اختر صفحة

الولايات المتحدة عازمة على إحداث ثورة في صناعة الرقائق الدقيقة

الصفحة الرئيسية » الأعمال » الولايات المتحدة عازمة على إحداث ثورة في صناعة الرقائق الدقيقة

تكافح الولايات المتحدة لتصبح واحدة من أكبر منتجي الرقائق الدقيقة في العالم سعيًا للقيام بدور رائد في التحول الأخضر العالمي. وبينما تستمر الصين في الهيمنة على مجال الرقائق الدقيقة فإن العديد من السياسات التي تعمل على تحفيز التنمية الخضراء والإبداع التكنولوجي والتصنيع تدفع الولايات المتحدة إلى الإقتراب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق أهدافها في إنتاج الرقائق الدقيقة.

هذا وتعد أشباه الموصلات عنصرًا حيويًا في الحياة اليومية حيث تستخدم لتشغيل الهواتف الذكية وأجهزة الراديو وأجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو والمعدات الطبية والعديد من الأجهزة الأخرى. ومن المفهوم أن ترغب الولايات المتحدة في تعزيز سلسلة التوريد الخاصة بها لضمان حصول البلاد على القدرة الكافية على الوصول إلى الرقائق الدقيقة في السنوات المقبلة لتعزيز الأمن. حيث أعلنت إدارة بايدن عن استثمار عام بقيمة 39 مليار دولار لدعم تطوير مرافق إنتاج أشباه الموصلات في جميع أنحاء الولايات المتحدة لتطوير الصناعة التحويلية المحلية وتقليل الاعتماد على القوى الأجنبية مثل الصين.

وحتى مع بناء مصانع الإنتاج المحلية فإن تطوير أشباه الموصلات يعتمد على مجموعة واسعة من العمليات التي تحدث في جميع أنحاء العالم. ويرجع ذلك أساسًا إلى أن تصنيع أشباه الموصلات يتطلب مزيجًا من المواد الموجودة حول العالم مثل السيليكون والكربون والجرافيت. منذ اختراع أول شرائح كمبيوتر في الولايات المتحدة في أواخر الستينيات تم نقل جزء كبير من الإنتاج إلى الخارج حيث سعت الشركات إلى خفض التكاليف. على مدى العقود القليلة الماضية أصبحت المنطقة الآسيوية رائدة في إنتاج الرقائق الدقيقة بعد أن طورت رقائق أرخص وأكثر تقدمًا من تلك المصنعة في الولايات المتحدة. وتنتج تايوان الآن أكثر من 60% من الرقائق في العالم وأكثر من 90% من الرقائق الدقيقة المتقدمة. وقد أدى ذلك إلى انخفاض تصنيع الرقائق الدقيقة في الولايات المتحدة من 37% من المعروض العالمي في عام 1990 إلى 12% فقط اليوم.

وتسعى الولايات المتحدة جاهدة إلى إعادة ترسيخ مكانتها كدولة رائدة على مستوى العالم في إنتاج أشباه الموصلات من خلال زيادة التمويل العام والحوافز المالية لدعم النمو الصناعي. كما أشارت دراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية في عام 2020 إلى أن تمويلًا بقيمة 50 مليار دولار في الصناعة يمكن أن يساعد في تعزيز حصة تصنيع الرقائق الدقيقة في الولايات المتحدة إلى حوالي 13% إلى 14% بحلول نهاية العقد. وفي الوقت نفسه وبدون تمويل إضافي وجدت الدراسة أن هذا الرقم قد ينخفض ​​إلى حوالي 10% وتتوقع الولايات المتحدة زيادة مساهمتها في سوق تصنيع الرقائق الدقيقة العالمية إلى حوالي 20% بحلول عام 2030 بناًء على المستوى الحالي للاستثمار.

لقد أصبحت الحاجة إلى سلسلة توريد محلية أقوى للرقائق الدقيقة واضحة بعد النقص الذي شهده عام 2021 بعد جائحة كوفيد-19 وأوضحت لايل برينارد مديرة المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض أن “أشباه الموصلات هي المدخل الرئيسي في العديد من السلع ذات الأهمية الحيوية لاقتصادنا”. وأشارت أيضًا إلى أن إضافة المزيد من إنتاج الرقائق الدقيقة في الولايات المتحدة كان من شأنه أن يقلل من مشاكل العرض في عام 2021 ومن المتوقع أن يساعد الاستثمار في هذا القطاع في تقليل التضخم.

