• بعض المستثمرين في الصين يعتقدون أن انخفاض الأسعار لن ينعكس على قيمة العملات المشفرة في المدى الطويل.
• على الرغم من الحظر المفروض على تداول العملات المشفرة في الصين، استطاع بعض المستثمرين ايجاد طرقًا للتداول على المنصات الأجنبية.

يبدو أن مستثمري العملات المشفرة في الصين، الذين تضرروا من الأسعار المتقلبة والقمع الذي تفرضه الدولة على عملة البيتكوين (Bitcoin)، غير مهتمين بالانهيار الأخير في سوق العملات المشفرة، حيث وصفه أحدهم بأنه “فشل” منظم في مقابلة مع صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست (South China Morning Post).

شهدت عملات البيتكوين (Bitcoin) والإيثريوم (Etherium)، وهما أكبر عملتين مشفرتين من حيث القيمة السوقية، انخفاضًا حادًا في قيمتها تراوح بين 30% إلى 40% الأسبوع الماضي، لتصل أسعار البيتكوين (Bitcoin) إلى حوالي 20.000 دولار أمريكي الأربعاء مقتربة من مستواها في ديسمبر\كانون الأول لعام 2020.

أوقفت منصة سليزيوس نتورك (Celsius Network) عمليات سحب العملات، في حين تزايدت المخاوف بشأن الصحة المالية لشركة كوينبيز غلوبال (Coinbase Global)، وهي بورصة عملات مشفرة أمريكية رئيسية كانت في السابق الوصي على عملات رقمية بقيمة وصلت إلى 256 مليار دولار أمريكي.

لكن بالنسبة لبعض المستثمرين الصينيين، فإن ما يراه الآخرون على أنه انهيار في السوق هو مجرد مشهد عابر.

سعر بيتكوين الأخير

قالت يانغ وينا، المستثمرة في الأصول المشفرة مثل البيتكوين والإيثر من الصين، أن هناك العديد من العوامل قصيرة المدى التي تسهم في انخفاض أسعار العملات المشفرة، بما في ذلك رد الفعل التنظيمي الناجم عن انهيار عملتي تيررا (TerraUSD) ولونا (Luna)، بالإضافة للغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت يانغ إن قيمة الاستثمارات المتعلقة بالعملات المشفرة لم تتغير على المدى الطويل.

كما قال العديد من الأعضاء الآخرين في مجتمع الأصول المشفرة الصيني للصحيفة أنهم ما زالوا متفائلين بشأن آفاق استثماراتهم.

قال جيريمي إتش إم تشو، مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ في (Chains.com): “حان الوقت للعودة إلى القيمة الأساسية”، يذكر أن تشينز دوت كوم (Chains.com) هي منصة للعملات المشفرة والأصول غير القابلة للاستبدال (NFT) لها موظفين حول العالم.

وفي تعليق لأحد مستثمري رأس المال الاستثماري ممن ركزوا على العملات المشفرة وتطوير الجيل الثالث منا الإنترنت Web3، والذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية مناقشة تداول العملات المشفرة بسبب حظرها في الصين، قال: “كنا في فقاعة ضخمة [قبل الانهيار] وكانت الصناعة بأكملها شديدة الانفعال”.

مضيفًا: “أنا أحب تمامًا ما يسمى بـ “السوق الدب”. إنه وقت جيد للبناء والاستثمار في الصناعة”.

حظرت الصين في عام 2017 العروض الأولية للعملات، والعروض الأولية للعملات هي نوع من جمع الأموال يسمح للشركات ببيع عملة رقمية جديدة دون المرور بأسواق رأس المال التقليدية.

وبعد أربع سنوات من حظر 2017، مددت الدولة الحظر إلى جميع المعاملات المتعلقة بالعملات المشفرة، مع تعرض الشركات التي تقوم بالمعاملات للمساءلة أكثر من تعرض الأفراد لذلك، بحسب الإرشادات الصادرة عن البنك المركزي الصيني في عام 2021.

ولكن بانهيار كل من تيررا (TerraUSD) ولونا (Luna) الشهر الماضي، انتقدت وسائل الإعلام الحكومية الصينية قرار الحكومة المركزية بحظر تداول مثل هذه الأصول.

على الرغم من الحظر، فإن الصين قد يكون لديها مجتمع كبير ومتزايد من مستثمري العملات المشفرة، والذين عادة ما يكون لديهم إمكانية الوصول إلى حسابات بنكية أجنبية وبالتالي التداول عبر منصات مثل كوينبيز (Coinbase) وباينانس (Binance) بمساعدة شبكة خاصة افتراضية، وهو نوع من الخدمات يساعد مستخدمي الإنترنت على تجاوز “جدار الحماية العظيم”، الجدار الذي يعد نظام الرقابة الأكثر تطورًا في العالم.

عندما فقد عديد من موظفي شركات التكنولوجيا الكبيرة وظائفهم الشهر الماضي نتيجة للإغلاقات في الصين، كان بعض العاملين في صناعة التكنولوجيا التقليدية يستكشفون فرصًا في ويب 3 (Web3-) والتي تشير إلى التكرار التالي للإنترنت استنادًا إلى تقنيات البلوك تشين (blockchain) بحسب شوياو كونغ الكاتب في ديكريبت (Decrypt).

وأضافت يانغ وينا: “شخصيًا، ما زلت أتوقع انتعاشًا من القاع، والذي ربما لم يأت بعد لأنه سيستغرق وقتًا”.

كما حذرت مستثمري التجزئة قائلة: “يجب على مستثمري التجزئة توخي الحذر في قراراتهم المالية، خاصة وأن السوق يمر بجولة أخرى من الانهيار”.

اقرأ أيضاً وول ستريت تتنبأ بركود عقب الارتفاع الاستثنائي في أسعار الفائدة.

المصدر: ساوث تشاينا مورنينغ بوست.