يستبدل البنك المركزي النيجيري الأوراق النقدية من الفئات الكبيرة اعتبارًا من 15 ديسمبر / كانون الأول، يأتي ذلك كمحاولة للتخلص من السيولة الفائضة وكبح جماح التضخم والسيطرة على انعدام الأمن المتزايد في أكبر اقتصاد في إفريقيا.

قال محافظ البنك المركزي غودوين إيمفييلي في إفادة صحفية في العاصمة أبوجا يوم الأربعاء أن الهيئة التنظيمية المصرفية في البلاد تخطط لإصدار أوراق نقدية معاد تصميمها من الفئات 200 و500 و1000 نيرة نيجيرية. سيتم إيقاف قبول الأوراق النقدية القديمة قانونًا اعتبارًا من 31 يناير / كانون الثاني، مما يمنح مواطني نيجريا ستة أسابيع لاستبدال أوراقهم النقدية.

قال إيمفييل أن 85% من السيولة النقدية في البلاد موجودة خارج البنوك التجارية، الأمر الذي يقوض فعالية السياسة النقدية وسلامة العملة المحلية. وقال أن حجم النقد المتداول زاد بأكثر من الضعف منذ عام 2015 إلى 3.23 تريليون نيرة (7.3 مليار دولار) اعتبارًا من سبتمبر / أيلول.

وقال إيمفييل: “إنه أمر غير مقبول، وهو في الواقع يتحكم في المعروض النقدي بدلًا من البنك المركزي. لا شك في أننا نعتقد أن لذلك تأثيرًا إيجابيًا على التضخم” الذي وصل إلى أعلى مستوى في 17 عامًا في سبتمبر / أيلول.

قد تؤدي خطوة استبدال الأوراق النقدية إلى فوضى في بلد يعيش فيه غالبية السكان في مناطق ريفية بعيدة عن فروع البنوك. في عام 2016، أدى تحرك رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لحظر العملة عالية القيمة إلى تدافع طويل الأمد على السيولة وتباطؤ النمو الاقتصادي.

زعم إيمفييل أيضًا بأن تقليل كمية النقد المتداول من شأنه أن يقلل من “الوصول إلى حجم كبير من الأموال خارج النظام المصرفي المستخدم كمصدر للأموال لدفع الفدية”.

واجهت أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان أزمة واسعة النطاق وانتشار لعمليات الاختطاف مقابل فدية.

يخطط البنك المركزي أيضًا لصك مزيد من عملته الرقمية إي نيرة (eNaira) التي تم إطلاقها قبل عام، وهي عملة كافحت من أجل كسب الزخم. قام مليون شخص فقط بتنزيل محفظة إي نيرة (eNaira) منذ طرحها، كما أن حجم المعاملات كان ضئيلاً.

قال سمير غاديو رئيس استراتيجية إفريقيا في بنك ستاندرد تشارترد (Standard Chartered) أنه من غير المحتمل أن يكون لإدخال أوراق النقد الجديدة تأثير قوي على سعر الصرف الرسمي للعملة الذي يسيطر عليه البنك المركزين فإن هذه الخطوة قد تضغط على سعر السوق السوداء المستخدم على نطاق واسع.

وقال: “يمكن تحويل جزء من العملات الورقية القديمة إلى الدولار الأمريكي في السوق الموازية، ولكن لا يزال من المبكر جدًا التأكد من ذلك”.

حذرت وكالة مكافحة الكسب غير المشروع في نيجيريا مشغلي مكاتب الصرافة والمقرضين من “مساعدة العملاء عديمي الضمير في غسل عائدات الجرائم المشتبه بها من خلال نظامهم” أثناء عملية تبادل العملات، وفقًا لبيان أرسل بالبريد الإلكتروني.

وقالت الوكالة أن على المشغلين أن يكونوا “حذرين من مكتنزي العملة الذين سيحاولون اغتنام هذه الفرصة لتفريغ العملات التي كانوا قد خبأوها بشكل غير قانوني”.

اقرأ أيضًا أسعار المنازل في هونغ كونغ تنخفض بنسبة 2.1% في سبتمبر

المصدر: بلومبيرغ