تعتبر المناقشات حول النطاق 1 و2 و3 من انبعاثات الغازات الدفيئة مميتة في حفلات الكوكتيل، لكنها ضرورية لمكافحة تغير المناخ. وتصاعدت حدة هذه المناقشات هذا الشهر، بعد أن أقر مجلس ولاية كاليفورنيا اثنين من مشاريع القوانين الشاملة الافصاح عن المناخ.

مع اقتراب أسبوع المناخ من البدء وقرب انعقاد قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في نوفمبر / تشرين الثاني، تحدثت مورنينغ ستار (Morningstar) مع ويندي كرومويل، رئيسة الاستثمار المستدام في شركة ويلينغتون مانجمنت (Wellington Management) والتي عملت في الشركة لمدة 25 عامًا. حصلت ويلينغتون (Wellington) على تصنيف مستوى الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية (ESG) بدرجة متقدمة من مورنينغ ستار (Morningstar)، ويساعد التصنيف المستثمرين على تحديد مديري الأصول المخصصين لتحقيق نتائج الاستدامة. إن أحد أسباب هذا التصنيف المتقدم هو كرومويل، التي عززت ويلينغتون (Wellington) تحت قيادتها تركيزها على المناخ وطورت فريقها المركزي للاستثمار المستدام وتجاوزت معايير الصناعة فيما يتعلق بالإفصاح، كما تقول محلل مورنينغ ستار (Morningstar) ماهي روي. وفيما يلي أبرز ما قالته كرومويل خلال الحوار مع مضيفة مورنينغ ستار (Morningstar) ليزلي نورتون.

نورتون: أقرت جمعية كاليفورنيا للتو مشروعي قانونين رئيسيين للكشف عن المناخ. ما مدى فائدة هذه الأشياء؟

كرومويل: كلاهما إيجابي للغاية. إنها تحاكي اللائحة الإلزامية المقترحة للإفصاح عن المناخ من لجنة الأوراق المالية والبورصة والتي لم يتم الانتهاء منها بعد. يتطلب أحد مشاريع القوانين الكشف عن نطاق 1، ونطاق 2، ونطاق 3 من الانبعاثات مع وجود ملاذات آمنة [الحماية الممنوحة لشركة تكشف بحسن نية]. أما الآخر فينص بشكل أساسي على [الإفصاحات وفقًا للمبادئ التوجيهية الصادرة عن فرقة العمل المعنية بالإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ (TCFD)]. المزيد من المعلومات أفضل. يساعدنا على اتخاذ قرارات استثمارية أفضل. تتيح لنا هذه البيانات إجراء حوار أكثر ثراء وفهم من الذي يخطط لهذا الموضوع الرئيسي للاقتصاد الكلي وما هي نفقاته الرأسمالية وكيف سيتعامل معها.

نورتون: بأي طريقة تحديدًا؟

كرومويل: في الوقت الحالي، البيانات مأخوذة من مصدر خارجي. في العديد من الحالات، يتم تقدير بيانات النطاق 3. إن الحصول عليها مباشرة من الشركات، حتى لو لم تكن مثالية، يعد خطوة في الاتجاه الصحيح. إن الإعلان عن هذه البيانات يعد مؤشرًا على أنهم يدركون أن المناخ والتحول يمثلان تحولًا اقتصاديًا كبيرًا وربما يمثلان فرصة. تعتبر سلاسل التوريد محفوفة بالمخاطر بسبب المخاطر الجيوسياسية أو الأوبئة أو مخاطر المناخ المادي أو خطط تسعير الكربون. إذا كانوا ينظرون إلى انبعاثات النطاق 3 في المنبع، فهذا يعني أنهم يفكرون حقًا في سلسلة التوريد الخاصة بهم، ويفهمونها، ويريدون تخفيف المخاطر فيها. هذه مجرد إدارة جيدة للمخاطر من الناحية التشغيلية. لقد رأينا أيضًا شركات تتوصل إلى أفكار مثيرة للاهتمام لابتكارات جديدة لأنها تفكر في جذب المستهلكين. ونأمل أن يحصل المستثمرون الأفراد على عوائد أفضل، لأنهم يستثمرون في الشركات التي لديها خطة، اعترافًا بتخفيف المخاطر لهذا التحول الاقتصادي الكبير.

