بعد بدء الأزمة المصرفية في مارس / آذار، تساءل الكثيرون عما إذا كانت شركة بيركشاير هاثاواي (Berkshire Hathaway) التابعة لوارن بافيت ستستفيد من عمليات البيع المكثفة في هذا القطاع وتشتري أسهم البنوك.

في حين أن بيركشاير (Berkshire) لم تنفذ الكثير من عمليات الشراء في شهر مارس / آذار وباعت بالفعل بعض ممتلكاتها المصرفية منذ فترة طويلة، إلا أن الشركة قامت بشراء أسهم شركة بطاقات الائتمان كابيتال وان فاينانشال (Capital One Financial) . اشترت بيركشاير (Berkshire) أكثر من 9.92 مليون سهم، والتي تقدر قيمتها حاليًا بأكثر من 903 مليون دولار.

على مدار العام الماضي، باع كثير من المستثمرين أسهم كابيتال وان (Capital One)، استعدادًا للركود وقلقًا بشأن خسائر القروض المرتفعة. في حين أن الأزمة المصرفية أثارت مخاوف بشأن السيولة، مع تأمين 78% من ودائع كابيتال وان (Capital One) من قبل الهيئة الفيدرالية للتأمين على الودائع ومع وجود قاعدة ودائع للمستهلكين في الغالب، لا يوجد مخاوف بشأن السيولة في الشركة، على الرغم من توقع باستمرار ارتفاع تكاليف الودائع هذا العام.

إن الشاغل الأكبر هو حقًا ما إذا كانت الشركة قادرة على إدارة الائتمان بشكل فعال خلال الركود، والذي قد ينتهي به الأمر إلى أن يكون ركودًا شديدًا. خلال الربع الأول، من المؤشرات الجيدة على خسائر القروض، معدل صافي الخصم على بطاقات الائتمان، والذي يعبر عن الديون التي من غير المحتمل تحصيلها كنسبة مئوية من إجمالي قروض بطاقات الائتمان. ارتفع هذا المعدل من 3.27% إلى 4.06%. وقامت كابيتال وان (Capital One) ببناء إجمالي احتياطياتها لخسائر القروض بنحو 1.1 مليار دولار في الربع.

قال ريتشارد فيربانك الرئيس التنفيذي لشركة كابيتال وان (Capital One) في مكالمة أرباح الشركة أن الإدارة تعتقد أن معدل الخصم الشهري سيصل إلى مستويات ما قبل الوباء بحلول منتصف هذا العام. لم يحاول فيربانك أن يجعل الأشياء جيدة أيضًا، مما يشير إلى أن نسبة الاحتياطي يمكن أن تنمو من هنا وأن الائتمان يمكن أن يستمر في التدهور.

وقال: “لقد اعتدنا أن نرى أن فترات الائتمان الجيد بشكل غير طبيعي تتبعها فترات من سوء الائتمان والعكس صحيح. وكان أداء الائتمان الذي رأيناه خلال السنوات الثلاث الماضية غير مسبوق”.

بالنظر إلى معدل التضخم غير المسبوق، يتوقع فيربانك أن يشهد انخفاضًا في الدخل الحقيقي، مما قد يؤثر على جودة الائتمان بشكل منفصل عن ارتفاع معدلات البطالة، على الرغم من اعتراف فيربانك بأن هذا النوع من التضخم لم يُشاهد منذ حوالي أربعة عقود، لذلك من الصعب وضع نموذج له.

لكن فيربانك أشار أيضًا إلى أن خسائر الائتمان تاريخيًا تحاكي إلى حد ما معدل البطالة وأن مقاييس الائتمان الخاصة بكابيتال وان (Capital One) تميل إلى التقدم بمقدار ربع أو اثنين قبل الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، تباطأ نمو حالات التأخر في السداد لأكثر من 30 يومًا في محفظة بطاقات الائتمان في الربع الأول. فبعد ارتفاع 45 نقطة أساس (نقطة أساس واحدة = 0.01%) في الربع الرابع من عام 2022، ارتفعت حالات التأخر في السداد لأكثر من 30 يومًا بمقدار 22 نقطة أساس في الربع الأول.

تملك كابيتال وان (Capital One) أيضًا احتياطيات كافية حاليًا لتغطية الخسائر على 7.59% من محفظة بطاقات الائتمان الخاصة بها، مما يؤدي إلى بناء احتياطي كبير جدًا من حيث صافي معدل الخصم الآن.

من الواضح أن لا أحد يعرف بالضبط ما الذي سيحدث مع الاقتصاد، وهو الأمر الذي يجعل شراء أسهم شركة تمويل استهلاكي أمرًا مخيفًا في الوقت الحالي، خاصةً وأن كابيتال وان (Capital One) تقرض الكثير من المقترضين الرهون العقارية عالية المخاطر. لكن بالتأكيد إذا ارتفعت البطالة إلى 5%، فإن كابيتال وان (Capital One) على استعداد جيد للتعامل مع الخسائر. تتمتع الشركة أيضًا بمركز رأسمالي قوي، مما يسمح لها بالصمود أمام بعض الأحداث غير المتوقعة، وإن لم يكن ذلك بدون التأثير على الأرباح.

أعتقد أيضًا أن بافيت والفريق في بيركشاير من المعجبين بفريق إدارة كابيتال وان (Capital One)، الذي كان يعمل في مجال بطاقات الائتمان منذ عقود والذي نجح في اجتياز فترات ركود متعددة.

ستكون هناك دائمًا مخاطرة في الاستثمار في الائتمان الاستهلاكي قبيل ركود محتمل، لكن سهم كابيتال وان (Capital One) يتم تداوله الآن بنسبة 87% فقط من قيمته الدفترية الملموسة أو صافي ثروته، والتي يتم تداول أسهم البنوك بها، لذلك فقد تم تقدير كثير من المخاوف، لذلك هناك فرصة للاستثمار مع بافيت.

اقرأ أيضًا هل تهدد أبل شركات التكنولوجيا المالية؟

المصدر: ذا موتلي فول