استمرارًا لعمليات البيع المكثفة التي حدثت الأسبوع الماضي بسبب الفشل والاستيلاء التنظيمي اللاحق على بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) التابع لمجموعة إس في بي فاينانشال غروب (SVB Financial Group)، تراجعت أسعار عديد من أسهم البنوك مرة أخرى يوم الاثنين. لقد تزايدت خسائر باك ويست (PacWest Bancorp) وفيرست ريبابليك بنك (First Republic Bank) مرة أخرى. كما امتد نطاق الخسائر اليوم ليشمل أيضًا كيانات أخرى أكبر. لقد انخفضت أسعار أسهم كل من بنك أوف أمريكا (Bank of America BofA) ويو إس (US Bancorp) بنسبة 3.3% و8.5% (على التوالي)، مع تزايد مخاوف المستثمرين من أن المزيد من البنوك قد تواجه نقص في رأس المال.

كما انخفضت أسهم شركة سينوفس فاينانشال (Synovus Financial) ووسيط بطاقات الائتمان سينكروني فاينانشال (Synchrony Financial) وشركة الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والإقراض ألي فاينانشال (Ally Financial) بنسبة 11.4% و9.1% و8.8% على التوالي اليوم، حيث اتسعت موجة القلق لتشمل جميع أنواع كيانات الإقراض.

إن الضعف الذي تظهره أسهم بنك أوف أميركا (BofA) وسينكروني (Synchrony) وغيرهم من المقرضين يوم الاثنين كان بسبب فشل بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank) الأسبوع الماضي. لقد اضطر البنك – على خلفية التضخم والضعف الاقتصادي وارتفاع أسعار الفائدة – إلى بيع ما قيمته 21 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية من أجل تلبية احتياجات السيولة.

اكتمل هذا البيع بخسارة، مما ترك للبنك أقل من 2 مليار دولار من رأس المال الذي يحتاجه.

فشلت خطط البنك المتعلقة بيع الأسهم لدعم النقص. وفي الوقت نفسه، قام العديد من عملائه – بما فيهم عديد من شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون – بتسريع سحب الأموال من البنك المتعثر، مما أدى إلى تفاقم مشاكل التمويل.

لكن نبرة البيع المكثف تتغير. اقتصر ضعف الأسبوع الماضي في الغالب على البنوك الصغيرة في كاليفورنيا مثل باك ويست (PacWest) وفيرست ريبابليك بنك (First Republic Bank). أما اليوم، فقد امتد البيع إلى الشريحة العليا من السوق وإلى المقرضين عبر الإنترنت والمؤسسات الأخرى المعرضة لخطر نقص رأس المال أو ببساطة تواجه مخاطر تخلف عن سداد القروض بمعدل أعلى من المتوسط​.

ماذا الآن؟

إن الأخبار المنتشرة متناقضة ومقلقة بشكل خاص للمستثمرين الذين عانوا من أزمة الرهن العقاري عام 2008. وعلى الرغم من أن الوضع الحالي غير مشابه لوضع 2008، إلا أن السبب الأساسي للبيع الآن هو نفسه كما كان حينها. قد تكون البنوك والمقرضون أكثر استدانة للتعامل مع المؤثرات الاقتصادية السلبية الحالية مثل التضخم المستمر وأسعار الفائدة المرتفعة نسبيًا. وقد أصبح من الصعب افتراص أن الأسماء الكبيرة مثل بنك أوف أمريكا (BofA) ويو إس (US Bancorp) أو سينكروني فاينانشال (Synchrony Financial) محصنة.

الأمر هو أن العديد من أسهم البنوك التي انخفضت اليوم في الواقع محمية بشكل جيد من مشاكل نقص رأس المال التي أدت إلى أزمة بنك سيليكون فالي (Silicon Valley Bank).

أما التراجع فهو بسبب مخاطر الثقة. لكن المخاطر التي تستحق القلق بشأنها لا تشمل الفشل التام للبنك أو نقص رأس المال. وذلك لأن أكبر البنوك في البلاد تخضع الآن بشكل منتظم لما يسمى “اختبارات الإجهاد” للتأكد من قدرتها على تحمل ظروف مثل تلك التي تواجهها الصناعة الآن دون الحاجة إلى مساعدة مالية لرأس مال جديد.

اجتاز كل من بنك أوف أمريكا (BofA) ويو إس (US Bancorp) أحدث اختبارات الإجهاد (التي يديرها الاحتياطي الفيدرالي) بشكل متباين.

يمكن للضعف الاقتصادي أن يعوق الطلب على القروض الجديدة أو جمع الأموال أو الاستثمار، مما يقوض الأرباح. ولكن بعد عمليات بيع هذه الأسهم، والتي كانت جارية منذ أوائل العام الماضي، تنعكس المخاطر بشكل أكبر في الأسعار.

يجب على المستثمرين المهتمين استخدام هذه التراجعات الحادة كنقطة للدخول. كما قال لطفي القروي المحلل في بنك غولدمان زاكس (Goldman Sachs) لموقع ياهو المالي (Yahoo! Finance): “نعتقد أن مخاطر العدوى من البنوك الصغيرة إلى الكبيرة بعيدة. … وبالمثل، فإن مخاطر حدوث عدوى رأس مال أو سيولة بين البنوك الكبيرة بعيدة أيضًا”. وأضاف القروي: “نحن نؤكد على توصيتنا بشأن القطاع وسنستخدم أي عمليات بيع كبيرة كفرصة لزيادة المخاطر”.

اقرأ أيضًا عمال فيات وفيراري في إيطاليا يحصلون على زيادة في الأجور تزيد عن 11%

المصدر: ذا موتلي فول