أعلنت أكبر شركة لتكرير الكوبالت في الصين تشجيانغ هوايو كوبالت (Zhejiang Huayou Cobalt) أنها ستكمل مصنعًا لمعالجة الليثيوم في زيمبابوي بحلول نهاية العام، ومن المتوقع تسليم الدفعة الأولى من المعدن في أوائل عام 2023.
قال المتحدث باسم تشجيانغ هوايو كوبالت (Zhejiang Huayou Cobalt) المدرجة في بورصة شنغهاي: “سيبدأ الإنتاج التجاري في مشروع أركاديا ليثيوم (Arcadia Lithium) في الربع الأول من عام 2023”.
اشترت هوايو كوبالت (Huayou Cobalt) منجم الليثيوم أركاديا (Arcadia) من شركة بروسبكت ريسورسز (Prospect Resources) المدرجة في أستراليا وحصص الأقلية الزيمبابوية في ديسمبر / كانون الأول مقابل 422 مليون دولار أمريكي.
قالت الشركة التي تقوم بتصنيع البطاريات أنها تستثمر 300 مليون دولار أمريكي لتطوير المنجم بهدف توسيع الإنتاج لسوق السيارات الكهربائية.
وقالت شركة هوايو كوبالت (Huayou Cobalt) أنها تجري دراسات جدوى لمعرفة ما إذا كان يمكن تحسينها وإضافة قيمة إلى منتج الليثيوم محليًا قبل تصديره.
وصرح متحدث عبر البريد الإلكتروني: “مع ذلك، نحن مدركين أن هناك عددًا من الشروط والمتطلبات اللازمة للاضطلاع بإنتاج البطاريات، وهي ليست متوفرة بعد في إفريقيا بشكل عام، وزيمبابوي بشكل خاص”.
يعتبر منجم أركاديا (Arcadia) – الذي يقع بالقرب من العاصمة هراري – واحدًا من أكبر موارد الليثيوم الصخرية الصلبة في العالم. الليثيوم هو معدن أبيض فضي، ويوجد طلب كبير عليه بسبب استخدامه في بطاريات أيونات الليثيوم القابلة لإعادة الشحن التي تشغل السيارات الكهربائية أو الألواح الشمسية.
عندما اشترت هوايو كوبالت (Huayou Cobalt) حصة شركة بروسبكت (Prospect) في المنجم، كان أحد الشروط من حكومة زيمبابوي هو أن تقوم الشركة بمعالجة المعدن محليًا لصنع بطاريات أيونات الليثيوم. ومع ذلك، قالت الشركة أنها ستقوم في المرحلة الأولى بمعالجة تركيزات الخط الأول من الليثيوم من الإسبودومين والبتلايت كمركزات وتصدرها.
قال هوايو كوبالت (Huayou Cobalt): “لن نقوم بتصدير خام أولي. الليثيوم هو أحد المدخلات العديدة اللازمة لإنتاج البطاريات – ولا نتمتع بإمكانية الوصول إلى جميع البطاريات الأخرى في نفس الوقت. في المرحلة الثانية من عملنا هنا، نستهدف إنتاج كبريتات الليثيوم، وهذا بقدر ما نراه ممكنًا في ظل الظروف المحلية حتى الآن”.
في عام 2019، حددت حكومة زيمبابوي هدفًا طموحًا لزيادة عائدات قطاع التعدين بأكثر من أربعة أضعاف إلى 12 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023. كما تقدر الحكومة أنها ستربح 500 مليون دولار أمريكي من صادرات الليثيوم، بدءًا من العام المقبل. في العام الماضي، حققت الدولة 5.7 مليار دولار أمريكي من صادرات المعادن، ارتفاعًا من 3.2 مليار دولار أمريكي في العام السابق.
من ناحية أخرى، صرحت هوايو كوبالت (Huayou Cobalt) لوكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا (Xinhua) هذا الشهر بأنها “ستقوم بتعدين 4.5 مليون طن من الخام التي ستتم معالجتها لإنتاج حوالي 400 ألف طن من المركزات وسيتم تصديرها كلها”.
نقلت شينخوا عن تريفور بارنارد نائب المدير العام لشركة بروسبكت ليثيوم زيمبابوي (Prospect Lithium Zimbabwe) قوله أن زيمبابوي بمواردها الكبيرة من الليثيوم لعبت دورًا مهمًا في سلسلة قيمة الليثيوم، وبالتالي في سلسلة قيمة الطاقة المتجددة.
قالت شركة هوايو كوبالت (Huayou Cobalt) إنها ستوظف 1000 عامل بشكل مباشر عند الوصول لذروة الإنتاج، وأن معظمهم سيكونون من زيمبابوي.
وقالت الشركة: “مشروعنا يخلق مئات الوظائف في جميع المستويات، والأهم من ذلك أنه يفيد السكان المحليين الذين أعطيناهم الأولوية لفرص العمل”، مضيفةً أنه كان يخلق وظائف بشكل مباشر وغير مباشر في قطاع التعدين الكبير في زيمبابوي.
