- لا يزال النفط عاملًا محوريًا لنجاح الإصلاح الشامل الذي يستهدفه ولي العهد
- اقتصاد المملكة هو الأسرع نموًا بين اقتصادات مجموعة العشرين
تم بيع أكثر من 300 شقة في مجمع عبد السلام الماجد في الرياض الجديدة خلال شهر واحد فقط، دون أن يضطر حتى إلى الإعلان.
هذه هي المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم لذا فليس من المستغرب أن يكون سوق العقارات محمومًا حيث يتدفق الدخل مع ارتفاع أسعار الطاقة عبر الاقتصاد.
لكن الماجد يقول إن التدافع على المنازل التي تبلغ تكلفتها مليون ريال (266.400 دولار) يعكس شيئًا آخر أيضًا وهو التحول الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيد تشكيل المملكة والذي يتسارع في ظل برنامج الإصلاح الشامل لولي العهد.
يقول الماجد الذي يرأس شركة التطوير العقاري المملوكة لعائلة الماجدية ريزيدنس (Almajdiah Residence): “هناك تغيير في العقلية، يوجد اليوم إبداع جميل في التصميمات السعودية”. يتبنى بعض السعوديين الآن أسلوب معيشة أكثر انفتاحًا وهو الأسلوب الذي تلبي احتياجاته شركة الماجد.
في حين أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يتمتع بسلطات واسعة منذ أن نصبه والده الملك سلمان في عام 2015 وليًا للعهد، فقد أنهى أو خفف أيضًا القيود المفروضة على الترفيه واختلاط الرجال والنساء، كما يحاول كبح اعتماد بلاده على النفط.
قبل عشر سنوات، العديد من مالكي العقارات لم يكونوا يؤجروا النساء اللائي كن بحاجة إلى موافقة ولي الأمر على العديد من قرارات الحياة. أما اليوم، تدخل النساء سوق العمل بأعداد أكبر و30% من عملاء شركة المجدية من الإناث سواء كانت العقارات اللاتي يشترينها استثمارية أو منازل خاصة بهن.
معظم العالم يشعر بالقلق من التضخم المتصاعد الذي تغذيه الحرب الروسية في أوكرانيا والركود المحتمل، ونتيجة لذلك تخطى متوسط سعر النفط حاجز الـ 100 دولار للبرميل هذا العام، الأمر الذي جعل الاقتصاد السعودي الأسرع نموًا من بين دول مجموعة العشرين.
توسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 11.8% في الربع الثاني، وقد نما الاقتصاد غير النفطي بنسبة 5.4% وهو الآن أكبر مما كان عليه في نهاية عام 2019 قبل تفشي الوباء.
أعلنت شركة الطاقة السعودية أرامكو السعودية عن أكبر أرباح ربع سنوية معدلة لأي شركة مدرجة على مستوى العالم. تتدفق مليارات الدولارات على الخزائن السعودية وتزيد من استثمارات الدولة، مما يعزز الشعور في القطاع الخاص الذي يعتمد على العقود الحكومية.
قفز الإنفاق الرأسمالي بنسبة 64% سنويًا في الفترة من أبريل / نيسان إلى يونيو / حزيران، حيث تشرع المملكة في فورة بناء تشمل مراكز التسوق والحدائق بالإضافة إلى خطط ضخمة لمدينة جديدة مبنية من الصفر وتطويرات سياحية رفيعة على البحر الأحمر. كان الإنفاق الإجمالي أعلى بنسبة 16%، على الرغم من أن تقديرات الميزانية الأولية لهذا العام كانت تتوقع انخفاضه.
انتعاش العملاء
ارتفعت معدلات إنفاق المستهلكين في السعودية فوق مستويات ما قبل الجائحة.
عادةً ما تتجه النخب السعودية في الصيف إلى الأجواء الأكثر برودة في أوروبا، لكن أحدث المطاعم الراقية في الرياض مكتظة. من بين هذه المطاعم، سلسلة مطاعم كويا (Coya) اللاتينية والتي تعد أكثر أماكن الجلوس شعبية لتناول العشاء – من الساعة 8:30 إلى الساعة 9 مساءً. – وتكون محجوزة بالكامل قبل شهر.
انتعشت عمليات السحب النقدي المجمعة ومعاملات نقاط البيع مما يدل على زيادة النشاط الاستهلاكي، حيث ارتفعت بنسبة 9% سنويًا في يونيو / حزيران بعد ارتفاع قياسي في مارس / آذار. بلغ معدل التضخم في الشهر الماضي 2.7%، وهو ما يعادل ثلث المعدل في الولايات المتحدة أو منطقة اليورو.
تحاول وزارة المالية التخلص من عادة التعقب المتسارع للنفط والتخفيضات، وتدفق التحفيز من خلال الصناديق السيادية والمشاريع طويلة الأجل مثل صناعة السيارات الكهربائية والسياحة.
من المتوقع أن يتوسع الاقتصاد بنسبة 7.6% هذا العام، لكن النمو قد يتراجع إلى 2.5% بحلول عام 2024 وفقًا لمسح أجرته بلومبيرغ لخبراء اقتصاديين. انخفض سعر النفط الخام الآن إلى حوالي 90 دولارًا للبرميل في ظل استمرار المخاوف العالمية من التباطؤ الاقتصادي واحتمال زيادة المعروض في السوق من خلال النفط القادم من إيران إذا تم إحياء اتفاقها النووي.
تقول مونيكا مالك كبيرة الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري: “إذا حدث انهيار آخر في أسعار النفط، فسيكون هناك تباطؤ مرة أخرى في النشاط. لكن عددًا من العوامل الإيجابية تجتمع معًا في هذه المرحلة”.
تقدم شركة الماجدية خدماتها للمهنيين الأثرياء الذين يريدون منازل ذات مخطط مفتوح مع وفرة من الضوء الطبيعي. كان العديد من السعوديين يفضلون في السابق المنازل ذات الجدران العالية والنوافذ الصغيرة للحفاظ على الخصوصية. لكن الانفتاح الاجتماعي – إلى جانب العائلات الأصغر والميزانيات الضيقة – غير من هذا التوجه.
تم بناء أحدث مجمع للماجدية حول ساحات فناء مشتركة كما تضم مقاهي وصالات رياضية وحضانة.
يشبه الأسلوب الحديث توجه الإسكان الراقي في دبي، وهي المركز الإقليمي الذي يريد الأمير محمد أن ينافسه. وفي إطار ذلك أعلن عن خطط لمضاعفة عدد سكان الرياض وجذب ملايين المغتربين.
وهذا هو مفتاح تفاؤل الماجد قائلًا أنه كلما زاد عدد الأشخاص، زاد عدد الشقق التي يحتاجون إليها.
اقرأ أيضًا الأسعار في دبي ترتفع بعد أقل من عام على انكماش حاد عليها
0 تعليق