يجب على مجلس إدارة تسلا (Tesla Inc) تحليل التأثير الذي سيقع على المستثمرين إذا غادر الرئيس التنفيذي إيلون ماسك أو غيره من المسؤولين الرئيسيين الشركة، كما يقترح أحد المساهمين. تنصح مورنينغ ستار ساستينالتيكس (Morningstar Sustainalytics) في تقرير المستثمرين بدعم الاقتراح في الاجتماع السنوي لشركة تسلا (Tesla) المقرر في 16 مايو / أيار.

يشمل الاقتراح إعداد تقرير بشأن مخاطر الشخص الرئيسي في تسلا (Tesla). وهذا يعني أن مجلس الإدارة سيحدد الأشخاص الرئيسيين مثل ماسك، ممن تعتمد عليهم الشركة بشكل مفرط، وممن يؤثر غيابهم أو سلوكهم على قيمة الشركة. بالإضافة إلى ذلك، يقول التقرير أنه يجب أن يحتوي التقرير على إجراءات للتعامل مع المخاطر المتعلقة بالشخص الرئيسي. وفقًا للاقتراح، تشمل هذه الإجراءات تحديد الأشخاص الرئيسيين وتدريب خلفاءهم وتخفيف الأثر المالي لخسارة أي شخص رئيسي. قدمت الاقتراح كارين روبرتسدوتير أحد المساهمين في الشركة.

بعض الأمثلة على مخاطر الأشخاص الرئيسيين

إن مخاطر الشخص الرئيسي ليست غريبة عن الشركات. لنأخذ على سبيل المثال شركة بيركشاير هاثاواي (Berkshire Hathaway) ومؤسسها وارن بافيت، اللذان يُعتبران على نطاق واسع أحد أكبر المستثمرين على الإطلاق. يتوقع مستثمرو بيركشاير (Berkshire) أن تتعرض الأسهم للضغط إذا مات بافيت أو إذا أصيب بأي مرض عقلي. تعد بيركشاير (Berkshire) مثالًا رئيسيًا على مخاطر الشخص الرئيسي، وقد خفضت وكالات التصنيف تصنيف بيركشاير (Berkshire) في الماضي بسبب ذلك بشكل خاص.

في بعض الأحيان، تنشأ مخاطر الشخص الرئيسي من سوء سلوك الرئيس التنفيذي. لنأخذ حالة كارلوس غصن رئيس رينو (Renault) ونيسان (Nissan) وميتسوبيشي موتورز (Mitsubishi Motors) الذي هرب إلى لبنان بعد اتهامه بالتقليل من تعويضه المعلن.

يمكن أن ترتبط ثروات الشركات مثل تسلا (Tesla) بشكل مفرط بإجراءات الرئيس التنفيذي. فقد انخفضت أسهم تسلا (Tesla) بشكل حاد في أبريل / نيسان 2022 مع ظهور أنباء اهتمام ماسك بشراء تويتر (Twitter). منذ ذلك الحين، أصبح ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تويتر (Twitter)، وبحسب ما ورد قام بسحب العشرات من مهندسي تسلا (Tesla) لإعادة تشكيل تويتر (Twitter). كما أدت الأخبار التي تفيد بأن ماسك وجد رئيسًا تنفيذيًا جديدًا ليحل محله في تويتر (Twitter) إلى رفع أسعار أسهم تسلا (Tesla).

ضعف الأداء كأثر لمخاطر الشخص الرئيسي

غالبًا ما يصاحب  مخاطر الشخص الرئيسي تراجع الأداء. لقد استشهدت روبرتسدوتير بتقرير مورغان ستانلي (Morgan Stanley) لعام 2018 الذي وجد أنه في عام 2017، ترك 59 مديرًا تنفيذيًا في شركات مدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) شركاتهم، وأن أداء هذه الشركات كان أقل من أداء السوق بنسبة 11% في الأشهر الـ 12 التالية.

بينما كتبت مورنينغ ستار ساستينالتيكس (Morningstar Sustainalytics):”في ضوء المخاوف واسعة الانتشار من أن مجلس إدارة تسلا (Tesla) لا يمارس رقابة فعالة على الرئيس التنفيذي، مما يترتب عليه تعرض المساهمون في تسلا (Tesla) إلى مخاطر الشخص الرئيسي، نحن نوصي بالتصويت لدعم هذا القرار.

وفي مقابلة، قال جاكي كوك كاتب تقرير مورنينغ ستار ساستينالتيكس (Morningstar Sustainalytics ومدير الإشراف في شركة ساستينالتيكس (Sustainalytics) أن الاقتراح “يلخص بإيجاز بعض مشكلات الحوكمة الأساسية في الشركة”.

