أصبح الجميع يعرف أن برنامج الضمان الاجتماعي يمر بمأزق. ولقد أعلن أمناء البرنامج مؤخرًا أن برنامج الضمان الاجتماعي سيصبح معسراً في مدة تقل عن التوقعات السابقة بعام كامل.

يدرك الرئيس أيضًا أنه يجب القيام بشيء ما للحفاظ على برنامج الضمان الاجتماعي. وعلى الرغم من أن إدارته لم تقترح إصلاحات كبيرة في برنامج الضمان الاجتماعي حتى الآن، إلا أن جو بايدن يريد إجراء تغيير كبير في برنامج الضمان الاجتماعي بناءً على تصريحاته السابقة.

عندما قام بايدن بحملة لمنصب الرئيس في عام 2016، اقترح عدة زيادات في المزايا لمتلقي الضمان الاجتماعي. على سبيل المثال، أراد تعزيز الفوائد لكبار السن من الأمريكيين الذين تقاعدوا لمدة 20 عامًا على الأقل. كما سعى إلى زيادة الحد الأدنى من المزايا والسماح للأزواج الباقين على قيد الحياة بالحصول على مزايا أعلى وإلغاء الجزاءات المفروضة على العاملين في القطاع العام.

ومع ذلك، كان أكبر تغيير في برنامج الضمان الاجتماعي في خطة بايدن هو مطالبة “الأمريكيين ذوي الأجور المرتفعة بشكل خاص بدفع نفس الضرائب على تلك المكاسب التي تدفعها أسر الطبقة المتوسطة”، مقترحًا زيادة سقف ضريبة الرواتب إلى 400,000 دولار من الحد الأقصى الحالي البالغ 160,200 دولار.

لم يطرح بايدن خطة تتضمن هذا التغيير منذ بداية فترته الرئاسية. ومع ذلك، فقد قام بتضمين فكرة مماثلة لبرنامج ميد كير (Medicare) في ميزانيته المقترحة لعام 2023. لقد دعا بايدن إلى زيادة ضريبية على جميع الأرباح السنوية التي تزيد عن 400,000 دولار للمساعدة في الحفاظ على برنامج الرعاية الصحية الفيدرالي.

آراء الأمريكيين

أظهر استطلاع أجراه مركز نورك لأبحاث الشؤون العامة التابع لأسوشيتد بريس (The Associated Press-NORC Center for Public Affairs Research) الشهر الماضي أن العديد من الأمريكيين يتفقون مع أفكار الرئيس. وعلى الرغم من أن هذا الاستطلاع لم يسأل على وجه التحديد عن رفع سقف ضريبة رواتب الضمان الاجتماعي، إلا أن الردود على الأسئلة الأخرى من المحتمل أن تجعل البيت الأبيض سعيدًا.

على سبيل المثال، يعارض 79% من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع تخفيض مزايا الضمان الاجتماعي. كما يعارض ثلاثة أرباع المشاركين رفع سن التقاعد الكامل من سن 67 إلى 70 عام. وهذا يتوافق جيدًا مع التزامات بايدن بمنع أي تخفيضات في الضمان الاجتماعي.

عندما تم سؤال المشاركين عن زيادة الضرائب على الأسر التي تجني أكثر من 400,000 دولار للمساعدة في دفع تكاليف الرعاية الطبية، فضل 58% من الأمريكيين الفكرة بينما كان 19% أخرى على الحياد. هذا لا يعني بالضرورة أن أعدادًا مماثلة من الأمريكيين ستفضل رفع سقف ضريبة الرواتب إلى 400,000 دولار للمساعدة في تمويل الضمان الاجتماعي. ومع ذلك، يبدو أن يعزز فرص الرئيس في الحصول على دعم شعبي في حال مضي قدمًا في الاقتراح.

كما بدت نتائج استطلاع آخر أجراه القائمين برنامج الاستشارة العامة (Program for Public Consultation PPC) بجامعة ميريلاند العام الماضي جيدة لموقف بايدن. لقد وجد الاستطلاع أن 81% من المشاركين أيدوا اقتراح تطبيق ضرائب الرواتب على جميع أنواع الدخل الذي يزيد عن 400,000 دولار لتمويل الضمان الاجتماعي. والأهم من ذلك، أن الفكرة حظيت بدعم من الحزبين، حيث أيدها 79% من الجمهوريين و88% من الديمقراطيين.

مزيد من التغييرات

في هذه المرحلة على الأقل، يبدو أن زيادة سقف ضريبة الرواتب هو أحد أكثر الإصلاحات احتمالية للمساعدة في الحفاظ على مزايا الضمان الاجتماعي. ومع ذلك، لن يكون هذا الاقتراح كافيًا من تلقاء نفسه لضمان ملاءة البرنامج على المدى الطويل.

تقدر إدارة الضمان الاجتماعي أن رفع سقف ضريبة الرواتب إلى 400,000 دولار بداية من عام 2024 سيعوض ما يقرب من 64% من النقص المتوقع في الضمان الاجتماعي. يقترب هذا التوقع من تقدير استطلاع برنامج الاستشارة العامة العام الماضي الذي وجد أن رفع سقف ضريبة الرواتب سيقلل من عجز البرنامج بنسبة 61%.

إن الخبر السار للمتقاعدين هو أن هناك الكثير من البدائل الأخرى المتاحة التي من شأنها أن تحول دون إفلاس برنامج الضمان الاجتماعي في عام 2034. كما أن قيام السياسيين من كلا الحزبين الرئيسيين بالتحدث على الأقل عن طرق للحفاظ على البرنامج هو أمر جيد.

على الرغم من أنه لم يتم التوصل إلى توافق بشأن أفضل الحلول حتى الآن، إلا أن وجود خطة من الحزبين لإصلاح الضمان الاجتماعي يمثل احتمال كبير.

ولكن حتى تحقق هذا الاحتمال، فإن أفضل شيء يفعله الأمريكيون الذين يقتربون من سن التقاعد هو الادخار قدر المستطاع والبحث عن طرق لزيادة دخلهم التقاعدي الإجمالي.

اقرأ أيضًا بروكتر آند غامبل تحقق نموًا في هامش الربح الإجمالي

المصدر: ذا موتلي فول