أقر الكونغرس مشروع قانون قد يحظر تيك توك (TikTok) ما لم تبيعه الشركة الصينية بايت دانس (ByteDance) في غضون عام. من شأن حظر تيك توك (TikTok) أن يهز مشهد وسائل التواصل الاجتماعي – ويؤثر على شركات مثل ميتا بلاتفورمز (Meta Platforms) وألفابت (Alphabet) – حتى مع احتمال قيام بايت دانس (ByteDance) بتحدي القانون في المحكمة.

إليك ما سيحدث بعد ذلك وكيف يمكن أن يحدث.

هل سيتم حظر تيك توك (TikTok) أو بيعها؟

لقد تم طرح حظر تيك توك (TikTok) من قبل في الكونغرس. وكان الإجراء الأخير مرتبطًا بحزمة مساعدات خارجية بقيمة 95 مليار دولار. وقد وافق عليه مجلس النواب يوم السبت، ووافق عليه مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء.

الحزمة متجهة الآن إلى مكتب الرئيس جو بايدن. وقال البيت الأبيض إن بايدن سيوقع مشروع القانون ليصبح قانونًا.

لن يحدث الحظر أو البيع القسري بسرعة. ويتطلب القانون من بايت دانس (ByteDance) تصفية تيك توك (TikTok) في غضون تسعة أشهر تقريبًا، على الرغم من أن الرئيس يمكنه تمديد الموعد النهائي لمدة 90 يومًا إذا كان يعتقد أن هناك تقدمًا نحو البيع. ويمكن أن ينطبق مشروع القانون أيضًا على التطبيقات الأخرى الموجودة في الصين إذا رأى الرئيس أنها تشكل تهديدًا للأمن القومي.

هل تستطيع بايت دانس (ByteDance) إيقاف ذلك؟

أشارت بايت دانس (ByteDance) إلى أنها ستحاول الطعن في القانون باعتباره غير دستوري، لكن تفاصيل التشريع تجعل من غير المرجح أن تتمكن الشركة من تأخير دخوله حيز التنفيذ لفترة طويلة.

أحد الأسباب هو أن مشروع القانون ينص على أن بايت دانس (ByteDance) أو الشركات الأخرى المتأثرة بمشروع القانون لديها 165 يومًا للطعن في القانون أو 90 يومًا للطعن في نتيجة مفادها أنه يجب عليها سحب استثماراتها. تذهب التحديات مباشرة إلى محكمة الاستئناف الأمريكية لدائرة العاصمة، بدلًا من محكمة أدنى درجة، مما يقلل بشكل كبير من مقدار الوقت الذي يمكن أن يقبع فيه القانون في السلطة القضائية.

وقال إد ميلز الذي يحلل سياسة واشنطن لصالح ريموند جيمس (Raymond James) إنه من خلال وضعه في دائرة العاصمة، منع الكونغرس أيضًا إمكانية رفع دعوى قضائية ضد تيك توك (TikTok) أو بايت دانس (ByteDance) في ولايات قضائية متعددة لمحاولة العثور على قاض يتفق معهم.

وقال ميلز: “لقد رأينا النظام القضائي يستخدم كأداة مراقبة ضخمة للتنظيم والكونغرس، لكن هذا يجعلها معركة شاقة كبيرة بالنسبة لـ تيك توك (TikTok)”. إن الحالة الأساسية للشركة هي أن تيك توك (TikTok)، على الأقل كما هي اليوم، لن تعمل بعد الآن في الولايات المتحدة في عام 2025.

ولم يستجب تيك توك (TikTok) لطلب التعليق. وبعد إقرار مشروع القانون في مجلس النواب، قالت الشركة إنه “سوف يسحق حقوق حرية التعبير لـ 170 مليون أمريكي ويدمر سبعة ملايين شركة ويغلق منصة تساهم بمبلغ 24 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي سنويًا”.

يمكن أن يجادل تيك توك (TikTok) بأن مشروع القانون ينتهك حماية حرية التعبير التي ينص عليها الدستور وأنه “مشروع قانون غير دستوري”، يستهدف شركة معينة بعقوبة دون محاكمة. استخدمت الشركة حججًا مماثلة لمحاربة قانون منفصل في ولاية مونتانا يحظر عليها دخول الولاية. وقد منع قاض فيدرالي مؤخرًا دخول هذا القانون حيز التنفيذ، قائلًا إنه من المحتمل أن ينتهك التعديل الأول للدستور.

كتب إسحاق بولتانسكي المحلل في بي تي آي جي (BTIG) في مذكرة بحثية: “معظم اتصالاتنا تصور هذه القضية على أنها قضية معقدة مع آراء منقسمة حول النتيجة، لكننا نميل إلى الاعتقاد بأن مشروع قانون سحب الاستثمارات / الحظر ستؤيده المحاكم”.

