إذا دخلت الولايات المتحدة في الركود، فإن سهمًا واحدًا مقسمًا (مجزأ) قد يكون عملية شراء جيدة، في حين أن سهمًا مقسمًا آخر على نطاق واسع قد يتجه نحو الانهيار.

منذ بداية عام 2022، واجه المستثمرون بيئة مليئة بالتحديات في وول ستريت. تراجعت جميع مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة في سوق متراجع، مع تضرر أسهم النمو بشكل خاص.

والأسوأ من ذلك، أن التوقعات على المدى القريب للأسهم ليست كلها واعدة. ووفقًا للمحاضر التي تم إصدارها مؤخرًا من اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مارس / آذار، من المتوقع أن تدخل الولايات المتحدة في ركود معتدل في وقت لاحق من هذا العام. على الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي ووول ستريت لا يتحركان جنبًا إلى جنب، فإن ثلثي حالات التراجع في الذروة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) على مدار الـ 95 عامًا الماضية حدثت أثناء، وليس قبل، حالة الركود التي تم الإعلان عنها.

الأسهم المجزأة بمثابة غطاء أمان للمستثمرين أثناء التقلبات

عندما تصبح الأمور صعبة في وول ستريت، غالبًا ما يلجأ المستثمرون إلى الأسهم المجربة والحقيقية التي لها تاريخ في التفوق في الأداء على السوق الشامل. خلال اضطرابات العام الماضي، حققت الأسهم المجزأة ارتفاعًا لتجذب انتباه المستثمرين.

إن تجزئة السهم هو حدث يسمح لشركة متداولة علنًا بتغيير سعر سهمها وعدد حصصها المستحقة دون التأثير على القيمة السوقية أو العمليات. كما أن هناك تقسيمات الأسهم الآجلة، وفيها يتم تخفيض سعر سهم الشركة مع زيادة عدد حصتها المتبقية بنفس القدر. بينما تم تصميم تجزئة الأسهم العكسية لزيادة سعر سهم الشركة المتداولة علنًا مع تقليل عدد حصصها المستحقة بنفس العامل. تميل تقسيمات الأسهم الآجلة إلى الحصول على أكبر قدر من الاهتمام بالنظر إلى أن الشركات التي تسنها عادة ما تعمل بأقصى أداء لها.

شهد العام الماضي عددًا لا بأس به من عمليات تقسيمات الأسهم الآجلة ذات الأسماء التجارية. وفي حالة حدوث ركود في الولايات المتحدة، فإن سهمًا واحدًا مرتفعًا ومقسمًا يبدو وكأنه شراء مضمون، بينما يمكن بسهولة تجنب سهم آخر مقسم على نطاق واسع.

أسهم مجزأة يجب شراءها في حالة حدوث ركود: بالو ألتو نتوركس (Palo Alto Networks)

إذا كنت تبحث عن سهم مجزأ، فيمكنك شراء هذا السهم بثقة بغض النظر عن مدى جودة أو ضعف أداء سوق الأوراق المالية، فإن شركة الأمن السيبراني بالو ألتو (Palo Alto) تناسب الفاتورة. أكملت بالو ألتو (Palo Alto) التقسيم الآجل للسهم الواحد إلى 3 في منتصف سبتمبر / أيلول الماضي.

يعد تطور حلول الأمن السيبراني إلى خدمة ضرورية أساسية أحد الأسباب التي تجعل بالو ألتو (Palo Alto) شركة آمنة أثناء الركود. لن يأخذ المتسللون والروبوتات وقتًا من محاولة سرقة المعلومات الحساسة لمجرد أن الاقتصاد الأمريكي يواجه تباطؤ في النمو. ومع انتقال بيانات أكثر من أي وقت مضى عبر الإنترنت إلى السحابة في أعقاب جائحة كوفيد – 19، يتزايد الطلب على خدمات شركات مثل بالو ألتو (Palo Alto).

