على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية، تحولت تسلا (Tesla) من شركة ناشئة غامضة إلى شركة شهيرة. قامت الشركة بمفردها بترويج السيارات الكهربائية للجماهير، وبدأت تحركًا سرعان ما اجتذب طوفانًا من المنافسة. جلب بعض المنافسين الجدد معهم موصلات مختلفة للشحن، حيث تريد كل شركة جعل موصلها هو الموصل القياسي للصناعة.
ويبدو أن تسلا (Tesla) هي من كسبت المنافسة خلال الشهر الماضي. كانت شركة فورد (Ford) هي أول من أعلن عن الانضمام إلى شبكة الشحن الفائق (Supercharger Network) الخاصة بتسلا (Tesla) واعتماد موصل الشحن القياسي لأمريكا الشمالية (NACS) الخاص بالشركة. وسرعان ما تبع ذلك بيان مماثل صادر عن جنرال موتورز (General Motors GM). كذلك انتشرت يوم الثلاثاء أخبار مفادها أن ريفيان (Rivian) ستنضم إلى شبكة الشحن الفائق (Supercharger Network) الخاصة بتسلا (Tesla).
بالنظر إلى التحرك الذي لا يمكن إنكاره الذي يحدث أمام أعيننا، هل أصبح من المحتوم تقريبًا أن شركات السيارات الأخرى ستحذو هذا الحذو؟ لقد قدمت عدة تقارير حديثة بعض الأدلة على ذلك.
يعد نظام الشحن من تسلا (Tesla) أكبر شبكة من هذا القبيل في العالم، حيث يشمل أكثر من 45,000 شاحن فائق، مع ما يقرب من 17,000 منفذ شحن في محطات الشحن في الولايات المتحدة، يمكن أن توفر – في المتوسط – شحنًا أسرع، حيث تضيف أكثر من 200 ميل من نطاق القيادة خلال 15 دقيقة شحن فقط حسب موقع الشركة. كما أن أجهزة الشحن الخاصة بها أكثر موثوقية، وهو عامل أشارت كل من فورد (Ford) وجنرال موتورز (GM) وريفيان (Rivian) في بياناتهم الصحفية أنه أثر على قرارهم بالانضمام.
علاوة على ذلك، تمثل شبكة تسلا (Tesla) ما يقرب من 60% من أجهزة الشحن السريعة في البلاد، وفقًا لرويترز، مما سيزيد بشكل كبير من توفر – والوصول إلى – أجهزة الشحن لسيارات الشركات الأخرى.
إن انضمام الشركتين اللتين تحتلان المركز الثاني (جنرال موتورز (GM)) والثالث (فورد (Ford)) كأكبر الشركات من حيث المبيعات في البلاد – بالإضافة إلى منافس رفيع المستوى – إلى شبكة الشحن يعد بمثابة طفرة لشركة تسلا (Tesla)، وتشير التقارير الأخيرة إلى أنه قد يكون هناك المزيد من الشركات التي ستنضم.
كشفت هيونداي موتور (Hyundai Motor) يوم الثلاثاء أنها تفكر أيضًا في الانضمام للشبكة. في يوم المستثمرين الخاص بالشركة، قال الرئيس والمدير التنفيذي للشركة جي هون تشانغ أن شركة هيونداي (Hyundai) تقيّم إمكانية الانضمام إلى شبكة تسلا (Tesla)، على الرغم من أنه أشار إلى عقبة معينة، حيث أشار تشانغ إلى أن سيارات هيونداي (Hyundai) يمكنها حاليًا الشحن على أجهزة الشحن الخاصة بها بسرعة أكبر من تلك الموجودة في سيارات تسلا (Tesla). وقال تشانغ “هذا ما سندرسه من منظور الزبون”.
تم تجهيز أحدث سيارات هيونداي (Hyundai) الكهربائية بأنظمة كهربائية بقوة 800 فولت تسمح بشحن أسرع، بينما يستخدم نظام تسلا (Tesla) جهدًا أقل، مما يؤدي إلى بطء وقت الشحن لسيارات هيونداي (Hyundai).
