إن قيادة التحول تحت رقابة المستثمرين ليس أمرًا لضعاف القلوب. قالت مجموعة كيرينغ (Kering) الفرنسية الفاخرة يوم الثلاثاء إن المبيعات الفصلية لعلامتها التجارية الكبرى غوتشي (Gucci) من المرجح أن تنخفض بنسبة 20% تقريبًا عن العام الماضي، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 14% في سعر سهم المجموعة البالغة 49 مليار دولار. يشير الإعلان غير المتوقع – قبل شهر من النتائج المقررة للشركة – إلى أن تجديد دار الأزياء التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمان قد يكون أطول وأكثر تعقيدًا من المتوقع. وهذا يزيد من المخاطر بالنسبة لرئيس غوتشي (Gucci) الجديد جان فرانسوا بالوس.

تخوض غوتشي (Gucci) معركة التحول على عدة جبهات. أولًا، لا تزال معنويات المستهلكين في الصين سلبية. إن السوق الصينية هي الأكثر رغبةً لدى غوتشي (Gucci) والتي كانت تستحوذ على ما يقدر بنحو 30% من المبيعات السنوية. يشير استطلاع حديث أجراه بنك أوف أمريكا (BofA) إلى أن المستهلكين الصينيين يميلون أكثر إلى الإنفاق على تجارب مثل الوجبات الفخمة والعطلات أكثر من حقائب اليد والأحذية باهظة الثمن. وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لشركة غوتشي (Gucci)، التي كانت تعتمد في السابق بشكل كبير على المتسوقين الآسيويين الشباب المتقلبين.

ثانيًا، لا تزال عملية إعادة ضبط النمط الأكثر كلاسيكية التي صممها المصمم الجديد ساباتو دي سارنو – الذي تم تعيينه العام الماضي ليحل محل المدير الإبداعي اللامع أليساندرو ميشيل – غير مثبتة. وقالت كيرينغ (Kering) إن مجموعة دي سارنو – المتوفرة فقط في متاجر مختارة – تشهد “استقبالًا إيجابيًا للغاية”. ولكن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان الابتعاد عن الملابس والأحذية الفخمة التي سمحت لغوتشي (Gucci) بأن تصبح علامة تجارية تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار سيؤتي ثماره. في الوقت الحالي، بالوس عالق مع دي سارنو.

وأخيرًا، فإن الميزانية العامة لشركة كيرينغ (Kering) الممتدة إلى حد ما تحد من خياراتها بشكل أكبر. إن موجة الاندماج والاستحواذ الجريئة – التي تضمنت شراء شركة كريد (Creed) بقيمة 3.5 مليار يورو وحصة في دار الأزياء فالنتينو (Valentino) – تجعل من الصعب جذب المستثمرين من خلال عمليات إعادة الشراء. وهذا يعني أن الأمل ضئيل في دعم الأسهم التي انخفضت بأكثر من 30% خلال عام واحد.

وهذا يضع التركيز بشكل مباشر على بالوس. كان من المفترض في البداية أن يكون المدير الإداري السابق لمجموعة كيرينغ (Kering)، والذي عمل لدى عائلة بينو المسيطرة لأكثر من ثلاثة عقود، بديلًا مؤقتًا للرئيس التنفيذي السابق لشركة غوتشي (Gucci) ماركو بيزاري. وقد وضع المستثمرون آمالًا كبيرة على فرانشيسكا بيليتيني – التي كانت العقل المدبر لتوسع كبير في إيف سان لوران (Yves Saint Laurent) – وهي علامة تجارية أخرى لشركة كيرينغ (Kering). ولكن تمت ترقيتها إلى منصب نائب الرئيس التنفيذي لشركة كيرينغ (Kering)، حيث تشرف على تطوير العلامة التجارية لجميع العلامات التجارية التابعة للمجموعة.

ترتبط ثروات كيرينغ (Kering) بثروات غوتشي (Gucci). لكن الخصم بنسبة 35% تقريبًا على سعره حتى أرباح 2024 مقابل منافسه الأكبر مويت هينسي (LVMH) قد يمثل فرصة شراء للمستثمرين الجدد، بشرط أن يتمكن بالوس من إقناعهم بإمكانية إصلاح غوتشي (Gucci). ومع تفاقم مشاكل العلامة التجارية، أصبح الأمر متروكًا للرئيس التنفيذي الجديد لإثبات أنه يمتلك اللمسة الفاخرة المناسبة.

على صعيد آخر، من المتوقع أن تنخفض إيرادات غوتشي (Gucci)، أكبر علامة تجارية لشركة كيرينغ (Kering)، بنسبة 20% تقريبًا على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2024، مع ضعف ملحوظ بشكل خاص في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حسبما ذكرت الشركة في 19 مارس / آذار في تحديث غير مجدول لأول مرة لها منذ إعلان نتائج الربع.

وأضافت كيرينغ (Kering) أن إيرادات المجموعة بأكملها ستنخفض بنسبة 10% على أساس مماثل، اعتبارًا من الربع الأول من عام 2023.

في العام الماضي، عينت شركة كيرينغ (Kering) ساباتو دي سارنو مديرًا إبداعيًا لغوتشي (Gucci)، خلفًا للمصمم النجم أليساندرو ميشيل، الذي غادر في نهاية عام 2022. كما استبدلت الشركة الرئيس التنفيذي السابق ماركو بيزاري بجان فرانسوا بالوس، أحد المطلعين على شركة كيرينغ (Kering).

يذكر أن أسهم كيرينغ (Kering) انخفضت بنسبة 14% إلى 367 يورو بحلول الساعة 09:30 بتوقيت غرينتش يوم 20 مارس / آذار.

اقرأ أيضًا كيف تتقن التفاوض بشأن أي شيء في العمل؟

المصدر: رويترز