رفضت شركة الكيماويات الألمانية كوفيسترو (Covestro) عرض استحواذ بقيمة 13 مليار يورو من شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، مما ضغط على شركة الطاقة المملوكة للدولة لزيادة قيمة عرضها إذا كانت ترغب في متابعة الصفقة.

رفضت شركة كوفيسترو (Covestro) يوم الخميس عرض أدنوك البالغ 13 مليار يورو تقريبًا، والذي كان من الممكن أن يتحول إلى أحد أكبر الصفقات هذا العام إذا تحقق، وفقًا لمصادر مطلعة على الأمر. وقالت المصادر أن كوفيسترو (Covestro) لم يستبعد المزيد من المشاركة.

لقد قيّم العرض أسهم كوفيسترو (Covestro) بحوالي 55 يورو للسهم، أي بعلاوة تبلغ حوالي 40% على سعر سهم الشركة غير المضطرب البالغ 39 يورو للسهم الواحد. وهذا يعادل تقييمًا يقارب 11 مليار يورو لأسهم الشركة، قبل أخذ الديون وعوامل أخرى في الاعتبار.

قال شخص قريب من الصفقة أن شركة النفط ستدعم استراتيجية الإدارة.

رفض كل من كوفيسترو (Covestro) وممثلين عن أدنوك التعليق.

يأتي ذلك في الوقت الذي تستعرض فيه الإمارة الغنية بالنفط قوتها المالية، وتنشر سنوات من عائدات النفط والغاز الزائدة في القطاعات التي يمكن أن تساعد الدولة على التخلص من الاعتماد على النفط.

إن “كوفيسترو (Covestro)” – إحدى أكبر الشركات في ألمانيا – متخصصة في رغاوي العزل التي يمكن أن تساعد “أدنوك” في توسيع أعمالها في مجال الكيماويات كجزء من إستراتيجية تنويع أوسع. سعت أدنوك – بقيادة سلطان الجابر المسؤول أيضًا عن استضافة الإمارات لقمة المناخ كوب 28 (COP28) – إلى تعظيم قيمة موارد الدولة الخليجية من خلال التوسع في الإنتاج النهائي.

تحاول شركة النفط أيضًا جعل مصانعها الكبيرة كثيفة الاستهلاك للطاقة أقل اعتمادًا على الوقود الأحفوري، والاستثمار في التقنيات الخضراء وحلول إعادة التدوير التي تزداد جاذبية مع تزايد الطلب على المكونات الأقل خطورة على البيئة.

شكّل الارتفاع في أسعار الطاقة الذي عزز شركات الوقود الأحفوري التحدي المعاكس لشركات الكيماويات مثل كوفيسترو (Covestro). في مارس / آذار، حذرت الشركة من أن أرباح هذا العام ستكون “أقل بكثير” من أرباح عام 2022.

في العام الماضي، بلغت أرباحها قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 1.6 مليار يورو، أي ما يقرب من نصف الرقم عن العام السابق. قال كوفيسترو (Covestro) في ذلك الوقت: “الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة والمواد الخام خلال العام، وخاصة في أوروبا، وضع ضغوطًا على الشركة”.

أثارت أزمة الغاز الأوروبية، التي ضربت ألمانيا بشكل خاص، القلق بشأن مستقبل الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الكيماويات في القارة. أعلنت باسف (BASF) – أكبر شركة كيميائية في العالم من حيث الإيرادات – العام الماضي أنها ستقلص عملياتها “بشكل دائم” في ألمانيا.

انخفضت أسهم كوفيسترو (Covestro) – التي انفصلت عن بير (Bayer) في عام 2015 – إلى النصف تقريبًا منذ ذروتها قبل خمس سنوات. بلغ سعر السهم 47.90 يورو بعد ظهر يوم الخميس، بارتفاع بنسبة 20% تقريبًا منذ بداية الأسبوع بعد تقارير من بلومبيرغ بشأن عرض أدنوك. وكانت الأسهم قد ارتفعت بنحو 1.6% بعد ظهر الخميس.

خصصت أدنوك 150 مليار دولار للاستثمار في الغاز الطبيعي والكيماويات والطاقة النظيفة، مع تحول الشركات بعيدًا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري. تلتزم الشركة المملوكة للدولة بتوسيع الإنتاج المحلي من النفط الخام والغاز الطبيعي والمنتجات ذات الصلة مثل البلاستيك.

وهي تمتلك بالفعل حصة أغلبية في بروج، وهو مشروع مشترك مع شركة بورياليس (Borealis) النمساوية.

اقرأ أيضًا استمرار تباطؤ عمليات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة

المصدر: فاينانشال تايمز