كان عدد السيارات التي سلمتها تسلا في الربع الثاني سؤالًا مهمًا سواء للمتفائلين أو المتشائمين في الأسابيع الأخيرة. أما الآن فبعد ان أصبحت عمليات التسليم معروفة. فالسؤال التالي: ما هو “فرن المال”؟

هذا هو التعبير الذي وصف به إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا (Tesla) مؤخرًا منشأتي التصنيع الجديدتين لشركته في أوستن بتكساس وبرلين بألمانيا. من الصعب فهم تأثير فرن النقود على التدفق النقدي ربع السنوي.

سلمت تسلا حوالي 255,000 سيارة في الربع الثاني من عام 2022 مقارنةً بحوالي 310,000 مركبة في الربع الأول.

النتيجة ليست سيئة للغاية بالنظر إلى ما حدث. فقد تم تعطيل مصنع تسلا (Tesla) الأكثر إنتاجية في الصين لعدة أشهر بسبب قيود كوڤيد التي تم تطبيقها لمساعدة المسؤولين الصينيين في السيطرة على ارتفاع الإصابات، وبالتالي أثرت عمليات الإغلاق على الإنتاج في صناعة السيارات بأكملها.

لن تكون الكميات التي سلمتها تسلا (Tesla) أكبر أو أقل كثيرًا من حجم مخزونها، وقد تركزت تقديرات المحللين الحالية حول مستوى 250,000. هذا الرقم يعني شيئًا للثيران المتفائلة والدببة المتشائمة.

بالنسبة للمتداولين المتفائلين أو من يطلق عليهم الثيران في أسواق المال، فسيتمسكون ببيان تسلا (Tesla) عن التسليم والذي يقول أن شهر يونيو / حزيران كان أفضل شهر للشركة من حيث الإنتاج على الإطلاق. أما المتداولين المتشائمين أو “الدببة” فسيبدأون في التساؤل عن التدفق النقدي للربع الثاني في ظل الانخفاض المتسلسل في المبيعات.

تتوقع وول ستريت أن تولد تسلا (Tesla) حوالي 745 مليون دولار من التدفق النقدي الحر في الربع الثاني مقارنةً بـ 2.2 مليار دولار في الربع الأول من عام 2022. وقد يكون الرقم 745 مليون دولار مرتفعًا.

كتب المحلل في نيو ستريت ريسيرش (New Street Research) بيير فيراغو في تقرير يوم السبت: “التوقعات لا تتماشى مع التأثير الذي ستحدثه عمليات التسليم المنخفضة على رأس المال العامل”. تميل تسلا (Tesla) إلى توليد التدفق النقدي من التغيرات في الذمم المدينة والدائنة عندما تنمو المبيعات. لذلك يتوقع فيراغو أن تتعادل نتائج التدفق النقدي الحر.

هناك نوعان من التحديات الأخرى التي يواجهها المستثمرون الذين يحاولون توقع التدفق النقدي الحر. كتبت فيكي بريان مؤسس شركة بوند أنجل (Bond Angle) الجمعة: “مجرد أن يتمكن المستثمرون من تخمين كيفية تأثير الانخفاض الكبير في العمليات الصينية على ربحية تسلا وتدفقها النقدي، لن يساعد”.

تعتقد بريان أن مصنع تسلا في الصين يمثل مصدر غالبية التدفق النقدي الحر الذي تولده الشركة. هناك بعض الأسباب التي تجعل المحللين يعتقدون أن الربحية الصينية أعلى من الأرباح المحققة في الولايات المتحدة لعدة عوامل مثل المحاسبة الضريبية المؤجلة الغامضة والتأثير الإيجابي للمصنع الصيني على هوامش الربح الإجمالية بعد وقت قصير من بدء تشغيله. من الصعب معرفة مقدار الزيادة في التدفق بالضبط، كما تشير بريان. ومع تعطل الإنتاج في الربع الثاني بشكل رئيسي في الصين، قد يكون التأثير على التدفق النقدي أكبر مما يتوقعه المستثمرون.

كما أعربت برايان عن قلقها بشأن أفران ماسك المالية في تقريرها، حيث قال ماسك في مقابلة أجريت معه مؤخرًا مع (Tesla Owners of Silicon Valley Club): “يبدو أن هناك صوت هدير عملاق وهو صوت نقود مشتعلة، مصنعي الشركة ببرلين وأوستن يخسران مليارات الدولارات في الوقت الحالي”.

ربما كان ماسك يتحدث عن خسائر سنوية، أو ربما كان يتحدث عن كل رأس المال الذي استثمرته الشركة في المصانع الجديدة قبل أن يبدأ أي منهما في تحقيق مبيعات كبيرة. أو ربما كان ماسك مبالغًا. أيًا كان ما يقصده ماسك، فإن الخسائر الناشئة هي شيء آخر يجب على المستثمرين أن يواجهوه.

لم ترد تسلا على الفور على طلب للتعليق على تصريحات ماسك.

تأتي تقديرات التدفق النقدي مع انخفاض تقديرات التسليم من حوالي 350,000 إلى 250,000 مركبة. يكتشف المستثمرون ما إذا كان ذلك كافياً يوم الأربعاء 20 يوليو / تموز، عندما تعلن الشركة عن أرقام الربع الثاني بعد إغلاق التداول.

بالنسبة للنصف الثاني من عام 2022، فمن المتوقع أن يستمر الإنتاج في الارتفاع في النصف الثاني من العام. وتتوقع وول ستريت ما يقرب من 390,000 عملية تسليم في الربع الثالث و445,000 عملية تسليم في الربع الرابع، أي تسليم حوالي 1.4. مليون وحدة عن العام بأكمله. وهذا يمثل ارتفاعًا بنسبة 50% تقريبًا من حوالي 936,000 مركبة تم تسليمها في عام 2021.

انخفض سهم تسلا (Tesla) بحوالي 35% منذ بداية العام حتى الآن، وهو أسوأ من الانخفاضات بنسبة 20% و29% في كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) ومؤشر ناسداك المركب (Nasdaq Composite) على التوالي.

اقرأ أيضاً مسؤول حكومي: تسعى البرازيل لتوسيع التجارة والاستثمار مع الدول العربية

المصدر بارونز