تواجه أسهم شركات تجارة التجزئة عامًا صعبًا، وذلك لأن أنماط الإنفاق الاستهلاكي قد تباطأت في عام 2023، خاصة فيما يتعلق بالمشتريات التقديرية مثل المفروشات المنزلية والإلكترونيات. وقد فاجأ هذا التحول العديد من الشركات، مما أدى إلى فائض في المخزون وضغوط على هامش الربح.

لكن هذه الشركات تتكيف بشكل جيد مع الحقائق الجديدة في السوق. في الواقع، أعلنت كل من تارغت (Target) ووولمارت (Walmart) في منتصف نوفمبر / تشرين الثاني عن اتجاهات قوية لنمو المبيعات في الربع الثالث. بدت فرق إدارتها متفائلة بحذر مع اقتراب موسم التسوق في العطلات أيضًا.

من المرجح أن تخرج كلا الشركتين أقوى من هذا الانكماش الدوري الأخير، ولكن ما هو السهم الذي يعد الخيار الأفضل لمحفظتك؟

النمو

أظهرت ردود فعل الأسهم على آخر تحديثات الأرباح مدى اختلاف توقعات نمو المستثمرين بالنسبة لشركة تارغت (Target) ووولمارت (Walmart). قفزت أسهم تارغت (Target) بعد أن أعلنت الشركة عن انخفاض مبيعات المتاجر المماثلة في الربع المالي الثالث، الذي انتهى في 28 أكتوبر / تشرين الأول. ومن ناحية أخرى، ارتفع سهم وولمارت (Walmart) بعد زيادة مبيعاتها القوية في الربع الثالث من العام المالي 2024، المنتهي في 27 أكتوبر / تشرين الأول.

تسير وولمارت (Walmart) في مسار مبيعات أفضل بكثير. ارتفعت مبيعات المتاجر المماثلة الخاصة بها بنسبة 5% في السوق الأمريكية في الربع الأخير مقارنة بانخفاضها عند تارغت (Target) بنسبة 5%. كما ارتفعت حركة العملاء بنسبة 3.4% أيضًا، في حين عانت تارغت (Target) من انخفاض مؤلم بنسبة 4%. يبدو أن الاختلاف يكمن في موقع تارغت (Target) الأضعف كمتاجر تجزئة تركز على القيمة. وتهدف الشركة إلى مواجهة هذا التحدي خلال العطلات من خلال تقديم آلاف الهدايا بأسعار تقل عن 25 دولارًا. ولكن في هذا الاقتصاد، يبدو أن المتسوقين يفضلون وولمارت (Walmart) عندما يريدون زيادة إنفاقهم بالدولار.

انتعاش هامش الربح

أحد الأسباب الجيدة للشعور بالتفاؤل بشأن أعمال تارغت (Target) هو هامش الربح المرتد. لقد ركزت الإدارة على تقليل المخزون لعدة أرباع، وهذه الإستراتيجية تؤتي ثمارها بشكل كبير. قفز هامش الربح التشغيلي إلى 5% من المبيعات في الربع الثالث، مقارنة بـ 1% قبل عام. بينما يظل هامش وولمارت (Walmart) ثابتًا عند حوالي 3.5% من المبيعات.

تهدف شركة تارغت (Target) إلى إعادة ربحيتها إلى المستوى الذي كانت تتمتع به الشركة قبل الوباء. انتقل هامش التشغيل الخاص بها إلى مما يزيد عن 6% من المبيعات إلى 8% من المبيعات خلال أيام الوباء التي شهدت ارتفاعًا في الإنفاق، لكن من الواضح أن هذا المعدل لم يكن مستدامًا. ومع ذلك، فمن الأخبار الجيدة للمساهمين أن شركة تارغت (Target) تسير على مسار انتعاش حتى في ظل بيئة البيع الضعيفة هذه.

النقدية والتوقعات

تدخل كلا الشركتين فترة التسوق خلال العطلات بمستويات وفيرة من النقد وخفيفة في المخزون. وهذا يعني أن المخاطر منخفضة حيث سيواجه المستثمرون مفاجأة غير مرحب بها في تحديثات مبيعات موسم العطلات أو في إعلانات الربع الرابع المالية للسلاسل في أوائل العام المقبل.

تدفع تارغت (Target) عائدًا أكثر سخاءً بنسبة 3.4% مقارنة بعائد وولمارت (Walmart) البالغ 1.5%. ومع ذلك، فإن وولمارت (Walmart) سوف يروق لمعظم المستثمرين باعتباره أفضل عقد طويل الأجل من هنا. لقد أثبتت السلسلة بالفعل جاذبيتها للمتسوقين في بيئة نمو المبيعات المتباطئة. قامت الإدارة للتو برفع توقعات المبيعات لعام 2023 للربع الثاني على التوالي أيضًا. تسير شركة وولمارت (Walmart) على الطريق الصحيح لتعزيز الهوامش بشكل طفيف حتى مع احتفاظها بمكانتها القيادية في الأسعار هذا العام.

ولكن تارغت (Target) سوف تعود. لقد ازدهرت الشركة خلال العديد من فترات الركود السابقة، كما يتضح من سجلها الحافل الذي يزيد عن 50 عامًا من الزيادات المتتالية في الأرباح. قد يستمتع المستثمرون الصبورون بمواصلة عملية الارتداد هذه خلال الأرباع القليلة المقبلة. لكن سهم وولمارت (Walmart) يحمل مخاطر أقل اليوم، وفي سوق متقلب يكون الاستقرار ذا قيمة كبيرة.

اقرأ أيضًا تسعير آخر من تسلا قد لا يحبه المستثمرون

المصدر: ذا موتلي فول