من المعروف أن مدير صندوق التحوط مايكل بوري راهن ضد سوق الإسكان في الولايات المتحدة في عام 2008 وحقق فوزًا كبيرًا، وهي الخطوة التي تم تصويرها في الفيلم الناجح ذا بيغ شورت (The Big Short).

والآن، أصبحت استثماراته تتصدر عناوين الأخبار مرة أخرى.

وفقًا لملف مقدم إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات، أجرت شركة سايون أسيت مانجمنت (Scion Asset Management) التابعة لشركة بوري بعض التعديلات على محفظتها في الربع الأول من عام 2024.

ومن بين تحركات بوري البارزة بيع حصصه في أمازون (Amazon) وألفابت (Alphabet) وزيادة ممتلكاته في الشركتين الصينيتين جيه دي (JD.com) وعلي بابا (Alibaba).

هذا وقام بوري أيضًا برهان كبير على الذهب من خلال شراء 440,729 سهمًا في سبروت فيزيكال غولد تراست (Sprott Physical Gold Trust)، بقيمة 7.6 مليون دولار في نهاية الربع الأول، مما يجعله خامس أكبر مركز في محفظته. ويقول الموقع الرسمي للصندوق المغلق إنه يحتفظ “بجميع أصوله بشكل كبير في سبائك الذهب المادية”.

ومن الميزات الفريدة لسبروت فيزيكال غولد تراست (Sprott Physical Gold Trust) أن المستثمرين لديهم الحق في استرداد وحداتهم مقابل المعادن المادية على أساس شهري، بشرط أن يستوفوا الحد الأدنى لمبلغ الاسترداد. يعد هذا المطلب جوهريًا للغاية، حيث “يجب أن يكون لدى مالك الوحدة وحدات كافية لتعادل مواصفات معيار لندن لسبائك الذهب كاملة الحجم (حوالي 400 أونصة)”.

صعود لامع

يشهد الذهب بالفعل ارتفاعًا ملحوظًا. وفي بداية هذا العام، تم تداول المعدن الثمين بسعر 2,062 دولارًا للأونصة. اليوم يبلغ سعره 2,357 دولارًا للأونصة، مما يعكس زيادة بنسبة 14.3%.

ولوضع ذلك في الاعتبار، تجاوز الذهب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500)، الذي ارتفع بنسبة 11.7% خلال نفس الفترة.

هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل المستثمرين يرغبون في إضافة الذهب إلى محافظهم الاستثمارية. أحد الأسباب البارزة هو التضخم. فغالبًا ما ينشأ التضخم من قدرة البنوك المركزية على طباعة النقود الورقية بحرية. ومع ذلك، لا يمكن إنشاء الذهب من فراغ. إن ندرتها النسبية ومتانتها تجعلها أداة تحوط موثوقة ضد التضخم، وتحافظ على القوة الشرائية عندما تفقد العملة الورقية قيمتها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الذهب بمثابة ملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية. خلال فترات تقلبات السوق أو عدم الاستقرار العالمي، فغالبًا ما يلجأ المستثمرون إلى الذهب بسبب استقراره وموثوقيته. حيث حافظ هذا المعدن الثمين تاريخيًا على قيمته، مما يجعله أصلًا موثوقًا به في الأوقات المضطربة.

بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى اتباع خطى بوري وإضافة لمسة من الذهب إلى محافظهم الاستثمارية، فإليك ثلاث طرق سهلة للقيام بذلك.

• شراء سبائك الذهب

الطريقة الأكثر مباشرة للاستثمار في الذهب هي شراء الذهب المادي على شكل سبائك أو عملات معدنية.

هذا ويمكن شراء سبائك الذهب من التجار ذوي السمعة الطيبة وتخزينها بشكل آمن في المنزل أو في صندوق ودائع آمن.

وتتمثل ميزة امتلاك الذهب المادي في استقراره وملموسيته، مما يوفر شعورًا بالأمان والملكية لا يعتمد على المؤسسات المالية. ومع ذلك، فهو يتطلب تخزينًا مكفولًا وآمنًا، مما قد يزيد من التكلفة الإجمالية للاستثمار.

• استثمر في أسهم الذهب أو الصناديق المتداولة للذهب

يمكن للمستثمرين أيضًا شراء أسهم شركات تعدين الذهب. فعندما يرتفع سعر الذهب يميل عمال المناجم إلى التمتع بأرباح أكبر، مما قد يعزز قيمة أسهمهم.

إن إضافة شركات تعدين الذهب إلى محفظتك يمكن أن يوفر التنويع. ومع ذلك، ضع في اعتبارك أن القيام بذلك يعرض المستثمرين أيضًا لمخاطر السوق وأداء الشركات الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك الصناديق المتداولة التي تتتبع أداء الذهب. وتهدف صناديق الاستثمار المتداولة هذه إلى عكس تحركات أسعار الذهب من خلال الاحتفاظ بعقود الذهب أو العقود الآجلة للذهب.

ونظرًا لأن صناديق الاستثمار المتداولة للذهب يتم تداولها في البورصات الرئيسية، فإن المستثمرين لديهم القدرة على شراء أو بيع الأسهم بأسعار السوق طوال يوم التداول. إنها توفر طريقة ملائمة للتعرف على الذهب دون الحاجة إلى التخزين الفعلي أو التعامل مع الخدمات اللوجستية لشراء وبيع السبائك.

• حساب التقاعد الفردي الذهبي

تعد حسابات التقاعد الفردية وسيلة شائعة للادخار للتقاعد، حيث تقدم مزايا ضريبية يمكن أن تساعد في تنمية مدخراتك بمرور الوقت. تسمح لك حسابات التقاعد الفردية التقليدية بالمساهمة في الدخل قبل الضريبة، مع تأجيل الضرائب حتى تقوم بسحب الأموال أثناء التقاعد. من ناحية أخرى، تتضمن حسابات التقاعد الفردي من النوع روث المساهمات المقدمة بالدولار بعد خصم الضرائب، مما يوفر نموًا خاليًا من الضرائب وسحوبات معفاة من الضرائب عند التقاعد.

إن حساب التقاعد الفردي الذهبي هو نوع محدد من حساب التقاعد الفردي الذي يسمح للمستثمرين بتضمين الذهب المادي والمعادن الثمينة الأخرى في مدخراتهم التقاعدية. حيث يقدم هذا النوع من حسابات التقاعد الفردية نفس المزايا الضريبية مثل حسابات التقاعد الفردية التقليدية و الحسابات من النوع روث ولكنه يوفر فائدة إضافية تتمثل في تنويع محفظتك الاستثمارية بأصول ملموسة. تعد حسابات التقاعد الفردية الذهبية جذابة لأن الذهب غالبًا ما يُنظر إليه على أنه وسيلة تحوط ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، مما يساعد على حماية مدخراتك التقاعدية من تقلبات السوق.

ومن الجدير بالذكر أنك ستواجه عقبات مثل العوائد المنخفضة نسبيًا وعدم وجود أرباح ورسوم يتعين عليك دفعها لشراء المعدن الفعلي وتخزينه.

فإذا كنت تؤمن بإمكانيات المعدن الأصفر على المدى الطويل، فقد يكون حساب التقاعد الفردي الذهبي إضافة قيمة لاستراتيجية التقاعد الخاصة بك. ومع ذلك، تأكد من أنه مجرد جزء صغير من محفظة متنوعة.

اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي سيوفر زيادة بنسبة 1% فقط في الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد المقبل

المصدر: موني وايز