جمع صندوق الثروة السيادي في المملكة العربية السعودية 3 مليارات دولار من خلال صفقة سندات لأول مرة بالعملة التي تمثل أيضًا أول استثمار له في التمويل الأخلاقي.
باع صندوق الاستثمارات العامة الدين على ثلاث شرائح، بما في ذلك السندات الخضراء الدولارية لأجل مائة عام.
شروط الصفقة
- 1.25 مليار دولار 5 سنوات بسعر T +125 نقطة أساس
- 1.25 مليار دولار 10 سنوات بسعر T +165 نقطة أساس
- 500 مليون دولار 100 سنة بنسبة 6.7%
*يذكر أن T هو سعر سندات الخزانة الأمريكية
ينضم صندوق الاستثمارات العامة إلى مجموعة من الدول الغنية بالنفط في زيادة الديون الخضراء سعيًا لتنويع مصادر التمويل طويل الأجل وتعزيز الالتزامات بالمشاريع الصديقة للبيئة. لكن لم يسبق أن أصدر أيًا من هذه الدول سندات دولارية خضراء لأجل قرن. لقد أصدر صندوق الاستثمارات العامة 500 مليون دولار من سندات المائة عام.
على الرغم من الزيادة الأخيرة في الأسعار، إلا أنها لا تزال منخفضة مقارنة بالمستويات التاريخية. يقول دوغ بيتكون رئيس استراتيجيات الائتمان في بنك رسملة الاستثماري في دبي: “إن تأمين التمويل لأجل من خلال بيع سندات القرن سيساعد صندوق الاستثمارات العامة على تمويل رؤيته الاقتصادية متعددة العقود بكفاءة. الجانب السلبي هو أن هذه الورقة لن يكون لها عرض إقليمي طبيعي ومن المرجح أن تكون متقلبة للغاية في أوقات ضغوط السوق”.
تأتي السندات في الوقت الذي تسعى فيه المملكة العربية السعودية – إحدى أكبر مصدري النفط في العالم – إلى تقليل اعتماد اقتصادها على مبيعات النفط الخام. كما تعهدت المملكة ببلوغ حياد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري داخل حدودها بحلول عام 2060، وخصصت المليارات لتكنولوجيا احتجاز الكربون سعيًا لتحقيق هذا الهدف.
خفض الإنتاج
يأتي عرض الديون في الوقت الذي وافقت فيه أوبك بلاس على خفض كبير للإنتاج للحفاظ على أسعار النفط مرتفعة يوم الأربعاء، مما أثار انتقادًا فوريًا من الولايات المتحدة. ودافع وزراء من مجموعة المنتجين عن هذه الخطوة باعتبارها ضرورية لحماية صناعة النفط واقتصاداتهم من مخاطر التباطؤ العالمي.
كتب خافيير بلاس الكاتب في بلومبيرغ أوبينيون أن “تحالف أوبك بلاس وجه لتوه ازدراءً هائلاً للحكومات الغربية التي تواجه أسوأ أزمة طاقة منذ نصف قرن. انظر إلى الكلمات الطنانة المصاحبة لخفض إنتاج النفط يوم الأربعاء – “حركة استباقية” و”توقعات غير مؤكدة” – من الصعب رؤية هذه الخطوة على أنها أي شيء سوى هجوم على الاقتصاد العالمي الذي يحتاج بشدة إلى بقاء سعر النفط الخام منخفضًا”.
يُعد صندوق الاستثمارات العامة داعمًا رئيسيًا للعديد من الطموحات الخضراء للبلاد وسيستخدم عائدات بيع السندات لتمويل أو إعادة تمويل أو الاستثمار في واحد أو أكثر من المشاريع الخضراء مثل الطاقة المتجددة، وفقًا لبيان إصدار السندات. تم تكليف صندوق الاستثمارات العامة بتطوير 70% من برنامج الطاقة المتجددة في المملكة، ويتوقع أن يستثمر أكثر من 10 مليارات دولار في مشاريع خضراء بحلول عام 2026، وفقًا للبيان.
يقول سيرجي ديرغاتشيف مدير المحفظة ورئيس قسم ديون الشركات في الأسواق الناشئة في يونيون إنفستمنت برايفت فاندس (Union Investment Privatfonds GmbH) في فرانكفورت: “إن إصدار سندات لأجل قرن بالتأكيد يثير الكثير من الاهتمام، وهو خيار مثير للاهتمام بالنسبة للمستثمرين خاصةً التايوانيين الذين لديهم أفق زمني أطول”.
الانتقال من النفط
تخطط المملكة لزيادة مزيج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في شبكتها المحلية إلى 50% بحلول عام 2030، مع استخدام الغاز الطبيعي لتعويض الباقي. تستثمر الدولة أيضًا بكثافة في الهيدروجين الذي يُنظر إليه على أنه حاسم في تحولها بعيدًا عن النفط والغاز.
ومع ذلك، لا يزال بعض المراقبين متشككين بعد بالتزام المملكة أيضًا بالاستثمار بشكل أكبر في إنتاج النفط والغاز بحجة أن العالم يحتاج إلى المزيد من الهيدروكربونات مع انتقاله إلى وقود أنظف. لا يوجد بلد آخر في مجموعة العشرين يسجل معدل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد مثل المملكة العربية السعودية.
قالت وكالة موديز إنفستورز سيرفيس (Moody’s Investors Service) في فبراير / شباط أنه رغم تعرض الصندوق “بشكل غير مباشر” للمخاطر البيئية والاجتماعية، فإن “محفظته متنوعة للغاية والعديد من القطاعات التي يستثمر فيها صندوق الاستثمارات العامة معرضة بشكل منخفض للمخاطر البيئية والاجتماعية”.
يذكر أن المنسقين العالميين لعملية البيع هم بنك بي إن بي باريبا (BNP Paribas SA) وسيتي غروب (.Citigroup Inc) ودويتشه بنك (Deutsche Bank AG) ومجموعة غولدمان ساكس (.Goldman Sachs Group Inc) وجي بي مورغان تشايس آند كو (.JPMorgan Chase & Co). وقد تم تصنيف الصندوق من قبل وكالة مودز إنفستورز سيرفيس (Moody’s Investors Service) عند ايه 1 (A1) ووكالة فيتش (Fitch) عند ايه (A) وهو سادس أعلى مستوى استثماري، وهو أيضًا نفس التقييم الذي منح للحكومة السعودية.
اقرأ أيضًا فيسبوك يسعى للحصول على مساعدة المستخدمين في تحسين الخوارزمية الخاصة به
0 تعليق