إن ما يسمح لشركة بالو ألتو (Palo Alto) بالتألق بشكل خاص هو انتقالها بعيدًا عن حلول جدار الحماية المادية ونحو حلول البرمجيات كخدمة (SaaS) المستندة إلى السحابة. هذا التحول مستمر منذ أكثر من أربع سنوات. منذ نهاية السنة المالية 2018 (تنتهي السنة المالية للشركة في 31 يوليو / تموز)، ارتفعت النسبة المئوية لصافي المبيعات المشتقة من الاشتراكات والدعم من 61.7% إلى 78.8%، اعتبارًا من نهاية الربع الثاني من عام 2023 (في 31 يناير / كانون الثاني 2023).

هناك عدد من المزايا المتعلقة بالتركيز على حلول البرمجيات كخدمة (SaaS) المستندة على السحابة. أولاً، أنها تسمح لبالو ألتو (Palo Alto) بمنافسة مزودي الأمن السيبراني الآخرين. كما أنه على الرغم من استمرار الطلب على حلول جدار الحماية المادية، فإن حلول الأمن السيبراني القائمة على السحابة والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا التعلم الآلي تكون دائمًا أكثر ذكاءً من حلول الأمان في أماكن العمل وأكثر قدرة على الاستجابة للتهديدات المحتملة.

السبب الثاني للتركيز على حلول البرمجيات كخدمة (SaaS)، والذي يترتب على النقطة الأولى، هو الاحتفاظ بالإيرادات. تتمتع بالو ألتو (Palo Alto) باحتمال أكبر فيما يتعلق بالاحتفاظ بمشتركي البرمجيات كخدمة (SaaS) الذين سيعدمون على السحابة أثناء التصحيح الاقتصادي الصعب بدلاً من التمسك بمشتري منتجات جدار الحماية. يجب أن يؤدي تحويل الشركة صافي مبيعاتها نحو البرمجيات كخدمة (SaaS) إلى تدفق نقدي تشغيلي أكثر قابلية للتنبؤ، بغض النظر عن كيفية أداء الاقتصاد الأمريكي.

وثالثًا، تقدم البرمجيات كخدمة (SaaS) المستندة إلى السحابة عادةً هوامش أكثر جاذبية من منتجات جدار الحماية التقليدية. يجب أن يؤدي تركيز الاهتمام على الجيل التالي من هذه الحلول إلى توسيع هامش التشغيل في بالو ألتو (Palo Alto) بمرور الوقت. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة رفعت الهامش التشغيلي للعام المالي 2023 بنقطتين مئويتين كاملين إلى نطاق يتراوح بين 21.5% و22% بعد إعلان نتائج الربع الثاني المالية.

علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن بالو ألتو (Palo Alto) لم تواجه مشكلة في إضافة مشتركين جدد، إلا أن الجانب الأكثر إثارة للإعجاب في نموها كان صيد الصفقات الكبيرة. إن القيمة الإجمالية للصفقات التي ضمنت أن إجمالي ما لا يقل عن 10 ملايين دولار تضاعف ثلاث مرات تقريبًا على أساس سنوي (بزيادة 196 %)، اعتبارًا من 31 يناير / كانون الثاني 2023.

قام نيكش أرورا الرئيس التنفيذي لشركة بالو ألتو (Palo Alto) بعمل بارع في التنقل في بيئة اقتصادية صعبة بالفعل ويواصل الإضافة إلى نظام شركته من خلال عمليات الاستحواذ الإضافية. على الرغم من التقييم المتميز، يُظهر الأداء التشغيلي لشركة بالو ألتو (Palo Alto) أنها تستحق كل بنس.

أسهم مجزأة يجب تجنبها في حالة حدوث ركود: تسلا (Tesla Inc)

ومع ذلك، لن تكون جميع الأسهم المقسمة بالضرورة رابحة في حالة حدوث ركود في الولايات المتحدة. على الرغم من إثارة ضجة كبيرة عندما تم التقسيم الآجل لأسهم الشركة بنسبة 3 مقابل 1 في أغسطس / آب الماضي، فمن الأفضل تجنب شركة السيارات الكهربائية تسلا (Tesla) إذا تحول النمو الاقتصادي الأمريكي تجاه الركود.

