ما هو أثرأكتوبر (October Effect)؟
أثر أكتوبر هو حالة شاذة تحدث في السوق، تميل فيها أسعار الأسهم إلى الانخفاض خلال شهر أكتوبر. يعتبر تأثير أكتوبر بشكل أساسي ظاهرة نفسية وليست ظاهرة فعلية لأن معظم الإحصائيات تتعارض مع النظرية، فقد يشعر بعض المستثمرين بالتوتر خلال شهر أكتوبر لأن تواريخ بعض الانهيارات التاريخية الكبيرة في السوق حدثت خلال هذا الشهر.
الأحداث التي منحت أكتوبر شهرته فيما يتعلق بخسائر الأسهم حدثت على مدى عقود، لكنها تشمل:
- ذعر عام 1907
- الثلاثاء الأسود (1929)
- الخميس الأسود (1929)
- الاثنين الأسود (1929)
- الاثنين الأسود (1987)
شهد الإثنين الأسود، الانهيار الكبير لعام 1987 الذي حدث في 19 أكتوبر هبوطًا في مؤشر داو جونز بنسبة 22.6% في يوم واحد، يمكن القول إنه أسوأ انخفاض في يوم واحد. كانت الأيام السوداء الأخرى، بالطبع، جزءًا من العملية التي أدت إلى الكساد الكبير وهو الكارثة الاقتصادية التي استمرت آثارها حتى كادت أزمة الرهن العقاري أن تقضي على الاقتصاد العالمي بأكمله في 2007 – 2010.
ملخص لأهم النقاط
- أثر أكتوبر هو تصور أن أسواق الأسهم تنخفض خلال شهر أكتوبر، ويصنف على أنه حدث شاذ على مستوى السوق.
- يعتبر أثر أكتوبر في المقام الأول ظاهرة نفسية وليس ظاهرة فعلية لأن معظم الإحصائيات تتعارض مع النظرية.
- يبدو أن أثر أكتوبر، بالإضافة إلى الانحرافات الأخرى في التقويم، قد اختفى إلى حد كبير خلال العقود الأخيرة.
مفهوم ظاهرة أثر أكتوبر
يزعم مؤيدو حدوث ظاهرة أثر أكتوبر، وهو أحد أكثر تأثيرات التقويم المزعومة شيوعًا، أن أكتوبر هو الوقت الذي حدثت فيه بعض أعظم الانهيارات في تاريخ سوق الأسهم، بما في ذلك الثلاثاء الأسود والخميس الأسود في أكتوبر 1929، وأيضًا انهيار سوق الأسهم عام 1987. وفي حين أن الأدلة الإحصائية لا تدعم ظاهرة انخفاض الأسهم في أكتوبر، إلا أن الآثار النفسية لظاهرة أثر أكتوبر لا تزال قائمة.
وبالرجوع إلى التاريخ مجددّا، نجد أن أثر أكتوبر ليس له أي أدلة احصائية على الإطلاق، فشهر مثل شهر سبتمبر قد شهد أسواق دب أكثر من شهر أكتوبر. من منظور تاريخي، شهد شهر أكتوبر نهاية أسواق الدب أكثر مما شهد بداياتها. هذا يضع أكتوبر في منظور مثير للاهتمام للشراء المتناقض. إذا كان المستثمرون يميلون إلى رؤية الشهر بشكل سلبي، فسيخلق ذلك فرصًا للشراء خلال ذلك الشهر. ومع ذلك، فإن نهاية ما يسمى بأثر أكتوبر كقوة سوقية إن وجدت من الأساس، هو بالفعل أمر في متناول اليد.
اعتبارات خاصة
ما هو صحيح هو أن شهر أكتوبر لطالما كان الشهر الأكثر تقلبًا بالنسبة للأسهم. وفقًا لبحث من إل بي إل فايننشال، كان هناك تقلبات بنسبة 1% أو أكثر في أكتوبر في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 أكثر من أي شهر آخر في التاريخ. ويعود تاريخ هذه التقلبات إلى عام 1950. ويمكن أن يُعزى بعض ذلك إلى حقيقة أن أكتوبر يسبق الانتخابات في أوائل نوفمبر كل عامين. ومن الغريب أن أسواق سبتمبر، وليس أكتوبر، بها أسواق تاريخية أكثر انخفاضًا.
والأهم من ذلك، أن العوامل المحفزة التي أدت إلى تحطم 1929 والذعر عام 1907 حدثت في سبتمبر أو قبل ذلك، ولكن ببساطة تأخر رد الفعل هو ما أسس لظاهرة أثر أكتوبر. في عام 1907، كاد الذعر أن يحدث في مارس. على مدار العام، استمرت ثقة الجمهور في الشركات الائتمانية بالتقلص، والتي اعتبرت محفوفة بالمخاطر بسبب افتقارها إلى التنظيم.
في نهاية المطاف، وصلت الشكوك العامة إلى ذروتها في أكتوبر وأطلقت شرارة سباق على الصناديق الائتمانية. كذلك يمكن القول أن انهيار عام 1929 بدأ في فبراير عندما حظر الاحتياطي الفيدرالي قروض التداول بالهامش ورفع أسعار الفائدة.
اختفاء أثر أكتوبر
الأرقام لا تدعم أثر أكتوبر. إذا نظرنا إلى جميع العوائد الشهرية لشهر أكتوبر والتي تعود إلى أكثر من قرن، فلن نجد أي بيانات تدعم الادعاء بأن شهر أكتوبر هو شهر خاسر في المتوسط. في الواقع، وقعت بعض الأحداث التاريخية في شهر أكتوبر، لكنها بقيت في الغالب في الذاكرة الجماعية لأن يوم الإثنين الأسود يبدو مشؤومًا، ولكن الأسواق انهارت في شهور أخرى غير أكتوبر.
يتمتع العديد من المستثمرين اليوم بذاكرة أفضل لانهيار الإنترنت والأزمة المالية 2008-2009، ومع ذلك لم يُمنح أي من تلك الأيام لقب يوم أسود ليحمله شهر معين. لقد حدث انهيار بنك ليمان براذرز يوم الاثنين في سبتمبر وشهد زيادة كبيرة في المخاطر العالمية للأزمة المالية، ولكن لم يشر إليه على أنه يوم إثنين أسود جديد. الآن – ولسبب ما – لم تعد وسائل الإعلام تنقاد وراء أي أيام سوداء ولا يبدو أن وول ستريت حريصة على إحياء هذه الممارسة أيضًا.
علاوة على ذلك، هناك كثير من المستثمرين حول العالم ليس لديهم نفس النظرة التاريخية عندما يتعلق الأمر بالتقويم. كانت نهاية أثر أكتوبر حتمية، حيث كان في الغالب شعورًا داخليًا ممزوجًا ببعض الفرص العشوائية لخلق أسطورة. بطريقة ما، هذا أمر مؤسف، لأنه سيكون رائعًا للمستثمرين إذا اختاروا للكوارث المالية وللذعر والانهيارات أن تحدث فقط في شهر واحد من العام.