حققت تسلا (Tesla) نصرًا كبيرًا آخر هذا الأسبوع، ولكن هذه المرة في تكساس، حيث موقع مقرها الرئيسي وحيث يقع مصنعها غيغافاكتوري (Gigafactory) لتصنيع السيارات. أعلنت إدارة النقل في تكساس أنها تدعم معيار تسلا (Tesla). وقالت الإدارة أنها ستطلب من جميع شركات الشحن تضمين موصل تسلا (Tesla) – جنبًا إلى جنب مع الموصلات القياسية الحالية لنظام الشحن المشترك (CCS) – من أجل التأهل لبرنامج تكساس لجلب أجهزة الشحن إلى الطرق السريعة بالولاية باستخدام الأموال الفيدرالية، وفقًا لتقرير رويترز.
قالت إدارة النقل في تكساس في بريد إلكتروني: “إن قرار فورد (Ford) وجنرال موتورز (GM)، والآن ريفيان (Rivian) بتبني متطلبات الشحن القياسي في أمريكا الشمالية المتغيرة للمرحلة الأولى. كل منفذ شحن سريع للتيار المباشر (DC) سيكون مطلوبًا أن يكون لديه موصل نظام الشحن المشترك واحد وموصل واحد للشحن القياسي في أمريكا الشمالية “.
يمكن أن يؤدي هذا التطور إلى زيادة الضغط على الدول الأخرى – وشركات صناعة السيارات – لاعتماد معيار الشحن القياسي لأمريكا الشمالية الخاص بتسلا (Tesla).
من ناحية أخرى، ستستفيد تسلا (Tesla) بشكل خاص من إتاحة شبكة الشحن الفائق (Supercharger Network) الخاصة بها لشركات صناعة السيارات الأخرى.
بصرف النظر عن جعل شبكتها معيار للصناعة، ستتنافس الشركة على نصيبها من مليارات الدولارات من الإعانات الفيدرالية، حيث يمكن أن تتلقى تسلا (Tesla) ما يصل إلى 7.5 مليار دولار من باب المجاملة من إدارة بايدن إذا جعلت شبكتها في متناول السيارات الكهربائية التي تنتجها شركات صناعة السيارات الأخرى.
هناك أيضًا إمكانية لكسب الشركة مليارات الدولارات من إيرادات شحن المركبات الكهربائية الإضافية في السنوات القادمة، على الرغم من اختلاف التقديرات.
يشبه دان آيفز المحلل في ويدبوش (Wedbush) شبكة تسلا (Tesla) بأمازون ويب سيرفيسيز (Amazon Web Services AWS)، مشيرًا إلى قرار أمازون (Amazon) بفتح خدمة البنية التحتية السحابية لرد مدفوعات العملاء في عام 2006، بعد أن كانت قد طورت أدوات السحابة الخاصة بها في الأساس للاستخدام الداخلي.
كتب آيفز: “بالنسبة إلى تسلا (Tesla)، نعتقد أن هذه فرصة كبيرة لتحقيق دخل للشركة من خلال شبكة الشحن الفائق”. ويتوقع آيفز أن تدر صفقات تسلا (Tesla) مع جنرال موتورز (GM) وفورد (Ford) 3 مليارات دولار إضافية كعائدات من شحن السيارات الكهربائية “على مدى السنوات القليلة المقبلة” على حد قوله. كما يمكن أن ينمو هذا الرقم مع تزايد عدد الصفقات.
توصل أليكس بوتر المحلل بايبر ساندلر (Piper Sandler) إلى استنتاج مماثل، حيث قدّر أن عائدات الشحن من مستخدمي الشبكة الجدد يمكن أن تضيف 3 مليارات دولار سنويًا إلى خزينة تسلا (Tesla) بحلول عام 2030، مع زيادة هذا المبلغ إلى 5.4 مليار دولار بحلول عام 2032.
بالنظر إلى الاتجاه المستمر، يبدو أنه لا مفر أما شركات السيارات الأخرى سوى الانضمام إلى شبكة تسلا (Tesla)، وهذا سيساعد على زيادة نموها المستقبلي.
اقرأ أيضًا البنك الوطني السويسري يدعو إلى اتخاذ إجراءات جديدة بعد انهيار بنك كريدي سويس