نورتون: هل ستصبح كاليفورنيا المعيار القياسي للشركات حتى لو لم تكن تمارس أعمالها في كاليفورنيا؟

كرومويل: هذا سيتم تحديده. هناك مبادرات الكشف الأخرى. تقوم الكثير من الشركات طواعية بإنشاء تقارير الإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ. وهذا كله يؤدي إلى رفع مستوى المعلومات المتعلقة بالمناخ التي يتم توفيرها للسوق. لقد اقترحنا على هيئة الأوراق المالية والبورصات، وأتصور أن هذا سيبقى في اقتراحهم، أن تكشف الشركات عن الموقع الفعلي لمواقع عملياتها المادية. في الوقت الحالي، هذا ليس إلزاميًا. ومن ثم يستطيع السوق تحديد ما إذا كانت تلك المواقع تقع في سهل الفيضان.

نورتون: أسبوع المناخ سيُعقد هذا الأسبوع، ومؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرون لتغير المناخ (COP28)، سيُعقد في نوفمبر / تشرين الثاني. ما هي الأولويات المتزايدة للمستثمرين؟

كرومويل: ستشاهد المزيد والمزيد من المناقشات حول خطط التكيف جنبًا إلى جنب مع الخطط الانتقالية. يركز الناس بشكل متزايد على التكيف. هناك اعتراف أكبر بأن المناخ يتغير بغض النظر عما نفعله للتخفيف من الانبعاثات على المدى القصير. لدى علماء المناخ كل هذه السيناريوهات. ويبدو مسار الانبعاثات على مدى السنوات العشرين المقبلة كما هو. من الصعب جدًا تغيير نتائج المناخ على المدى المتوسط ​​بغض النظر عما تفعله فيما يتعلق بالتخفيف. هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نحاول. ولكن إلى أن نكتشف طريقة لامتصاص الانبعاثات من الغلاف الجوي، فمن الصعب عكس ما هو موجود بالفعل بسبب نصف العمر الطويل لانبعاثات الغازات الدفيئة.

سوف نتعامل مع زيادة تواتر وشدة الأحداث المناخية الفيزيائية، ويتعين علينا إعداد المجتمع للتفكير أكثر في التكيف.

كما أنك بدأت تسمع المجتمع يتحدث عن التجاوز [حيث تتجاوز درجات الحرارة العالمية مؤقتًا أهدافًا محددة]. هناك خط مرسوم على الرمال تبلغ درجة حرارته 1.5 درجة مئوية (هدف اتفاق باريس للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري). إنه اعتراف بأننا نقترب من هذا الخط في الرمال، وعلينا أن نفكر في العواقب.

نورتون: ما هي تلك التداعيات بالنسبة للمستثمرين الأفراد؟

كرومويل: كبشر، سوف يدركون الحاجة إلى التكيف مع المناخ المتغير. وباعتبارهم مستفيدين أو مستثمرين في صندوق مشترك، يمكنهم الاستفادة من مديري المحافظ والاستراتيجيات التي تستثمر في الشركات التي تقدم حلول التكيف. هل نحتاج إلى المزيد من المولدات، وأجهزة تكييف الهواء، والشركات الهندسية، والزجاج المقاوم للأعاصير، ومواد البناء المقاومة للزلازل؟ براعة الإنسان مذهلة. توجد حاليًا الكثير من الحلول لمساعدتنا على العيش في مناخ متغير، وسيتم إيجاد المزيد منها. ويمكن أن تكون هذه فرصا استثمارية مثيرة للغاية – على سبيل المثال، الأشياء التي تسمح لنا بأن نصبح أكثر كفاءة في استخدام الطاقة أو خفض انبعاثات غاز الميثان.

