أوقفت شركة ناسداك (Nasdaq Inc) الاستعدادات للاكتتاب العام الأولي لما لا يقل عن أربع شركات صينية صغيرة، حيث تقوم بالتحقيق في ارتفاعات الأسهم قصيرة الأجل لهذه الشركات بعد ظهورها لأول مرة، وفقًا لمحامين ومصرفيين يعملون على إطلاق مثل هذه الأسهم.
تأتي إجراءات ناسداك (Nasdaq) وسط زيادة في أسعار أسهم الشركات الصينية التي تجمع مبالغ صغيرة عند طرحها. تبلغ عادةً قيمة هذه الشركات 50 مليون دولار أو أقل. ترتفع أسعار هذه الأسهم بنسبة تصل إلى 2000٪ في بداياتها، لتهبط فقط خلال الأيام التالية، مما يزعج المستثمرين الذين لديهم الجرأة الكافية للمضاربة على الأسهم الصغيرة.
يقول دوغلاس إلينوف محامي الشركات والأوراق المالية في إلينوف غروسمان آند سكول (Ellenoff Grossman & Schole LLP) أنه أبلغ من قبل ناسداك (Nasdaq) أن بعض الاكتتابات الأولية العامة لن يسمح بإتمامها “حتى يتم تحديد نشاط التداول غير العادي عند بعض المصدرين الصينيين في وقت سابق من هذا العام “.
بدأت ناسداك (Nasdaq) في طرح أسئلة على مستشاري الشركات الصينية المرشحة للاكتتاب العام الأولي في منتصف سبتمبر / ايلول. كانت الأسئلة تتعلق بهوية المساهمين الحاليين ومحل إقامتهم وحجم استثماراتهم وما إذا عرض عليهم دين بدون فوائد حتى يتمكنوا من المشاركة، وفقًا لدان ماكلوري رئيس أسواق رأس المال في بوستيد سيكيورتيز (Boustead Securities).
تحدث المحامون والمصرفيون لرويترز بشرط عدم الكشف عن أسماء الشركات الأربع التي تم إيقاف عمليات طرحها الأولي.
ليس من الواضح ما هو الإجراء الذي ستتخذه بورصة ناسداك (Nasdaq) عند اكتمال تحقيقها، وما إذا كان سيتم السماح بإتمام جميع أو بعض الاكتتابات العامة المتوقفة. وقد امتنع متحدث باسم ناسداك (Nasdaq) عن التعليق.
تحدثت سبعة مصادر تعمل في الاكتتابات العامة الأولية لحساب شركات صينية صغيرة لرويترز بشرط عدم الكشف عن هويتهم أو عملائهم. وقالت هذه المصادر أن ارتفاعات الأسهم سريعة الزوال سببها عدد قليل من المستثمرين الأجانب الذين أخفوا هوياتهم واستولوا على معظم أسهم الإدراجات، مما خلق تصورًا بأن عمليات الظهور الأولى عليها طلب.
لم تعلن لجنة الأوراق المالية والبورصات وغيرها من المنظمين الماليين الأمريكيين حتى الآن عن أية حالة مقاضاة ناجحة لمخططات الضخ والإغراق هذه لأن الشركات الصينية ومصرفيوها في الخارج استطاعوا أن ينفذوها بسرية، بحسب المصادر السبعة.
لم يرد متحدث باسم هيئة الأوراق المالية والبورصات على الفور على طلب التعليق.
الثغرات
يؤكد تدخل ناسداك (Nasdaq) أن معايير السيولة التي اعتمدتها في السنوات الثلاث الماضية لمنع التلاعب بالأسهم في الاكتتابات الأولية الصغيرة بها ثغرات تستغلها الشركات الصينية. تشمل القواعد أن يكون لدى الشركة التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام ما لا يقل عن 300 مستثمر يمتلكون ما لا يقل عن 100 سهم لكل منهم، بإجمالي 2500 دولار كحد أدنى.
ومع ذلك، فإن هذه المتطلبات لم تكن كافية لمنع التلاعب في التداول في بعض الأسهم المنخفضة القيمة. لقد انجذبت الشركات الصينية الصغيرة إلى بورصة ناسداك (Nasdaq) بدلاً من بورصة نيويورك لأن الأولى لطالما كانت مركزًا تقليديًا للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، وهي صورة تحاول هذه الشركات غالبًا الظهور بها.
قال جاي ريتر الأستاذ بجامعة فلوريدا الذي يدرس الاكتتابات الأولية: “إن جميع الاكتتابات العامة الأولية لرؤوس الأموال الصغيرة هذه تقريبًا هي أسهم “قصص”، حيث يحاول المروجون إقناع مستثمري التجزئة غير المتمرسين بأن شركتهم يمكن أن تكون موديرنا (Moderna) التالية أو فيسبوك (Facebook) التالية”.
تم إدراج 57 شركة صينية صغيرة في السنوات الخمس الماضية، ارتفاعًا من 17 شركة في السنوات الخمس السابقة، وفقًا لديلوجيك (Dealogic). حتى الآن هذا العام، شهدت البورصات في الولايات المتحدة تسع عمليات إدراج من هذا القبيل على الرغم من أن سوق الاكتتابات الأولية تواجه أسوأ فترة جفاف لها منذ ما يقرب من عقدين بسبب تقلبات السوق التي يغذيها مجلس الاحتياطي الفيدرالي من خلال رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم.قال دان ماكلوري أن هذا التوجه يسلط الضوء على المتطلبات التنظيمية المرونة للإدراج في الولايات المتحدة مقارنة بتلك السارية بالصين. وقال: “يكاد يكون من المستحيل على هذه الشركات أن تُدرج في الصين، والآن لقد أغلق سوق هونغ كونغ تمامًا أيضًا”.
0 تعليق