شهدت زيمبابوي اندفاعًا في مجال الليثيوم، حيث قامت العديد من الشركات الصينية بعمليات استحواذ بملايين الدولارات لتأمين إمدادات الليثيوم وسط السباق العالمي نحو التحول إلى الطاقة الخضراء. يقال أن زيمبابوي تمتلك أكبر احتياطي من الليثيوم في إفريقيا وخامس أكبر احتياطي في العالم.
ومع ذلك، ظلت هذه الموارد غير مستغلة إلى حد كبير بسبب نقص الاستثمار في البلاد، التي تأثرت بالعقوبات التي تعرضت لها البلاد لعقدين من قبل الدول الغربية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان ومصادرة الأراضي من المزارعين البيض.
إلى جانب هوايو كوبالت (Huayou Cobalt)، أعلنت مجموعة تشاينا نون فيروس ميتال ماينينغ غروب (China Nonferrous Metal Mining Group) التي تديرها الدولة في فبرير / شباط أنها ستستحوذ أيضًا على مشروع الليثيوم في زيمبابوي. وقد دفعت 180 مليون دولار أمريكي من خلال شركة سينومين ريسورس غروب (Sinomine Resource Group) التابعة لها، لشركة بيكيتا مينرالز (Bikita Minerals)، أقدم منتج لليثيوم في البلاد.
في العام الماضي أيضًا، أنفقت شركة تشينغ شين (Chengxin Lithium Group) المنتجة لمواد الليثيوم والمدرجة في سوق شينتشن المالية 77 مليون دولار أمريكي على صفقة تشمل حقوق التعدين في مشروع منجم سابي ستار ليثيوم تانتالوم (Sabi Star lithium tantalum) غير المسكتشف إلى حد كبير في شرق زيمبابوي، والذي وصفته الشركة بأنه “وجهة استثمارية جذابة لشركات الطاقة الصينية الجديدة” التي تتطلع إلى زيادة احتياطيات الليثيوم.
برزت جمهورية الكونغو الديمقراطية أيضًا كمصدر رئيسي للمواد الخام لبطاريات السيارات الكهربائية. تعد الكونغو أكبر مصدر في العالم للكوبالت، وهو مكون أساسي لبطاريات السيارات الكهربائية والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. تأخذ الصين، أكبر صانع لبطاريات أيونات الليثيوم في العالم، معظم الكوبالت الخاص بها من جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي توفر أكثر من 70% من الكوبالت في العالم.
يقول مارتن جاكسون كبير محللي معادن البطاريات في شركة استشارات السلع سي آر يو غروب (CRU Group) أن تأمين المواد الخام لإنتاج البطاريات والمركبات الكهربائية أصبح أمرًا بالغ الأهمية في دعم استراتيجيات الشركات المصنعة للمعدات الأصلية.
وأضاف: “بدون ذلك، قد يؤدي النقص في المستقبل إلى زيادة غير متناسبة في تكلفة إنتاج السيارات الكهربائية، أو إلى تقييد الإنتاج، كما رأينا في حالة نقص أشباه الموصلات”.
ومع ذلك، فسيكون أثر ليثيوم زيمبابوي محدودًا على السوق في البداية عندما يبدأ الإنتاج العام المقبل، وفقًا لجاكسون.
وقال: “طاقته ستكون أقل من نصف في المائة من إنتاج العام المقبل وسيستغرق الأمر وقتا أيضا لزيادة الإنتاج”.
يقول كريس بيري رئيس شركة هاوس ماونتن بارتنرز (House Mountain Partners) الاستشارية للسلع الأساسية في نيويورك أن الصين أثبتت أنها محايدة فيما يتعلق بالمصدر الجغرافي للليثيوم ومعادن البطاريات الأخرى.
وقال بيري: “بالنظر إلى التوتر الجيوسياسي بين كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، فمن المنطقي أن تتدفق الاستثمارات الصينية في معادن البطاريات إلى أجزاء أخرى من العالم، مثل زيمبابوي”.
وقال أن الليثيوم الذي يتم الحصول عليه من زيمبابوي لن يكون له تأثير مادي على سوق الليثيوم على الأرجح، ولكن هناك حاجة ماسة إلى أي بطارية ليثيوم يمكن إنتاجها في السنوات القادمة.
وأضاف: “لا يهم حقًا ما إذا كنا نتحدث عن الليثيوم أو الكوبالت، فالصينيون سوف يهيمنون على إنتاج الكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية لسنوات عديدة قادمة”.
أما كاميرون بيركس محلل الليثيوم في بينشمارك مينرال إنتلجينس (Benchmark Mineral Intelligence) فقد قال أن هناك عجزًا بين العرض والطلب العالميين على الليثيوم.
وقال: “قد يستغرق الأمر عشرات السنين من الاسكتشاف إلى التعدين. لذلك، إذا كان بإمكانك الحصول على مشاريع أكثر تقدمًا وكانت السرعة مطلوبة، فهذه ميزة لك. وفي هذه الحالة، السرعة مطلوبة بالتأكيد”.
وأضاف أن زيمبابوي لديها عدد من مشاريع المرحلة المتقدمة التي لم يتم تطويرها في منتصف المرحلة المتقدمة، بالإضافة إلى نظام حكومي وتنظيمي ودود مع المستثمرين الصينيين.
0 تعليق