نورتون: في الولايات المتحدة، يخضع الاستثمار المستدام والمناهج البيئية والاجتماعية والحوكمة، والتي تم تضمين العديد منها بالفعل في التمويل الأمريكي، للتدقيق. هل هذا التدقيق مفيد؟

كرومويل: إن التدقيق مفيد لأنه في الصناعة غير الناضجة، يندفع الناس أحيانًا لاغتنام الفرصة، بدقة أقل، مع تطبيق أقل للقواعد. يشجع التدقيق على اتباع نهج يقوده البحث ويقدر الفروق الدقيقة ويحفر في التطور. إنه صحي حقًا. إنه نضج للاستثمار المستدام عمومًا أن أقول، ابتعد عن شيء يقول إنني سأحصل على تصنيف وأضعه في عملية الاستثمار الخاصة بي وليس امتلاك شركات أقل من تصنيف معين. هذا ليس نهجًا قائمًا على الأبحاث ومن غير المرجح أن يخلق قيمة كبيرة للعملاء. يقول التدقيق، لماذا تأخذ تقييمًا من هنا، وتضعه في هذه العملية، وما هي النتيجة النهائية؟ فهو يجعل مديري المحافظ يوضحون حقًا البحث الذي أجروه لاستنتاج سبب استفادة الشركة أم لا وما هي المعلومات المفيدة لتعزيز العائدات. وهذا يجعلها نهجًا أكثر قوة بشكل عام.

نورتون: كيف تغير الاستثمار المناخي مع اللوائح الأوروبية الجديدة وإقرار قانون خفض التضخم العام الماضي؟

كرومويل: لا يزال قانون الحد من التضخم يمثل صفقة كبيرة للغاية. قامت ويلينغتون (Wellington) برعاية مؤتمر الاستدامة العام الماضي في لندن، حيث التقينا مع 18 مديرًا تنفيذيًا بعد شهر من تقديم قانون الحد من التضخم. كان لديهم جميعا خطة لكيفية الاستفادة من قانون الحد من التضخم. كان هذا حتى قبل كتابة التوجيه الضريبي لوزارة الخزانة. والدلتا الكبيرة هي أن قانون الحد من التضخم يمنحك نظرة لمدة 10 سنوات، مقابل برامج الحوافز السابقة التي استمرت من سنتين إلى ثلاث سنوات. وهذا يتماشى بشكل أكبر مع التخطيط الاستراتيجي ودورات النفقات الرأسمالية. ومع حصولك على المزيد من الإرشادات، سترى المزيد من الشركات تستفيد منها. منذ الإعلان عن قانون الحد من التضخم، تم الإعلان عن أكثر من 100 مصنع جديد لتصنيع الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة. غالبًا ما تكون هذه المصانع في ولايات ذات مجتمعات طاقة تقليدية. وفي الوقت الحالي، نحن في وسط ردة فعل عنيفة، وخلال كامل عملية إعادة التفاوض بشأن سقف الديون في الصيف الماضي، كانت هناك تهديدات لقانون الحد من التضخم. لكن قانون الحد من التضخم ظل قائما لأنه يوفر فائدة اقتصادية حقيقية لتلك الدول التي تحتاج إليها خلال الفترة الانتقالية. لذا، فهي قوية جدًا. ويشارك ويلينغتون (Wellington) في إدارة صندوق هارتفورد كليميت أبورتيونتيز (Hartford Climate Opportunities)، الذي يركز بشكل رئيسي على الاستثمار في الأسماء الانتقالية وأسماء التكيف، والتي يمكن أن يستفيد الكثير منها من حوافز قانون الحد من التضخم.

اقرأ أيضًا كيف تعمل السندات الخضراء على تشويش الالتزامات البيئية؟

المصدر: مورنينغ ستار