من هم المشترين المحتملين؟

لتجنب الحظر، يمكن أن تحاول بايت دانس (ByteDance) بيع تيك توك (TikTok)، ولكن من غير الواضح ما إذا كان من الممكن إتمام عملية البيع.

وتتمثل الصعوبة الأساسية في أنه سيتعين على الصين الموافقة على أي بيع لخوارزمية تيك توك (TikTok). في عام 2020 عندما كانت إدارة ترامب تدرس حظر تيك توك (TikTok)، أضافت الحكومة الصينية خوارزميات توصية المحتوى إلى قائمة مراقبة الصادرات الخاصة بها، مما جعل خوارزمية تيك توك (TikTok) في الأساس محظورة على المالك الأجنبي ما لم توقع الحكومة.

ويرى بعض المحللين أن ذلك يمثل عقبة رئيسية أمام البيع. وكتب محللو ويدبوش (Wedbush) بقيادة دانيال آيفز في مذكرة بحثية يوم الاثنين: “إذا سارت بايت دانس (ByteDance) في نهاية المطاف في طريق البيع القسري، فلا نرى أي فرصة لبيع تيك توك (TikTok) باستخدام الخوارزمية لأن بيجينغ (Beijing) وبايت دانس (ByteDance) لن تسمحا أبدًا بحدوث ذلك من وجهة نظرنا”.

وقال آيفز إن مايكروسوفت (Microsoft) وأوراكل (Oracle) سيكونان مشترين محتملين. كما قال وزير الخزانة السابق ستيفن منوشين إنه يشكل مجموعة مستثمرين لشراء الشركة.

من سيستفيد أو يتضرر من الحظر؟

إذا لم تتمكن بايت دانس (ByteDance) من بيع تيك توك (TikTok) أو لم ترغب في ذلك وتم حظر التطبيق، فسيحتاج 170 مليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي – بالإضافة إلى المعلنين في الشركة ومنشئي المحتوى – إلى العثور على منصة جديدة.

في الجزء العلوي من قائمة المنصات الأخرى المتاحة يوجد فيسبوك (Facebook) وانستغرام (Instagram) التابعين لميتا بلاتفورمس (Meta Platforms). تتنافس المقاطع القصيرة في أنستغرام (Instagram) على منشئي محتوى تيك توك (TikTok). حدد حوالي 60% من مستخدمي تيك توك (TikTok) أن فيسبوك (Facebook) أو أنستغرام (Instagram) هو البديل الأكثر احتمالًا لهم في حالة حظر تيك توك (TikTok)، وفقًا لاستطلاع أجرته ويدبوش (Wedbush).

وسيستفيد موقع يوتيوب (YouTube) أيضًا من أن حوالي 19% من مستخدمي تيك توك (TikTok) يعتبرون يوتيوب (YouTube) هو البديل الأكثر احتمالًا لهم، وفقًا لويدبوش (Wedbush). قال موقع يوتيوب (YouTube) في شهر مارس / آذار إن منافس تيك توك (TikTok) وهو یوتیوب شورتس (YouTube Shorts) لديه متوسط مشاهدة يومي 70 مليار وأن ربع القنوات في برنامجه الشريك يحقق الدخل من المحتوى من خلال مقاطع الفيديو القصيرة.

يعد تعرض أوراكل (Oracle) أكثر تعقيدًا. وكجزء من مبادرة تسمى بروجكت تكساس “Project Texas”، قالت تيك توك (TikTok) إنها أنشأت نسخة مستقلة من تطبيقها الموجود في خوادم أوراكل (Oracle) الموجودة في الولايات المتحدة. ولم تكشف الشركات عن المبلغ الذي أنفقته تيك توك (TikTok) على الخوادم. ولكن محللو يو بي إس (UBS) قالوا في مذكرة بحثية يوم الاثنين إن مصادرهم قدرت ذلك بنحو 650 مليون دولار سنويًا. وقالوا إن تأثير خسارة الإيرادات من المحتمل أن يكون قد تم تسعيره بالفعل في أسهم أوراكل (Oracle)، والتي انخفضت بنحو 10% خلال الشهر الماضي إلى 115 دولارًا.

لم تستجب أوراكل (Oracle) على الفور لطلب التعليق.

بشكل عام على الرغم من ذلك يمكن أن يكون زوال تيك توك (TikTok) في النهاية مكسبًا لشركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا هل تنجح سياسات الرئيس التنفيذي الجديد في سد الفجوة في تقييم شل؟

المصدر: بارونز