اختر صفحة

هل الأدوات الاستثمارية الجديدة نعمة أم نقمة؟

الصفحة الرئيسية » أسواق » هل الأدوات الاستثمارية الجديدة نعمة أم نقمة؟

لقد أدت أدوات الاستثمار الجديدة – مثل منصات التداول عبر الإنترنت والعملات المشفرة والأسواق الخاصة – إلى تنشيط الاستثمار. تفتح هذه الأدوات أبوابًا جديدة للمستثمرين وتعزز المشاركة. على سبيل المثال، تحضر منصات التداول عبر الإنترنت الاستثمار إلى أشخاص مختلفين بطريقة مختلفة عن السبل التقليدية، حيث تجذب المستثمرين الأصغر سنًا والأقلية. ومع الازدهار الأخير في الاستخدامات المبتكرة لتشات جي بي تي (ChatGPT)، لا يسع المرء إلا أن يتخيل كيف سيستخدم المستثمرون هذه الأداة في مواردهم المالية.

ولكن هل كل هذه الأدوات الاستثمارية الجديدة تساعد الناس في تحقيق الهدف الأساسي للاستثمار والوصول إلى تحقيق أهدافهم المالية؟ أم أن الناس ما زالوا يكافحون مع التحديات السلوكية الشائعة، والتي ستصبح أضخم بسبب سرعة الابتكارات الجديدة وقوتها وتعقيدها؟

خطوة للأمام…

ليس هناك شك في أن هذه الأدوات الجديدة تقدم العديد من الفوائد المحتملة للمستثمرين. فقد عملت هذه الأدوات الجديدة على إضفاء الطابع الديمقراطي على الاستثمار من خلال توسيع الوصول إلى جمهور أكبر. يمكن لعدد غير مسبوق من الأشخاص التعامل من خلال هواتفهم مع مواردهم المالية والوصول إلى الأسواق وإجراء الصفقات وتجربة فئات أصول جديدة وإضفاء الطابع الشخصي بشكل عام على خطتهم المالية. ولكن، في ظل هذه القوة الكبيرة للأدوات الجديدة، تأتي أيضًا مسؤولية كبيرة، وقد يعاني بعض المستثمرين من هذا العبء.

وخطوتان للوراء

تشير الأدلة الأولية إلى أن بعض الأدوات قد تزيد من تعرض المستثمرين لتحيزات صنع القرار، مما يسهل ارتكاب الأخطاء المالية.

على سبيل المثال، قد تكون سهولة تداول الأسهم عبر الإنترنت أمرًا خطيرًا وفقًا للأبحاث السابقة، التي وجدت أن المستثمرين الأفراد الذين يتداولون أكثر يدفعون غرامة أداء كبيرة. لسوء الحظ، وجد بحث مورنينغ ستار (Morningstar) أن المستثمرين عبر الإنترنت كانوا يتداولون مرة واحدة أو أكثر في الأسبوع من المستثمرين غير المتصلين بالإنترنت، ووجد آخرون أن حجم تداول المستثمرين الأفراد قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2010.

تظهر دوافع المستثمرين أيضًا علامات على التحيزات السلوكية التي تؤثر سلبًا على أدائهم. على سبيل المثال، يظهر 48% من المستثمرين عبر الإنترنت علامات على مطاردة العوائد، وهي نتيجة شائعة للتحيز للمتاح (وهو الميل إلى زيادة أهمية الأحداث الأخيرة، ويسمى أيضًا تحيز الحداثة)، حيث أعلنوا عن قيامهم بصفقات لأنهم اعتقدوا أنها “تدر الكثير من المال”.

تسمح الحسابات عبر الإنترنت أيضًا لمزيد من المستثمرين بالوصول إلى أدوات الاستثمار المتطورة مثل الخيارات والرافعة المالية والبيع على المكشوف. ومع ذلك، قد يكون المستثمرون أكثر ثقة بشأن معرفتهم بالأدوات المالية الأكثر تعقيدًا. في دراسة أجرتها فينرا (Finra)، كان 62% من متداولي الخيارات غير قادرين على الإجابة على سؤال أساسي يتعلق بتداول الخيارات، كما أن احتمال اعترافهم بأنهم لا يعرفون الإجابة أقل من المتداولين الذين لم يتداولوا الخيارات من قبل. لقد كان المستثمرون الذين يتداولون الخيارات أقل دراية وأكثر ثقة، وهذا مزيج خطير يمكن أن يؤدي إلى سوء إدارة المخاطر.

الابتكارات والتحديات

على الرغم من أن أدوات الاستثمار الجديدة تقدم فوائد واضحة للمستثمرين (مثل التنويع وإدارة الضرائب والرسوم المنخفضة والشفافية)، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى تفاقم التحديات السلوكية المعروفة مثل الثقة المفرطة وتحيز الحداثة والتحيز التأكيدي والنفور من الندم. لذا فقد قللت هذه الأدوات الجديدة من الحواجز التي ربما منعت المستثمرين من التصرف بناءً على تلك التحيزات.

إن الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي مثل تشات جي بي تي (ChatGPT) نعمة أو نقمة. ولكن هناك شيء واحد واضح: بغض النظر عن جميع الأدوات التي يمتلكها المستثمرون الآن، يجدر بنا أن نتذكر أن المستثمرين يستفيدون عندما يفهموا كيف تعزز خياراتهم اليوم التقدم نحو أهدافهم الاستثمارية طويلة الأجل.

اقرأ أيضًا بوينغ تتطلع لبيع ما لا يقل عن 150 طائرة لشركة طيران الرياض

المصدر: مورنينغ ستار

ربما يعجبك أيضا…

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك في نشرتنا الإخبارية

انضم إلى قائمتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات من فريقنا.

لقد تم اشتراكك بنجاح!

Share This