اختر صفحة

لندن ودبي تصمدان بقوة أمام شتاء الأصول المشفرة

الصفحة الرئيسية » أسواق » لندن ودبي تصمدان بقوة أمام شتاء الأصول المشفرة

من المرجح أن تكون كلًا من لندن ودبي أكثر المدن اجتذابًا لاستثمارات الأصول المشفرة في المستقبل وأن تصبحا مراكز للشركات الناشئة ذات الصلة بالعملات المشفرة، وفقًا لدراسة أجراها شركة ريكاب (Recap) المتخصصة في حساب الضرائب على الأصول المشفرة. قامت الشركة بفحص عدد من المحددات منها البحث والتطوير كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي وملكية التشفير والأحداث الخاصة بالعملات المشفرة ومعدل ضريبة أرباح رأس المال وعدد شركات التشفير في الموقع. ووفقًا للنتائج التي تم الإعلان عنها في يناير / كانون الثاني 2023، احتلت لندن ودبي المركزين الأول والثاني على التوالي.

طوال عام 2022، قدمت حكومتا كل من المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة دعمًا علنيًا لمجتمعات التشفير وأعلنت عن طموحاتها لتصبح عواصم عالمية للعملات المشفرة.

احتضان لندن للأصول المشفرة

مع هبوط أسواق الأصول المشفرة في مارس / آذار 2022، فيما يسمى بـ “شتاء الأصول المشفرة”، أعلن وزير الخزانة البريطاني السابق (ورئيس الوزراء الحالي) ريشي سوناك لاحقًا عن خطط في أبريل / نيسان 2022 لجعل المملكة المتحدة “مركزًا عالميًا لـ “تكنولوجيا الأصول المشفرة والاستثمار” لضمان استمرار قدرة المملكة المتحدة التنافسية في القطاع الناشئ. كان التوقيت مشكوكًا فيه، لكن بصفته وزيرًا للمالية، كان سوناك من أشد المدافعين عن تكنولوجيا العملات المشفرة وسلاسل الكتل (البلوك تشين). وبصفته رئيس الوزراء الحالي للمملكة المتحدة، يعتمد الكثير في مجتمع العملة المشفرة على دعم سوناك المستمر والتزامه بالمستقبل الرقمي المالي للمملكة المتحدة. وحتى الآن، لا يوجد ما يشير إلى أي تراجع من جانب سوناك.

تعمل منصة تداول الأصول المشفرة برتيو (Bitrue) التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها في أوروبا، وتحظى بقاعدة مستخدمين تزيد عن 15,000 مستخدم في المملكة المتحدة. يؤكد روبرت كوارتلي – جانيرو كبير استراتيجيي برتيو (Bitrue) أن لندن تتمتع ببعض المزايا الفريدة كموقع جاهز للأصول المشفرة أبرزها رغبة حكومة المملكة المتحدة في احتضان هذا القطاع. ويضيف: “المهم هو أن تستخدم حكومة المملكة المتحدة مكانة لندن لبناء صناعة محترمة ومهنية تخلق وظائف جديدة تعطي من خلالها دفعة كبيرة للتنمية الاقتصادية”.

بالإضافة إلى ذلك، يستشهد كوارتلي جانيرو بالعدد الهائل من شركات إدارة الاستثمار والأصول البديلة في قطاع التشفير في لندن كميزة كبيرة، بالإضافة إلى الزيادات المستمرة في استثمارات العملات المشفرة في المملكة المتحدة بشكل عام.

دبي كمركز عالمي للأصول المشفرة

وبالمثل، قاد صانعو السياسة في دبي زمام المبادرة في وضع الإمارة كمركز عالمي للأصول المشفرة. يقول محمد الكاف الهاشمي المؤسس المشارك للعملة الإسلامية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية – وهي العملة الأصلية للبلوكتشين الذي يديره مجتمع حق أن هناك استثمارات مشفرة متراكمة في دبي أكثر من أي مكان آخر في العالم. ويضيف: “توجد هنا بنية تحتية ضخمة من الاتصالات والإنترنت والبيئة الحضرية. من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، يستثمر [المستثمرون] أيضًا في النظام البيئي الذي بدوره يجذب العقول المبدعة إلى الإمارة”.

في يونيو / حزيران 2022، خضعت العملة الإسلامية لفتوى تحريم صادرة عن السلطات الإسلامية الرائدة في العالم. لطالما كان تقاطع العملة المشفرة مع الامتثال للشريعة نقطة شائكة، ولكن بعد شهرين من إصدار الفتوى، جمعت العملة الإسلامية 200 مليون دولار (734.62 مليون درهم) في بيع خاص. لم يثبط الجدل طموحات دبي في أن تصبح مركزًا عالميًا للعملات المشفرة.

من العوامل الأخرى التي ساعدت الإمارة على تعزيز مركزها هو الدعم المؤسسي. ينسب الهاشمي الفضل إلى “الرؤى” داخل المؤسسة التي تساعد على تطوير مبادرات التكنولوجيا المتقدمة التي تنشأ في دبي. يقول الهاشمي: “على سبيل المثال، لن تجد أي دولة أخرى لديها وزارة مستقبل أو وزارة للذكاء الاصطناعي”. أنشأت الإمارات وكالة فضائية، كما أن دبي لديها أول هيئة تنظيمية للأصول الافتراضية لتطوير الاقتصاد الرقمي.

في عام 2022، اجتذبت دبي شركات أصول مشفرة منها منصة التداول الرائدة في العالم باينانس (Binance) ومنصة تداول العملات المشفرة باي بت (Bybit) التي نقلت مقرها الرئيسي من سنغافورة إلى دبي. ينظر الكثيرون إلى تدفق الاستثمار من قبل شركات التشفير الأجنبية على أنه نتيجة مباشرة لموقف الإمارة المستقبلي بشأن الوضوح التنظيمي للقطاع. في فبراير / شباط 2022، أعلنت سلطات دبي عن مجموعة جديدة من لوائح الأصول الرقمية، والتي كان يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها حافز للاستثمار الأجنبي.

بالإضافة إلى الشركات الكبيرة في قطاع التشفير، يقول الهاشمي أن العديد من الشركات الناشئة في مجال التشفير يتم إطلاقها من دبي، حيث يتم النظر إلى الإمارة على أنها مركز عالمي رئيسي يصل جغرافيًا إلى الشرق والغرب. ويضيف: “هناك العديد من الأحداث التي تحدث هنا كل يوم والتي تنقل الصناعة إلى المستوى التالي، وتجذب ألمع العقول في صناعة الويب 3 (Web3)”.

يبدو أن لندن ودبي تحافظان على ثباتهما خلال الشتاء الذي يمر به قطاع التشفير. على الرغم من المشاكل التي لحقت بقطاع التشفير بعد انهيار منصة التداول إف تي إكس (FTX) والسوق الهابطة التي تلت ذلك، تتوقع أبحاث غلوبال داتا (GlobalData) أنه بعيدًا عن الانهيار، فإن مشاكل التشفير الحالية قد تؤدي ببساطة إلى إعدام حالات الاستخدام غير الواقعية. وعندما تكشف براعم النمو الاقتصادي عن نفسها أخيرًا، ستكون كلتا المدينتين في وضع جيد يعزز قيادتهما العالمية للقطاع.

اقرأ أيضًا الشركات الألمانية تواجه تحديات بسبب أسعار الطاقة رغم التراجع

المصدر: أنفستمنت مونيتور

ربما يعجبك أيضا…

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك في نشرتنا الإخبارية

انضم إلى قائمتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات من فريقنا.

لقد تم اشتراكك بنجاح!

Share This