كشف مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأحد عن برنامج جديد لضمان قدرة البنوك على تلبية احتياجات جميع المودعين، وسط تصاعد فرص تهافت البنوك بعد الانهيار المفاجئ لبنكين كبيرين في غضون 72 ساعة.

سيقدم برنامج التمويل المصرفي لأجل (BTFP) قروضًا بآجال استحقاق تصل إلى عام للبنوك وجمعيات الادخار والاتحادات الائتمانية ومؤسسات الإيداع المؤهلة الأخرى.

وفيما يلي بعض العناصر الأساسية لبرنامج الاحتياطي الفيدرالي:

تخفيف التوتر

رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مما يقرب من الصفر قبل عام إلى ما بين 4.50 – 4.75% الآن لمكافحة التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى في 40 عامًا العام الماضي.

لقد أدى ذلك إلى تراجع أسعار السندات، بما في ذلك أسعار سندات الخزانة القديمة التي تحتفظ بها البنوك على نطاق واسع، والتي أثبتت أنها عامل رئيسي في عدم قدرة بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) على جمع الأموال وساهم في انهياره. يشعر المسؤولون بالقلق من أن تصل التداعيات لبنوك أخرى قريبًا.

وقال بنك الاحتياطي الفدرالي في بيان يوم الأحد: “سيصبح برنامج التمويل المصرفي لأجل مصدرًا إضافيًا للسيولة مقابل الأوراق المالية عالية الجودة، مما يلغي حاجة المؤسسة إلى بيع هذه الأوراق المالية بسرعة في أوقات الشدة”.

حد من الخسائر

من بين العناصر الأساسية للبرنامج هو ضمانات القرض المقبولة، بما في ذلك سندات الخزانة الأمريكية والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري من بين أمور أخرى. سيتم تقييم هذه الضمانات عند “القيمة الإسمية”، مما يعني أن قيم السندات في السوق المفتوحة التي تم إضعافها خلال عام من ارتفاع أسعار الفائدة الفيدرالية لن تقلل ما قد يقترضه البنك من البنك المركزي.

ستكون شروط الضمان نفسها متاحة أيضًا للقروض المسحوبة من “نافذة الخصم” الخاصة بالاحتياطي الفيدرالي، وهي أدواته التيسيرية التقليدية كملاذ أخير للإقراض. عادة ما كانت مبالغ القروض تحكمها القيمة السوقية للضمانات المرهونة.

كتب غولدمان زاكس (Goldman Sachs) الأحد بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي: “سيسمح هذا للبنوك بتمويل تدفقات الودائع المحتملة إلى الخارج دون إبراز الخسائر على الأوراق المالية المستهلكة”.

قروض لمدة عام

ستتوفر قروض تصل مدتها إلى عام بموجب التسهيل الجديد. يجوز للمقترضين الدفع المسبق للقروض دون غرامة، ويمكن التقدم حتى 11 مارس / آذار 2024.

تكلفة اقتراض ثابتة

ستكون أسعار الفائدة هي معدل الليلة الواحدة لمبادلة المؤشر (OIS) لمدة عام واحد بالإضافة إلى 10 نقاط أساس وسيتم تثبيتها لمدة السلفة في اليوم الذي يتم فيه التقدم.

تم تحديد المعدل عند حوالي 4.9 % في وقت متأخر من يوم الأحد بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي، وفقًا لبيانات ريفينتيف، بانخفاض من 5.6% الأسبوع الماضي قبل حدوث الأزمة وتسببها في تراجع المعدلات.

دعم من الخزانة

سيتم دعم التزامات القروض التي قدمها 12 بنكًا إقليميًا لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمبلغ 25 مليار دولار من صندوق استقرار الصرف بوزارة الخزانة الأمريكية. وقال الاحتياطي الفيدرالي أنه لا يتوقع أن يضطر إلى الاستفادة من هذه الأموال، لأن القروض بموجب البرنامج هي الملاذ الكامل، مما يعني أن البنك المركزي يمكنه مصادرة جميع الضمانات التي تم التعهد بها في حالة عدم السداد.

في الواقع، يتم تقديم قروض الاحتياطي الفيدرالي من خلال “حق الرجوع إلى ما بعد الضمان المرهون”، والذي يأخذ في الاعتبار حقيقة أن الضمانات قد تكون ضعيفة القيمة.

وكتب غولدمان زاكس (Goldman Sachs) أن هذا يشير إلى أن “التقييم الإسمي للضمانات لن يصبح ذا صلة إلا إذا كانت المؤسسة المقترضة تفتقر إلى الأصول الكافية لسداد القرض”.

احتواء التداعيات

كتب الاقتصاديون في جيفريز (Jefferies) بعد الإعلان عن التفاصيل: “كان أبرز ما تم اكتشافه بعد فشل بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) في زيادة رأس المال الأسبوع الماضي هو تأثير الزيادة التراكمية في أسعار الفائدة خلال العام الماضي على محافظ الأوراق المالية الخاصة بها. ونظرًا لأنه سيتم تقييم الضمانات المرهونة بشكل متساوي، فإن هذا التسهيل الجديد سيضمن أن البنوك الأخرى التي لديها محافظ سندات ضعيفة بشكل مماثل – لمقتنيات بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) – ستكون قادرة على الاستفادة منه بسهولة للوصول إلى السيولة، بدلاً من الاضطرار إلى تحقيق خسائر كبيرة وإغراق الأسواق بالورق”.

كما قالوا: “سيكون يوم الاثنين بالتأكيد يومًا مرهقًا للكثيرين في القطاع المصرفي الإقليمي، لكن إجراءات اليوم تقلل بشكل كبير من مخاطر انتشار العدوى”.

اقرأ أيضًا الجهات التنظيمية تحاول إيجاد مشتري لبنك سيليكون فالي

المصدر: رويترز