تعارض تسلا (Tesla) اقتراح المساهمة. وتقول أن مجلس الإدارة وإدارة الشركة هم الأفضل تجهيزًا لتنفيذ تخطيط التعاقب والتعامل مع قرارات التوظيف والترقية وإنهاء الخدمة اليومية. وتقول أيضًا أن تبني الاقتراح من شأنه أن يتسبب في ضرر تنافسي لشركة تسلا (Tesla).

ومع ذلك، ففي أحدث تقرير 10 كيه للشركة، حددت تسلا (Tesla) مخاطر الشخص الرئيسي وقالت: “نحن نعتمد بشكل كبير على خدمات إيلون ماسك وتكنولوجيا تسلا (Tesla) والرئيس التنفيذي لدينا”.

على صعيد آخر، توصي مجموعة من مستثمري تسلا (Tesla) بأن يصوت المساهمون ضد جيه بي ستراوبل المرشح الجديد لمجلس الإدارة، بحجة أن ستراوبل هو أحد المطلعين على الشركة ولن يزيد من استقلالية مجلس الإدارة. إن ستراوبل هو أحد مؤسسي تسلا (Tesla) ورئيس قسم التكنولوجيا السابق والمدير التنفيذي لشركة ريد وود ماتريالز (Redwood Materials) الخاصة بالبطاريات.

في بيان لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، قالت المجموعة أن مجلس إدارة تسلا (Tesla) لديه بالفعل “علاقات قوية مع الرئيس التنفيذي إيلون ماسك وشقيقه كيمبل ماسك وإيرا ايهرنبريس وجيمس ماردوخ، الذين يعتبرون أنفسهم أصدقاءه الشخصيين، ويعملون كمديرين”. كما قالت المجموعة أن الضعف الحالي في مجلس الإدارة سمح لها بالموافقة على حزمة رواتب بقيمة 56 مليار دولار لماسك في عام 2018، والتي قالت محكمة ديلاوير تشانسري أنه قرار ينبغي النظر إليه “بريبة قضائية متزايدة” بسبب تضارب المصالح بين الموافقة على حزمة الدفع ووضع ماسك كمساهم مسيطر.

تضم مجموعة المساهمين المعترضين نورديا أسيت مانجمنت (Nordea Asset Management) وبينشن دنمارك (Pension Danmark) ونيا إمباكت كابيتال (NIA Impact Capital) وإس أو سي إنفستمنت غروب (SOC Investment Group) وغيرهم.

قال سيث غولدشتاين الخبير الاستراتيجي في مورنينغ ستار (Morningstar) في مقابلة: “قد يكون هناك فرصة جيدة لتمرير الاقتراح. إذا تنحى ماسك عمليًا، أعتقد أن ذلك يمثل خطرًا على السهم”. واستشهد غولدشتاين بانخفاض سهم تسلا (Tesla) عندما اشترى ماسك تويتر (Twitter). كذلك عندما نشر ماسك تغريدات مشحونة سياسياً، سقط سهم تسلا (Tesla) أيضًا بسبب مخاوف من أن تغريداته ستبعد المستهلكين، كما يقول غولدشتاين. حاليًا، يصنف غولدشتاين تسلا (Tesla) بأنها مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية.

في الماضي، استجابت تسلا (Tesla) لبعض مقترحات المساهمين. على سبيل المثال، تم دعم شركة كالفيرت ريسيرتش آند مانجمنت (Calvert Research & Management) – وهي إحدى وحدات مورغان ستانلي (Morgan Stanley) – من قبل غالبية المساهمين في اقتراح يطلب من تسلا (Tesla) تقديم المزيد من البيانات حول جهود التنوع والمساواة والشمول، قدمت تسلا (Tesla) تقرير إي إي أو (EEO-1) مفصل من بياناتها مع لجنة تكافؤ فرص العمل الأمريكية.

حتى بالنسبة للمستثمرين من خارج تسلا (Tesla) ، فإن اجتماع تسلا (Tesla) السنوي هو “الأكثر إثارة للاهتمام” في الموسم، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاقتراح المتعلق بمخاطر الشخص الرئيسي وكذلك قرار تسلا (Tesla) بتغيير موعد اجتماعها السنوي، مما يجعل من الصعب على على المساهمين تقديم مقترحات أخرى، كما يقول كوك.

اقرأ أيضًا هيندنبيرغ ريسيرتش تهاجم ايكان إنتربرايزيس الأمريكية

المصدر: مورنينغ ستار