “المواجهة الجماعية” و”الحرب الباردة الجديدة”، بعد يوم من زيارة رئيسة تايوان تساي إنغ وين الولايات المتحدة.
وفي إشارة إلى العقوبات الأمريكية على الصين، قال “نحن نعارض إساءة استخدام العقوبات الأحادية والولاية القضائية طويلة المدى”.
يعد المؤتمر السنوي في جزيرة هاينان الاستوائية أحد أبرز منصات الصين لمشاركة السياسات الاقتصادية والدبلوماسية مع الشركاء الخارجيين، وهي مهمة أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل تراجع ثقة الشركات الأجنبية.
قال لي: “بغض النظر عن كيفية تغير العالم، سنلتزم دائمًا بالإصلاح والانفتاح وسنكون مدفوعين بالابتكار. مما سيضخ زخمًا جديدًا وحيوية في التنمية الاقتصادية العالمية، وسيسمح للدول بتقاسم فرص التنمية في الصين”.
منذ أن أصبح لي رئيسًا للوزراء – أي المسؤول الرئيسي عن الاقتصاد الصيني – كان يحاول اجتذاب الاستثمار الأجنبي بعدة طرق منها الاجتماع مع المديرين التنفيذيين الذين حضروا منتدى التنمية الصيني في بكين قبل عدة أيام.
وفي منتدى بواو، قال أن الصين تتطلع إلى تعاون مكثف مع الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا في الاقتصادات الرقمية والأخضر، بالإضافة أنها تتطلع إلى المزيد من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة.
كما تعهد بتوسيع الوصول إلى الأسواق وخلق بيئة مواتية للمستثمرين المملوكين للدولة والقطاع الخاص والأجانب.
شهدت الصين انتعاشًا كبيرًا في الاستهلاك وقطاعات السياحة والمطاعم والضيافة منذ إزالة قيود جائحة كوفيد في ديسمبر / كانون الأول من العام الماضي. لقد نمت مبيعات التجزئة في الفترة من يناير / كانون الثاني إلى فبراير / شباط بنسبة 3.5% عن نفس الفترة من العام الماضي، بعد انخفاضها بنسبة 0.2% في عام 2022.
ومع ذلك، تدهورت المؤشرات الاقتصادية الأخرى، مما يشير إلى التحديات المقبلة. لقد انخفضت الإيرادات المالية للدولة بنسبة 1.2% في الشهرين الأولين من العام الجاري، وانخفضت إيرادات مبيعات الأراضي – وهي مصدر رئيسي للدخل للحكومات المحلية التي تعاني من ضائقة مالية – بنسبة 29%، في حين تراجعت الأرباح الصناعية بنسبة 22.9%.
حاول لي أيضًا طمأنة بقية العالم بأن الاقتصاد الصيني يتعافى وأن حكومته تتعامل مع المخاطر النظامية – “خاصة لضمان استقرار السوق المالية” – بعد أن تسببت المتاعب في بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) وكريدي سويس (Credit Suisse) في حدوث موجات من الصدمة عبر الأسواق المالية العالمية.
كما قال: “زخم النمو الاقتصادي في الصين قوي. لقد كان شهر مارس / آذار أفضل حتى من الشهرين الأولين. والجدير بالذكر أن توقعات السوق قد تحسنت بشكل ملحوظ، حيث أصبحت مؤشرات مثل الاستهلاك والاستثمار أفضل، في حين ظل سوق العمل وأسعار المستهلك مستقرين”.
توقعت كريستالينا غورغيفا المديرة العامة لصندوق النقد الدولي أن الصين ستساهم بثلث النمو الاقتصادي العالمي هذا العام.
من المتوقع أن تصدر بكين بيانات اقتصادية للربع الأول في منتصف أبريل / نيسان، مع نظرة أولية على أنشطة مارس / آذار التي من المقرر أن تعلن في إصدار مؤشر مديري المشتريات الرسمي يوم الجمعة.
في اجتماع مع غورغيفا في اليوم السابق، أعرب لي عن قلقه بشأن عدم القدرة على التنبؤ والتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، ودعا إلى تنسيق السياسات والتعاون الدولي.
وقال في منتدى بواو: “يجب أن نلتزم بالتعددية، ونعارض بوضوح الأحادية والحمائية … ونحافظ على التدفق الآمن والثابت للسلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية”.
كانت الحكومة واثقة من أن الاقتصاد الصيني سيصل إلى هدف النمو للعام بأكمله وهو “حوالي 5%”.
قال وانغ جيانغبينغ نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن الصين تتسابق لتعزيز قدراتها التكنولوجية – بما فيها قدراتها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والاتصالات الجديدة – لدعم النمو الاقتصادي.
وقال وانغ في حلقة نقاش بمنتدى بواو يوم الأربعاء: “إن الحكومة الصينية تولي أهمية كبيرة لتطوير الجيل السادس، وقد أنشأنا مجموعة ترويجية من الجيل السادس في عام 2018 لجذب المواهب من الصناعة والأوساط الأكاديمية والبحثية لدفع رؤية التكنولوجيا الرئيسية”.
كما قال وانغ أن الصين تتوقع تعاونًا دوليًا لتطوير الجيل السادس من نظام الهاتف المحمول، وتدعم الشركات في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لضمان المنافع المتبادلة.
وأضاف: “نريد أن نظهر ونقود الصناعة التحويلية في الصين نحو مرحلة واسعة من الذكاء من خلال الشركات القياسية”.
0 تعليق