أعلنت الحكومة الهولندية يوم الأربعاء أنها تخطط لفرض قيود جديدة على صادرات تكنولوجيا أشباه الموصلات لحماية الأمن القومي، وبذلك تضيف إلى الجهود الأمريكية التي تسعى للحد من صادرات الرقائق إلى الصين.
يمثل هذا الإعلان أول خطوة ملموسة من قبل الهولنديين – الذين يشرفون على التكنولوجيا الأساسية لصناعة الرقائق – نحو تبني القواعد التي تحفزها واشنطن لإعاقة صناعة الرقائق في الصين وإبطاء تقدمها العسكري.
فرضت الولايات المتحدة في أكتوبر / تشرين الأول قيودًا شاملة على الصادرات على شحنات أدوات صناعة الرقائق الأمريكية إلى الصين. ولكن لكي تكون القيود فعالة، فإنها تحتاج إلى تعاون موردين رئيسيين آخرين في هولندا واليابان، ينتجون تكنولوجيا رئيسية لصناعة الرقائق. وتجري الدول الحليفة محادثات بشأن هذه المسألة منذ شهور.
أعلنت وزيرة التجارة الهولندي ليسي شرينيماخر القرار في خطاب إلى البرلمان قائلًا أنه سيتم تفعيل القيود قبل الصيف.
لم تذكر شرينيماخر في خطابها الصين – التي تعد شريك تجاري رئيسي لهولندا – أو ايه إس إم إل هولدينغ (ASML Holding) – أكبر شركة تكنولوجيا في أوروبا والمورد الرئيسي لمصنعي أشباه الموصلات، لكن كلاهما سيتأثر. حددت إحدى التقنيات التي ستتأثر هي أنظمة الطباعة الحجرية “DUV”، وهي ثاني أكثر الآلات تقدمًا التي تبيعها ايه إس إم إل (ASML) لمصنعي شرائح الكمبيوتر.
وجاء في الخطاب: “لأن هولندا تعتبر أنه من الضروري لأسباب تتعلق بالأمن القومي أن تخضع هذه التكنولوجيا للرقابة بأقصى سرعة، فإن مجلس الوزراء سيقدم قائمة رقابة وطنية”.
لم يرد ممثل البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق.
قالت ايه إس إم إل (ASML) في ردها إنها تتوقع أن تضطر إلى التقدم بطلب للحصول على تراخيص لتصدير الجزء الأكثر تقدمًا بين أجهزتها للطباعة الحجرية، لكن ذلك لن يؤثر على التوجيه المالي لعام 2023.
تهيمن ايه إس إم إل (ASML) على سوق أنظمة الطباعة الحجرية، وهي آلات بملايين الدولارات تستخدم أشعة الليزر القوية لإنشاء الدوائر الدقيقة لرقائق الكمبيوتر.
تتوقع الشركة أن تظل المبيعات في الصين ثابتة عند 2.2 مليار يورو في عام 2023، مما يعني انكماشًا نسبيًا حيث تتوقع الشركة نمو المبيعات الإجمالية بنسبة 25%. يشارك عملاء ايه إس إم إل (ASML) الرئيسيين مثل شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات [تايوان سيميكوندكتورز مانيوفاكتشرينغ (Taiwan Semiconductor Manufacturing Co)] وإنتل (Intel Corp) في زيادة سعة الإنتاج.
لم تبع ايه إس إم إل (ASML) أبدًا أكثر آلاتها للطباعة الحجرية القصوى”EUV” تقدمًا للعملاء في الصين، ويذهب الجزء الأكبر من مبيعات أنظمة الطباعة الحجرية في الصين إلى صانعي الرقائق الأقل تقدمًا نسبيًا. ولكن أكبر عملائها في كوريا الجنوبية – وهم سامسونغ (Samsung) وإس كيه هاينكس (SK Hynix)، اللذان يتمتعان بقدرة تصنيعية كبيرة في الصين.
يترك الإعلان الهولندي أسئلة رئيسية دون إجابة مثل ما إذا كانت ايه إس إم إل (ASML) ستكون قادرة على خدمة أكثر من 8 مليارات يورو (8.44 مليار دولار) من آلات الطباعة الحجرية التي باعتها للعملاء في الصين منذ عام 2014.
قالت شرينيماخر أن الحكومة الهولندية قررت اتخاذ التدابير “بأكبر قدر ممكن من الدقة … لتجنب الاضطراب غير الضروري في سلاسل القيمة”.
وكتبت: “من المهم للشركات أن تعرف ما تواجهه وأن يكون لديها الوقت للتكيف مع القواعد الجديدة”.
قالت مصادر أنه من المتوقع أن تصدر اليابان تحديثًا لسياسات تصدير معدات الرقائق هذا الأسبوع.
قال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني ياسوتوشي نيشيمورا في البرلمان عندما سئل عن القيود المحتملة: “لأسباب تتعلق بالأمن القومي، نراجع باستمرار قواعد التصدير، لكن هذا لا يعني أننا قررنا أي شيء في هذه المرحلة”.
وقال مسؤول في الوزارة اليابانية على دراية بضوابط التصدير لرويترز أنه لا توجد خطة للإعلان عن أي تغييرات يوم الخميس أو الجمعة. كما لم يكن مسموحًا للمسؤول – الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته – بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
اقرأ أيضًا كريدي سويس يحصل على الموافقة الرسمية لتأسيس وحدة لإدارة للثروات في الصين
0 تعليق