من المستحيل التنبؤ بأي قدر من اليقين بما ينتظر سوق الأسهم من صعود أو هبوط على المدى القصير. ولكن بشكل عام، كان عام 2023 عامًا جيدًا بالنسبة للأسهم، حيث ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) بحوالي 8% سنويًا حتى الآن بعد انخفاضه بنسبة 20% تقريبًا في عام 2022.

ومع ذلك، ففي مرحلة ما، سيصعد السوق بالتأكيد مجددًا، وهو ما سيتمثل في ارتفاع بنسبة 20% في أسعار الأسهم. لطالما انتعشت سوق الأسهم الأمريكية من خسائرها. ولكن إذا كنت تتخذ قرارات استثمارية بناءً على الوقت الذي تعتقد فيه أن سوق الأسهم سيتجه نحو منطقة الصعود، فأنت ترتكب خطأً فادحًا. إن العديد من المستثمرين يتخذون قرارات بناءً على ما إذا كانوا يعتقدون أننا على أعتاب أحدهما أو الآخر.

يحاول البعض تجنب الاستثمار خلال إنخفاض السوق، لأنهم لا يستطيعون مشاهدة قيمة استثماراتهم تنخفض. لا يرغب الآخرون في الاستثمار في سوق صاعدة لأنهم قلقون بشأن دفع مبالغ زائدة للاستثمارات. يعكس كل من هذين النهجين الاستثمار حسب توقيت السوق، والذي غالبًا ما يكون خطأً مكلفًا.

عندما تكون الأسهم متقلبة، من الأفضل لك الاستثمار والحفاظ على وضع أموالك أكثر مما لو حاولت تجنب الانخفاضات. على الجانب الآخر، حتى عندما يكون من الواضح أننا في سوق صاعدة ويبدو كل شيء باهظ الثمن، فمن الأفضل لك الاستثمار على أي حال.

يُظهر البحث الذي أجراه تشارلز شواب سبب أن الاستثمار حسب توقيت السوق عادة يكون استراتيجية خاسرة. في عام 2021، قارن عملاق الاستثمار عوائد خمسة مستثمرين خياليين، كل منهم لديه 2000 دولار سنويًا للاستثمار في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) خلال فترة 20 عامًا التي انتهت في عام 2020:

• بيتر المثالي: استثمر 2000 دولار عند أدنى نقطة إغلاق للسوق كل عام لمدة 20 عامًا متتالية.
• آشلي النشيطة: استثمرت 2000 دولار في أول يوم تداول من العام لمدة 20 عامًا متتالية.
• ماثيو الشهري: قسّم مبلغ 2000 دولار إلى 12 زيادة متساوية كل عام واستثمرها في بداية كل شهر لمدة 20 عامًا متتالية.
• روزي الفاسدة: استثمرت 2000 دولار في أعلى نقطة إغلاق للسوق كل عام خلال 20 عامًا.
• لاري المتريث: لم يستثمر أبدًا في سوق الأسهم واحتفظ بما يعادل 2000 دولار أمريكي نقدًا لأنه كان ينتظر تراجع أسعار الأسهم.

حصل بيتر المثالي على أفضل العوائد، حيث أنهى فترة 20 عامًا بمبلغ 151,391 دولارًا. حققت كذلك آشلي النشيطة وماثيو الشهري نتائج مماثلة، حيث بلغت عوائدهما 135,471 دولارًا و134,856 دولارًا على التوالي في نهاية الفترة. ولكن حتى روزي الفاسدة، التي لم يحالفها الحظ بما يكفي للاستثمار في ذروة السوق كل عام، حققت عوائد قوية، حيث بلغ عائدها 121,171 دولارًا في نهاية 20 عامًا.

كان الوحيد الذي لديه نتائج سيئة حقا هو لاري المتريث، الذي لم يضع أمواله في السوق أبدًا لأنه كان يأمل أن تتراجع أسعار الأسهم أكثر. بعد 20 عامًا، لم يتبق له سوى 44,438 دولارًا من المكافئات النقدية.

يوضح مثال لاري المتريث خطورة محاولة الخروج من سوق صاعدة والاستثمار عندما تكون الأسعار منخفضة. قد لا يصل السوق أبدًا إلى نقطة الحضيض التي تنتظرها. ولكن إذا طبقت نجاح روزي الفاسدة على الأسواق الصاعدة، فسترى أن الاستثمار حتى عندما تكون الأسعار مرتفعة نسبيًا يمكن أن يؤتي ثماره إذا كنت صبورًا.

من ناحية أخرى، عادة ما تستمر الأسواق الصاعدة لفترة أطول بكثير من الأسواق الهابطة. يستمر متوسط ​​السوق الصاعدة حوالي 2.7 سنة، مقارنة بحوالي 9.7 شهر للأسواق الهابطة. حتى إذا كنت تستثمر خلال سوق صاعدة، فقد يكون أمام الأسهم عدة أشهر أو سنوات من النمو قبل حدوث التصحيح التالي في السوق.

بالعودة إلى بحث شواب: لقد قامت كل من آشلي النشيطة وماثيو الشهري بحساب متوسط ​​التكلفة بالدولار. بشكل أساسي، عندما تستثمر بزيادات متساوية وفقًا لجدول زمني محدد تلتزم به سواء كان السوق يرتفع أم ينخفض.

بالنسبة لمعظم المستثمرين، تحقق هذه الاستراتيجية أفضل النتائج نظرًا لأنه من المستحيل التنبؤ بتقلبات السوق على المدى القصير. إذا كنت تستثمر في خطة 401 كيه (401(k)) من خلال استقطاعات الرواتب أو قمت تلقائيًا بتحويل مبلغ ثابت إلى حساب التقاعد الفردي الخاص بك (IRA) كل شهر، فأنت تقوم بالفعل بحساب متوسط ​​التكلفة بالدولار.

تقدم كل من الأسواق الصاعدة والأسواق الهابطة فرصًا. لهذا السبب يستمر المستثمرون الأذكياء في الاستثمار، بغض النظر عن اتجاه السوق التالي.

اقرأ أيضًا هل سهم أبل يصنف كسهم للشراء أم للبيع أم أنه مقيم بشكل عادل؟

المصدر: ذا موتلي فول