وفي حين تعتزم الولايات المتحدة زيادة قدراتها الإنتاجية بشكل كبير في السنوات المقبلة فإن إنتاج الرقائق الدقيقة سوف يظل جهدًا دوليًا. وقد أشار تقرير التحالف العالمي لأشباه الموصلات لعام 2020 إلى أن الرقائق ومكوناتها يمكن أن تعبر الحدود الدولية 70 مرة أو أكثر قبل أن تصل إلى المستهلك وتسافر أكثر من 25,000 ميل. وفي الوقت نفسه، أشارت دراسة أخرى أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية ورابطة صناعة أشباه الموصلات إلى أن تحقيق سلسلة توريد للرقائق الدقيقة في الولايات المتحدة مكتفية ذاتيًا سيتطلب تمويلًا بقيمة تريليون دولار تقريبًا مما يؤدي إلى رفع أسعار الرقائق والمنتجات التي تستخدمها.

هناك العديد من مشاريع أشباه الموصلات الجديدة قيد التطوير في الولايات المتحدة في الوقت الحاضر والتي من المتوقع أن تعزز جهود الإنتاج المحلي. وفي إبريل / نيسان أعلنت وزارة التجارة الأميركية عن تمويل بقيمة 90 مليون دولار لتحسين مصنع لأشباه الموصلات في كولورادو سبرينغز بولاية كولورادو و72 مليون دولار لتوسيع منشأة في غريشام بولاية أوريغون. ومن المتوقع أن يساعد ذلك شركة مايكروشيب تكنولوجي (Microchip Technology Inc) على زيادة إنتاجها بمقدار ثلاثة أضعاف ومن المتوقع أن يعزز هذا الاستثمار فرص العمل في قطاعي البناء والتصنيع بنحو 700 وظيفة خلال العقد المقبل.

وأعلنت إدارة بايدن أيضًا في أبريل / نيسان أنها ستقدم منحًا بقيمة 6.4 مليار دولار لشركة سامسونج لتعزيز جهود الإنتاج المحلي وسيدعم هذا جهود سامسونغ لتطوير مركز لتصنيع الرقائق في تايلور وتكساس بالإضافة إلى توسيع موقعها في أوستن. وتخطط سامسونغ أيضًا لبناء منشأة للبحث والتطوير في تايلور لدفع الابتكار في مجال تكنولوجيا الرقائق الدقيقة. ويأتي التمويل من قانون شيبس (CHIPS) لعام 2022 الذي أقره الحزبان وقد تم تقليد هذه الجهود في أوروبا حيث أقر الاتحاد الأوروبي قانون الرقائق الأوروبي في عام 2023 حيث حشد 46.5 مليار دولار من الاستثمارات لتعزيز حصة أوروبا في السوق العالمية في أشباه الموصلات من 10% اليوم إلى 20% بحلول عام 2030.

ومن المتوقع أن تساعد الاستثمارات العامة والخاصة الضخمة في صناعة أشباه الموصلات في السنوات الأخيرة في ترسيخ مكانة الولايات المتحدة كدولة رائدة عالميًا في تصنيع الرقائق الدقيقة. ومع استمرار التمويل فإن المزيد من البحث والتطوير من شأنه أن يساعد في تحفيز الإبداع في إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة لتقليل الاعتماد على القوى الأجنبية مثل تايوان في إمداد أميركا بالرقائق الدقيقة. علاوة على ذلك فإن تطوير صناعة أشباه الموصلات الأوروبية سوف يدعم الأهداف الرامية إلى تقليل الاعتماد العام على آسيا للحصول على الرقائق الدقيقة في العالم.

اقرأ أيضًا: الاقتصاد الألماني يتخطى الركود

المصدر: أويل برايز

ربما يعجبك أيضا…

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في نشرتنا الإخبارية
اشترك في نشرتنا الإخبارية

انضم إلى قائمتنا البريدية لتلقي آخر الأخبار والتحديثات من فريقنا.

لقد تم اشتراكك بنجاح!

Share This