كانت اللحظة الفارقة التي وضعت ستيفن تشان في طريقه إلى ريادة الأعمال قبل 12 عامًا عندما كان يخربش المعادلات الرياضية على دفاتر ملاحظات ورقية غير محكمة في جامعة كوينزلاند. كانت أبل (Apple) قد أطلقت حينها الجهاز اللوحي آي باد (iPad) حديثًا، ولكن استخدامه لم يتطابق مع شعور وضع القلم على الورق.

حينها قرر تشان – الذي كان يسعى للحصول على شهادة في الرياضيات – إنشاء تطبيقه الخاص من الصفر. تعلم تشان الترميز منذ 10 سنوات وعمل تشان خلال ساعات نومه لإنشاء ما كان يأمل أن يكون أفضل تطبيق للتعرف على الأحرف المكتوبة بخط اليد والخربشات وحتى المعادلات الرياضية.

قال تشان في مقابلة مع صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست (South China Morning Post): “كان لدي اعتقاد بأن ربط القلم والورق إلى العالم الرقمي كان شيئًا أساسيًا”، مضيفًا أنه اشترى أكوامًا من دفاتر الملاحظات من العلامة التجارية مولسكين (Moleskine) لإرضاء هوسه بتقليد لون الصفحات في تطبيقه.

كانت النتيجة هي غود نوتس (GoodNotes). غود نوتس (GoodNotes) هو تطبيق مجاني التنزيل يستخدمه كل شهر أكثر من 15 مليون عميل نشط، يدفع كل منهم 7.99 دولارًا أمريكيًا لمرة واحدة لفتح جميع التعليقات التوضيحية والتعرف على خط اليد والميزات التنظيمية. إنه تطبيق الإنتاجية الأعلى ربحًا في الولايات المتحدة وهونغ كونغ والصين، وفقًا لسيميلرويب (SimilarWeb) لمراقبة التحركات عبر الإنترنت.

توظف غود نوتس (GoodNotes) التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها أكثر من 100 موظف على مستوى العالم، ويعمل 40 منهم في مكتب مفتوح التخطيط في منطقة تسم شا تسوي. يحصل الموظفون على وجبات الطعام اليومية ورحلات مجانية من أوبر (Uber) كميزة إضافية من مقر تشان.

قال تشان: “إذا كنت تستطيع تحمل التكاليف، فعليك أن تفعل الأفضل للأشخاص الذين توظفهم. فهم من يبنون الشركة.”

يعمل الموظفون الذين يرتدون ملابس غير رسمية على محطات عمل قائمة مع شاشات فائقة الدقة مقاس 49 بوصة في مكتب يتميز بزاوية – كاملة مع الآلات الموسيقية – للتشويش المرتجل من قبل الموسيقيين كل يوم ثلاثاء.

جمعت الشركة 6 ملايين دولار أمريكي من التمويل الأولي في عام 2020 من ريس كابيتال (Race Capital) وهو صندوق تمويل من وادي السيليكون أسسه ألفريد تشانغ. في نفس العام توسعوا أيضًا في المملكة المتحدة، وافتتحوا مكتبًا في لندن وصل إلى 30 موظفًا من ستة موظفين أوليين.

وقالت شركة غود نوتس (GoodNotes) في المدونة الخاصة بمكتبها: “لندن هي مركز عالمي رئيسي للتكنولوجيا. نحن متحمسون لترك بصمتنا في النظام البيئي التكنولوجي هنا بينما ننمو ونصل إلى مجموعة أكثر تنوعًا من المواهب أيضًا. ثانيًا، لندن تتحدث الإنجليزية، وهي لغتنا الأساسية في العمل. وأخيرًا، فإن تداخل المنطقة الزمنية مع هونغ كونغ يجعلها موقعها أكثر ملاءمة أيضًا”.

قال تشان إن النجاح لم يكن دائمًا سهلاً. بصفته المطور الوحيد بدون أي رأس مال وخبرة تسويقية واتصالات، قال تشان أنه لم يكن متأكد من استدامة التطبيق على المدى الطويل. عندما أطلقت أبل (Apple) القلم الخاص بها (Apple Pen) في عام 2015، أدرك تشان أنه بحاجة إلى تكوين فريق لمواكبة الزيادة المتوقعة في الطلب على تطبيقه.

عمل تشان في السنوات الأولى على تحقيق عائدات من مبيعات التطبيقات بدون أي مساعدة خارجية، واعتمد على الكلام الشفهي على وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات عبر الإنترنت لتعزيز مكانته في السوق.

وقال: “كانت السنوات القليلة الأولى مثل وضع البقاء على قيد الحياة”. وأضاف أن النجاح المبكر يرجع إلى أصالة التجربة، مؤكداً التزامه بتجربة مستخدم جيدة.

يشكل الطلاب الآن غالبية مستخدمي غود نوتس (GoodNotes) حيث يمثلون 70% من المستخدمين ككل في المتوسط ​​وما يصل إلى 90% في الصين فقط. قرر تشان اعتماد نموذج الدفع لمرة واحدة لتجنب إثقال كاهل المستخدمين برسوم اشتراك شهرية متكررة.

وقال أن التحدي الأكبر جاء عندما انتقل من كونه مطور وحيد إلى قائد الفريق. قال تشان، الذي وصف نفسه بأنه “انطوائي” أنه غير متأكد من كيفية تفويض الأدوار والمسؤوليات.

هدف تشان التالي هو تطوير التطبيق من وظيفة بسيطة لتدوين الملاحظات إلى منصة أكبر لمشاركة الملاحظات. حاليًا تعتبر هذه الخطوة في مرحلة تجريبية مغلقة أو اختبار داخلي. يأمل تشان إطلاق الإصدار الجديد من غود نوتس (GoodNotes) في وقت ما من عام 2023.

قال تشان إن رواد الأعمال الشباب في هونغ كونغ الذين يتطلعون إلى محاكاة نجاح غود نوتس (GoodNotes) لا ينبغي تخويفهم من الوقت والجهد واللذين بذلهما هو شخصيًا في قيادة غود نوتس (GoodNotes) إلى ما هي عليه اليوم.

قال: “يجب أن تعمل على حل مشكلة أنت شخصيًا متحمس لها حقًا حتى تفكر على المدى الطويل. ربما في غضون بضع سنوات لا يمكنك أن ترى فرقًا، ولكن ربما في مقياس زمني مدته 10 سنوات، قد يكون الفرق كبيرًا”.

اقرأ أيضًا لن تقوم الهند بتقييد مبيعات الهواتف الذكية الأجنبية منخفضة التكلفة

المصدر: ساوث تشاينا مورنينغ بوست