إن الميزة الوحيدة التي تقدمها تسلا (Tesla) – مقارنة بصانعي السيارات الكهربائية الآخرين – هي أنها لطالما كانت مربحة، وفقًا لمبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا. لقد حققت تسلا (Tesla) لمدة ثلاث سنوات أرباح وفقًا لمبادئ المحاسبة المقبولة عمومًا حتى بعد نتائج التشغيل التقريبية للربع الأول من العام. في الوقت نفسه، أصبحت كل أقسام الشركة تهدر المال.

على عكس حلول الأمن السيبراني، لا تعتبر المركبات ضرورة أساسية. تعتبر أسهم السيارات دورية، مما يعني أننا نتوقع أن نرى تناقصًا تدريجيًا في الطلب على السيارات الجديدة والمستعملة خلال فترة الركود. إن التحركات الدورية القوية في صناعة السيارات هي السبب في تداول أسهم السيارات بنسب عالية من السعر إلى الأرباح وليس نسبة السعر إلى الأرباح التي تقارب 50، والتي كانت أسهم تسلا (Tesla) تتداول عندها مباشرة قبل الإعلان عن نتائجها التشغيلية للربع الأول.

يمكن رؤية التحذير الأكبر للمستثمرين من أن الطلب قد يتضاءل بالفعل في نشاط تسعير المركبات في تسلا (Tesla). خفضت تسلا (Tesla) أسعار موديلاتها الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة خمس مرات منذ بداية عام 2023. كما كانت هناك تخفيضات الأسعار كبيرة خارج الولايات المتحدة أيضًا.

على الرغم من أن هذه التخفيضات في الأسعار قد أثرت بشكل طفيف على أسهم الشركة، إلا أن مخزون تسلا (Tesla) حقق مبيعات بقيمة 15 يومًا في نهاية الربع الأول. هذه هي أعلى قيمة للمخزون مقارنة بالمبيعات شهدناها منذ الربع الثالث من عام 2020. وهذا يعني أن المزيد من التخفيضات في الأسعار قد تكون في الطريق.

لقد تراجعت مؤشرات الأداء الرئيسية لشركة تسلا (Tesla) في أعقاب هذه التخفيضات في الأسعار، حيث انخفض إجمالي الهامش الإجمالي للشركة وفقًا لمبادئ المحاسبة المقبولة عموماً بنحو 10 نقاط مئوية على أساس سنوي إلى 19.3%، بينما انخفض التدفق النقدي الحر بنسبة 80% إلى 441 مليون دولار. ضع في اعتبارك أن بيع أرصدة الانبعاثات التنظيمية لشركات صناعة السيارات الأخرى يمثل 521 مليون دولار في المبيعات. بعبارة أخرى، بدون اعتمادات الانبعاثات التنظيمية، فقد قدمت أقسام التشغيل في تسلا (Tesla) تدفقًا نقديًا حرًا بقيمة 80 مليون دولار فقط خلال الربع الأول!

هناك مشكلة أخرى مع تسلا (Tesla) وهي أن محاولاتها لتصبح أكثر من مجرد شركة سيارات قد فشلت حتى الآن. يؤدي تركيب الألواح الشمسية وخدمات الطاقة والشاحن الفائق / شبكة إصلاح السيارات في الشركة إلى توليد هامش إجمالي ضعيف أو سلبي وخسارة الأموال بمجرد أن يتم أخذ نفقات أقل من الخط في الاعتبار. تقوم شركة تسلا (Tesla) بالكامل على بيع وتأجير المركبات الكهربائية، وهي أنشطة ستتعطل بلا شك في حال حدوث ركود.

أخيرًا، قد تكون وول ستريت أقل استعدادًا لتحمل خدع الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك أثناء الانكماش الاقتصادي. هناك كم هائل من الوعود التي قدمها إيلون ماسك في تقييم تسلا (Tesla)، لكن غالبية هذه الوعود لم يتم الوفاء بها. ونظرًا لأن المستثمرين يميلون إلى أن يكونوا أكثر انتباهًا إلى مقاييس التقييم التقليدية خلال فترة الركود، فإن شركة مثل تسلا (Tesla) يمكن أن تتعرض لضغوط شديدة.

اقرأ أيضًا القطاع المالي يدعم سوق الأسهم الهندية بعد ارتفاع الأرباح

المصدر: ذا موتلي فول