قالت شركة موديرنا (Moderna) يوم الاثنين إن لقاحها التجريبي الذي يحمي من الأنفلوانزا وكوفيد 19 كان أداؤه أفضل من لقاحات الأنفلونزا وكوفيد 19 المستقلة في تجراب واسعة.

يمكن أن تؤدي النتائج إلى قلب سوق الأنفلونزا رأسًا على عقب إذا صمدت أمام التدقيق من جانب الجهات التنظيمية. إن لقاح الأنفلونزا الذي يحمي أيضًا من كوفيد 19 من شأنه أن يساعد شركة موديرنا (Moderna) على شق طريقها إلى صناعة لقاح الأنفلوانزا التي تهيمن عليها الآن حفنة من اللاعبين الراسخين.

في الولايات المتحدة، يتلقى أكثر من نصف البالغين فوق سن 65 عامًا لقاح الأنفلونزا سنويًا.

في الخريف الماضي، قالت موديرنا (Moderna) إنه في تجربة المرحلة المبكرة، كانت الاستجابات المناعية الناجمة عن الجرعة المركبة الجديدة مشابهة تقريبًا للاستجابات الناجمة عن الجرعات المستقلة. كان أداء الجرعة المركبة أفضل في التجربة الواسعة التي تم الإعلان عنها يوم الاثنين، حيث تفوقت على الجرعات المستقلة التي تمت مقارنتها بها، بما في ذلك فلوزون إتش دي (Fluzone HD)، وهو لقاح سانوفي (Sanofi) ذا الجرعة العالية للانفلونزا المصمم لكبار السن.

تعد لقاحات الأنفلوانزا عالية الجرعة مثل فلوزون إتش دي (Fluzone HD) أقوى من لقاحات الأنفلوانزا القياسية التي تُعطى للبالغين الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، وقد أخبر الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا (Moderna) ستيفان بانسيل بارونز أن تجاوزها كان إنجازًا كبيرًا.

قال بانسيل: “هذا هو السباق على أرضه. المجال بأكمله كان ينتظر شيئًا كهذا”.

قالت موديرنا (Moderna) إن ردود الفعل السلبية على الجرعة المركبة كانت مشابهة لردود الفعل على الجرعتين المستقلتين اللتين تم إعطاؤهما معًا. كل من الجرعة المركبة ولقطة كوفيد 19 المستقلة عبارة عن لقاحات تعتمد على الحمض النووي الريبوزي الرسول، والتي لها بشكل عام آثار جانبية أسوأ من لقاحات الأنفلونزا القياسية.

تمزج جرعة موديرنا (Moderna) المركبة، المسماة إم آر إن ايه – 1083 (mRNA-1083)، بين لقاح تجريبي للأنفلونزا يسمى إم آر إن ايه – 1010 (mRNA-1010) ولقاح تجريبي لكوفيد – 19 يسمى إم آر إن ايه – 1283 (mRNA-1283). كانت موديرنا (Moderna) تخطط لإطلاق إم آر إن ايه – 1010 (mRNA-1010) كجرعة مستقلة للإنفلونزا تعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA)، لكن بانسيل قال يوم الجمعة إن النتائج القوية من التجربة المركبة الجديدة دفعت الشركة إلى التساؤل عما إذا كان ذلك لا يزال منطقيًا.

يقول بانسل: “نحن بحاجة لمناقشة ذلك”.

إن إطلاق لقاح مستقل للإنفلونزا يعني التنافس مع سوق راسخة. ويمكن للقاح مركب أكثر فعالية أن يغير الحسابات.

وبينما لا تزال شركة موديرنا (Moderna) لاعبًا رئيسيًا في سوق لقاحات كوفيد 19، فإن حجم هذا السوق يظل علامة استفهام كبيرة. ويقول بانسيل إن سوق لقاحات الأنفلونزا أكبر بكثير.

يقول: “إذا فكرت في الأمر من وجهة نظر الحجم، فإن إجمالي السوق القابلة للتوجيه يرتفع بمقدار 3 أضعاف مقارنة بكوفيد وحده”.

أما بالنسبة للجرعة المركبة، فقال بانسيل إنه يأمل في تقديم طلب للحصول على الموافقة في وقت لاحق من هذا الصيف، وبالتالي إطلاقها في الخريف المقبل.

قال بانسل: “لقد تحدثت إلى الكثير من الرؤساء التنفيذيين و[كبار المسؤولين الطبيين] في شبكات المستشفيات خلال الأشهر القليلة الماضية. لقد أخبرني الناس باستمرار، إذا قدمت لنا أداء فلوزون إتش دي (Fluzone HD) على الأنفلونزا وأداء سبايك فاكس (Spikevax) على فيروس كورونا، فسنستخدم هذا المنتج بكثرة”. يذكر أن سبايك فاكس (Spikevax) هو اسم العلامة التجارية الذي يتم بموجبه بيع جرعة كوفيد 19 المرخصة من موديرنا (Moderna).

وبما أن التجربة قامت بقياس الاستجابات المناعية بدلًا من النتائج السريرية، فإن النتائج التي قدمتها الشركة في بيانها الصحفي يوم الاثنين كانت ذات تقنية عالية. كانت الاستجابات المناعية لثلاثة فيروسات أنفلونزا مهمة لدى المرضى الذين تلقوا إم آر إن ايه – 1083 (mRNA-1083) أعلى من أولئك الذين تلقوا فلوزون إتش دي (Fluzone HD) أو فلواريكس (Fluarix) من جي إس كيه (GSK). وكانت الاستجابة المناعية لمتحور كوفيد 19 “المتحور (XBB.1.5)” أقوى أيضًا في المرضى الذين تلقوا إم آر إن ايه – 1083 (mRNA-1083) مقارنة بأولئك الذين تلقوا سبايك فاكس (Spikevax).

وقالت موديرنا (Moderna) إنها ستقدم النتائج الكاملة لبيانات المرحلة الثالثة في مؤتمر طبي قادم.

ارتفع سهم موديرنا (Moderna) بنسبة 50% تقريبًا هذا العام. شهد السهم ارتفاعًا قويًا من منتصف فبراير / شباط وحتى أواخر مايو / أيار، وهو ما يقول بعض المراقبين إنه ربما جاء في الوقت الذي غطت فيه الأموال المراكز المكشوفة.

وفي الوقت نفسه، حصلت الشركة على موافقة في أواخر شهر مايو / أيار على لقاح الفيروس المخلوي التنفسي، والذي من المتوقع إطلاقه هذا العام. وقالت شركة موديرنا (Moderna) أيضًا إنها تجري محادثات مع الحكومة الأمريكية حول تطوير مرشح للأنفلونزا الوبائية، وسط تفشي أنفلونزا الطيور المستمر في الماشية الأمريكية.

اقرأ أيضًا: التضخم في الصين يبدأ أخيرًا في الاستقرار

المصدر: بارونز